الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    المريخ فِي نَواكْشوط (يَبْقَى لحِينَ السَّدَاد)    اردول: افتتاح مكتب ولاية الخرطوم بضاحية شرق النيل    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    المريخ يكرم القائم بالأعمال و شخصيات ومؤسسات موريتانية تقديرًا لحسن الضيافة    خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    برمجة دوري ربك بعد الفصل في الشكاوي    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    مجلس إدارة جديد لنادي الرابطة كوستي    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تخطف الأضواء بإطلالة مميزة مع والدتها    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تخطف الأضواء بإطلالة مميزة مع والدتها    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    وصول 335 من المبعدين لدنقلا جراء أحداث منطقة المثلث الحدودية    ترامب يبلغ نتنياهو باحتمال انضمام أمريكا إلى العملية العسكرية ضد إيران    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    تنفيذ حكم إعدام في السعودية يثير جدلاً واسعًا    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    علامات خفية لنقص المغنيسيوم.. لا تتجاهلها    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البروفيسور إبراهيم غندور رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمرالوطني في حوار شامل:
نشر في الانتباهة يوم 17 - 01 - 2013

يواجه المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في السودان تحديات جمة في العديد من القضايا على مستوى الصراع السياسي الداخلي حيث وقعت بعض الأحزاب المعارضة مع ما تسمى بالجبهة الثورية على وثيقة عُرفت بالفجر الجديد والتي تراجعت عنها تلك الأحزاب، حيث ثمَّن البروفيسور إبراهيم غندور رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطنى تراجع تلك الأحزاب عن الوثيقة، وعلى صعيد العلاقات الخارجية يواجه السودان تحديات كبيرة في سبيل تطبيع علاقات السودان مع الدول الكبرى والعقوبات السياسية والاقتصادية التي تعوق مسيرة البلاد نحو النهضة والاستقرار، واتهم غندور بعض مراكز الضغط الأمريكية بمحاولة إيذاء السودان منذ وقت وطويل. وفي ذات الوقت أكد البروفيسور غندور أن علاقات السودان بإيران علاقات طبيعية وأن السودان يسعى لإقامة علاقات طيبة مع الجميع مؤكداً أن تلك العلاقات لا تتعارض مع علاقات السودان مع دول الخليج العربي. وتطرق البروفيسور إبراهيم غندور في حوار مع المركز السوداني للخدمات الصحفية إلى اتفاق التعاون الموقع مع دولة جنوب السودان وقضايا ثروات البلاد والأطماع حولها والنهضة الاقتصادية وثورات الربيع والعلاقات مع الاتحاد الإفريقي إلى جانب العديد من المسائل الأخرى ... فإلى مضابط الحوار:
بدءًا سألنا بروفيسور غندور عن تقييمه لما يسمى وثيقة كمبالا التى أُبرمت مؤخرًا بين عدة جهات معارضة وتبنت من خلالها اللجوء للعمل العسكرى لإسقاط النظام؟
فأجاب قائلاً: اولاً لا بد من عرض الحقائق للرأي العام، وأحمُد لحزبي الأمة القومي والمؤتمر الشعبي تبرؤهما وتنصلهما من تلك الوثيقة، وهذا يُعد نُضجًا سياسيًا يجب أن تسير عليه الأحزاب المسؤولة، فوثيقة كمبالا أمر خطير للغاية ولا يُعقل لأي حزب سياسي مدني أن يتعاون مع متمردين على سلطان الدولة لقلب نظام الحكم وهذا قياساً بأي بلد يُعتبر جريمة كبرى وخيانة عظمى يعاقب عليها القانون خاصة أن المتمردين يقتلون الأبرياء ويعيثون في الأرض فسادًا مثل ما يحدث في جبال النوبة ودارفور حيث استباحوا الأرواح ونهب الممتلكات وهذه الفوضى أراد البعض نقلها لنا في الشمال بصورة أثارت حفيظة كل وطني خاصة أن وثيقة الخيانة العظمى بكمبالا برعاية الرئيس اليوغندي موسفينى المعروف بعدائه السافر للسودان ولكل ما هو عربي، ويكفي أنه أعلن دعمه لانفصال الجنوب قبل أن يختار أهلنا في الجنوب الانفصال فهو له أجندة عدائية خاصة به على السودان ومن يضع يده في يد الأجنبي والمتمردين المسلحين يتجاوز كل أعراف وسلوك العمل السياسي الرشيد.
هل يمكن حظر نشاط الأحزاب المشاركة في وثيقة كمبالا؟
أي حزب يتبنى العمل العسكري يضع نفسه تحت طائلة القانون والدولة تضع أمن المواطن وتأمين البلاد أولوية وأي اعتداء عليه يعد جريمة، وواضح أن من تبنى صياغة ميثاق كمبالا ذو عقلية عنصرية لا تريد خيرًا للوطن. كما أن اتفاق فجرهم الجديد ليس بجديد فقد سبقه تسلل المتمردين للخرطوم في حادثة العدوان على أم درمان من قِبل حركة العدل والمساواة وحصدوا الخزي والهزيمة، ومن هنا فإن حركات التمرد لجأت لاتفاق كمبالا عندما وجدت هوى في نفوس بعض المعارضين ممن وضعوا كل بيضهم في سلة الحركة الشعبية والمتمردين بدارفور رغم أن الحركة الشعبية ركلتهم عندما نالت مقاصدها في الانفصال لكن الجديد في هذا الاتفاق أن بعض المعارضين ممن كانوا يعتبرون ضمن السياسيين قد وضعوا أيديهم في يد المتمردين الذين يسعون لتفتيت السودان، وهذا هو الجديد.
هل يمكن أن تكون هناك شخصيات ودوائر أمريكية وراء اتفاق كمبالا؟
الأمريكان في لقاءاتهم الثنائية مع الحكومة أكدوا كثيراً أنهم ليسوا مع العمل العسكري لإسقاط الحكومة وإن كانوا لا يُخفون رغبتهم في تغيير الحكومة تصريحاً أو تلميحاً، وبالتالي بالضرورة أن وراء الوثيقة بعض قوى الضغط في مراكز القوى داخل الحكومة الأمريكية التي ظلت تعمل على إيذاء السودان منذ وقت طويل والدلالة على ذلك أن مجموعة منهم تملك قمرًا صناعيًا لمراقبة السودان وهذا تجنٍ وتعدٍ على دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة، وهناك اجندة مختلفة ومتعددة لتلك الجهات ضد السودان.
علاقة السودان مع إيران هل تتخذها أمريكا ذريعة لمعاداة السودان؟
علاقة السودان مع ايران علاقة عادية وهناك العديد من الدول لها علاقات مع إيران والسودان يسعى لإقامة علاقات طيبة مع الجميع كما لعدد من الدول الأوربية علاقات متقدمة مع إيران.
ماذا عن رسو سفن ايرانية ببورتسودان، والشكوك بانها تحمل اسلحة لحماس؟
هم على علم بأنها لا تحمل أسلحة وبديهي أن ذلك لا يتسنى في عصر الأقمار الصناعية التي تكاد ترصد دبيب النمل، والمغزى من الاتهامات الجائرة هو تشويه صورة السودان وإيران معاً لاستخدامها ككرت ضغط ضدهما. ودعمنا للشعب الفلسطيني الشقيق في كفاحه لتحقيق غايته بإقامة وطنه السليب ودعم السودان لقضية فلسطين ليس امرًا منفردًا فهناك أكثر من «135» دولة دعمت الفلسطينيين في الأمم المتحدة مؤخراً، اذًا فهذا الامر ليس بغريب على السودان وتاريخه يشهد بوقوفه مع حركات ومناضلي التحرر في عدد من الدول على المدى الطويل ويصبح من باب أولى دعمه لأشقائه في فلسطين.
كيفية التوازن بين علاقات السودان مع دول الخليج و إيران؟
علاقتنا مع الأشقاء في دول الخليج تقتضيها علاقة الدم والتاريخ والمنظومة العربية وهي علاقات قديمة وممتدة ولم تنشأ في التاريخ الحديث فقط، وبالتالي ليس هناك من تعارض بين علاقتنا مع دول الخليج من جهة وإيران من جهة اخرى، بحيث لا تؤثر هذه على تلك.
المبعوث الأمريكي السابق ليمان دعا السودان للعودة للاقتصاد العالمي كيف تقرأ ذلك؟
قرأت تصريح المبعوث الامريكى السابق ليمان فى هذا الصدد ولا أفهم ماذا يعني به، إذا كانت أسباب خروج السودان من الاقتصاد العالمي تتمثل فى حصار الولايات المتحدة الأمريكية الجائر للسودان دون وجه حق بالإضافة إلى أنها تمارس ضغوطًا على الآخرين لمزيد من الحصار علينا ولذلك فإن تصريح السفير ليمان تصريح فضفاض ويمثل فى مضمونه نوعًا من العداء للسودان.
ما هي حقيقة أسباب استقالة المبعوث ليمان المفاجئة؟
لا أعلم ولم تكن هناك مشكلة بل كان موجوداً حتى توقيع الاتفاقية بين السودان وحكومة الجنوب في أديس ابابا خلال سبتمبر المنصرم.
ما سر عداء امريكا للسودان بعد ان حققت مبتغاها فى فصل الجنوب؟
الولايات المتحدة تسعى لمزيد من الهيمنة والحصار على السودان لأنه استعصى عليها باستقلاله بقراره وذلك يتعارض مع أجندتها الاقتصادية في السودان وإفريقيا عموماً والسودان يقع في حلقة الصراع للشركات الاقتصادية العابرة القارات والتي لها تأثير ونفوذ في القرار الأمريكي، ويجب أن يكون معلومًا أنه صراع اقتصادي وثروات السودان في باطن الأرض تفتح وتشعل شهية ذاك الصراع.
السودان يمتلك ثروات هائلة، ولكنة متدهور اقتصاديًا، لماذا؟
لا ننسى أن السودان مُنع من ثرواته لسنوات طويلة قبل الإنقاذ بدليل أن اكتشاف نفط السودان تم في العام 1979م إلا أن شركة شيفرون الأمريكية أغلقت آبار النفط في السودان بحجة دواعٍ أمنية أي حرب الجنوب لتجعله «احتياطيًا للنفط الأمريكي» إلا أن الإنقاذ استطاعت استخراج النفط في نفس ظروف السودان الأمنية بأيادٍ من الصين وماليزيا والهند وشهد السودان نهضة اقتصادية لا تخطئها العين بعد استخراج النفط، ثم جاء انفصال الجنوب ليعود اضعاف السودان وصنعت حرب التمرد في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وإثارة النعرات العرقية وتفتيته ولذلك الشعب يعاني خاصة أن أمريكا تعمل على أن تكون ثروات السودان في باطن الأرض رصيدًا احتياطيًا لشعوبها، كما هو معلوم فإن الاستعمار الحديث يأتي عبر الشركات والمنظمات والاستثمار بطرق غير مباشرة.
اذا كان عداء أمريكا للسودان بسبب الحكومة الاسلامية، ففي مصر وتونس حكومات على ذات النهج تتعامل معها امريكا، لماذا؟
السياسة الأمريكية لا تعرف إلا مصالحها وقراءتي لمواقفها مع دول الربيع العربي الشقيقة سياسة مرحلة فقط، وعندما تسنح لها الفرصة في تحقيق أجندتها في مصر أو تونس ستجد أنها غيرت مواقفها معها بأي ذريعة وأتمنى أن لا يحدث ذلك معها.
كيف تقرأ الاتفاق بين السودان وحكومة الجنوب مؤخراً بعد لقاء القمة؟
لقاء القمة جاء مؤكداً لما تم التوقيع عليه في اتفاق سبتمبر الماضي في أديس ابابا بين فريقي التفاوض وآمل أن يتم الالتزام بما تم التوقيع عليه ونسأل الله أن يعين الرئيس سلفا كير على تفادي متاريس الصقور في الجنوب كما سماهم البعض.
ولكن أعتقد أن الإرادة السياسية الآن متوفرة أكثر من ذي قبل لإنفاذ هذا الاتفاق ولبناء علاقة طبيعية وايجابية بين السودان وجنوب السودان ولننتظر لنرى.
هل راجعت حكومة الجنوب مواقفها وأبدت مرونة؟
أعتقد أن هنالك قراءة جديدة لها في العلاقة مع السودان رغم أن بعض القوى داخل دولة الجنوب ستظل لها أجندتها تجاه السودان ولكن نثمن الغلبة للرأي العام المعتدل الذي يقوده الرئيس سلفا كير وآخرون كثر من أجل علاقة حيوية ومزدهرة بين البلدين.
هل يعتبر إنفاذ المنطقة العازلة خطوة اولى لفك الارتباط مع قطاع الشمال؟
نعم وخطوة عملية لمنع الدعم عن المتمردين في دارفور وجنوب كردفان. والسودان ملتزم بما وقع عليه الرئيس البشير مع الرئيس سلفا كير والمؤتمر الوطني يدعم هذا الاتفاق دعمًا سياسيًا كاملاً.
قيادات في المؤتمر الوطني تحدثت عن إخضاع الكونفدرالية مع الجنوب للدراسة هل ذلك ضوء أخضر لإقرارها؟
حالياً توجد دولتان لكن الكونفدرالية ليست مطروحة على الطاولة في المؤتمر الوطني أو خارجه وربما يكون تصريح الأخ د. قطبي كان يجيب عن سؤال حول قضية الكونفدرالية والآن القائم هو علاقة طبيعية بين دولتين مستقلتين والأخ د. مطرف كان يتحدث للشباب وكان يمارس النقد الذاتي واتفق معه في بعض ما أشار إليه ولكننا الآن لا نناقش الماضي بل ننظر للمستقبل ونسعى ليكون الحاضر كما نتمناه من علاقة طبيعية بين السودان وجنوب السودان بل نتطلع ان تكون علاقتنا مع جنوب السودان من أفضل العلاقات مع أي دولة جارة.
كرئيس لقطاع العلاقات الخارجية كيف ترى علاقات السودان الخارجية حالياً؟
السودان حالياً يتمتع بأفضل علاقاته مع جيرانه وأقواها عبر تاريخه، مثلاً في إثيوبيا وإريتريا ومصر وليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان هنالك تنسيق وزاري كامل مع البعض والآخر يرقى إلى التنسيق العسكري من خلال القوات المشتركة لتأمين الحدود، وخارج المنظومة العربية للسودان علاقات قوية مع دول محورية في آسيا كالصين والهند وماليزيا وأندونيسيا وباكستان وإيران وتركيا، وفي أوروبا للسودان علاقات مقفولة مع النمسا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وسيتوجه قريباً وفد رفيع إلى النرويج.
ماعدا أمريكا؟
أمريكا لدينا معها حوار وهي التي تبادر السودان بالحصار والتضييق لكن السودان كذلك له علاقات مع أمريكا اللاتينية خاصة البرازيل وفنزويلا وكوبا وعلاقاته قوية جداً مع المنظومة الإفريقية ويكفي أن السيد النائب الأول والأخ نائب الرئيس والأخ د. نافع علي نافع في جولة إفريقية لكل منظومة الدول الإفريقية، والمؤتمر الوطني له علاقات قوية مع جميع الأحزاب في إفريقيا وله اتفاقيات مشتركة.
كنا في جولة مؤخراً في كل من تونس والمغرب وموريتانيا ومصر والسعودية وعلاقاتنا مع دول الخليج قوية وممتازة وغادر بالأمس فقط وفد ليبي وبالتالي علاقاتنا مع الدول العربية لا يتطرق إليها الشك وعلاقتنا مع إفريقيا متواصلة وممتدة وهما المجموعات التي تنتمي إليها في التاريخ والجغرافيا والدم.
وما هو سر العداء الذي تنتهجه يوغندا تجاه السودان؟
السودان لا يعادي يوغندا بل هي التي تبادر بعدائه والرئيس اليوغندي يسعى للزعامة في منطقة إفريقيا والدليل على ذلك تدخلاته في الشرق الإفريقي وتدخلاته في جنوب السودان، فضلاً عن عدائه المتطرف لكل ما هو عربي ومسلم لا ندري أسبابه.
رغم علاقات السودان الخارجية المتطورة، الا ان المعارضة تصِمه بالعزلة؟
للأسف يجب على المعارضة دعم دور السودان خارجياً والتزام دور إيجابي لمصلحة الوطن بدلاً من محاولة إضعافه، ومن المؤلم مشاهدة بعضهم يؤذون السودان على حساب سمعته في المحافل الدولية وتشويهها وهذا لا يصدر عن وطني غيور ويجب على المعارضة ان تكون أكثر رشداً والوصول مع الحكومة لمعادلة وفاقية تضمن للسودان استقراره وليعلم الجميع ان الطريق الوحيد إلى سدة الحكم هو عبر صناديق الاقتراع والسودان الآن يشهد حركة دؤوب في علاقاته النشطة خارجيًا ولهذا جاء انعقاد مؤتمر برلمانات الدول الإسلامية خلال الشهر الجاري في السودان إضافة إلى انعقاد مؤتمر الاتحاد العالمي للنقابات الإفريقية ويضم أكثر من «90» اتحادًا في فبراير المقبل في السودان لعكس صورة مشرقة لعلاقات السودان الخارجية ويعزز من دوره الفاعل خارجياً وعلاقاته المتميزة والراسخة.
كيف تفسر موقف ثامبو أمبيكي ومقترحه بتحويل ملف أبيي لمجلس الأمن؟
لا توجد أية خلافات بين السودان والاتحاد الإفريقي ولا مع لجنة الوساطة بقيادة ثامبو أمبيكي ولا يوجد تآمر منهم أو تواطؤ على السودان ولن يكون، لكن هنالك بعض الجهات حاولت نقل ملف أبيي لمجلس الأمن ولكن في نهاية الأمر فشلت وسيظل هذا الملف يعالج في محيطه الإفريقي والذي سينظره اجتماع القمة القادم بإذن الله.
تم اختيار السودان لمنصب رئيس وحدة النقابات الإفريقية، وأيضًا النائب الأول لرئيس البرلمان العربي، ما مدى اسهام ذلك في بلورة دور ريادي للسودان؟
يحتل السودان مكانة محترمة ومرموقة في المحيط الإفريقي والعربي وله دور كبير جداً إلا أنه لم يستثمر بعد بصورة أمثل ولقد تم اختيار السودان لمنصب رئيس وحدة النقابات الإفريقية بالإجماع مما يؤكد ويعكس موقع السودان في المنظومة الإفريقية وكذلك العربية ويتم الاختيار لهذه المناصب نتيجة لعدة معايير أولها الوضع الإستراتيجي والجيولوجي والاقتصادي والجوبلتكلي وقوة الدولة داخل المنظومة ثم القدرات الشخصية للمرشح للمنصب وبالتالي فالاختيار هو حصيلة مزاوجة بين تلك المميزات.ولعل ما يجري في السودان من تنمية تعد نموذجًا للمنطقة ودول إفريقية وهذا محل تقدير الأفارقة الذين سبق لنقاباتهم زيارات متعددة للسودان وقوفوا على إنجازات الحركة النقابية بالسودان والإقدام المتبادل بينهما وقيادة الدولة والجهاز التنفيذي.
إنشاء ولايات جديدة في ظروف اقتصادية ضاغطة هل هو من باب الترضيات؟
لم يكن قيام ولايات جديدة للترضيات بل جاءت بأسباب سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية، والنظام الفيدرالي هو الأنسب للسودان ومعروف ان إنشاء الولايات يخضع لدراسات جدوى اقتصادية وسياسية وأمنية، والولايات الجديدة لم تنشأ استجابة لحركات التمرد في دارفور أو جنوب كردفان، فمثلاً ولاية غرب كردفان كان قد تم دمجها مع ولاية جنوب كردفان لأسباب اقتضتها اتفاقية السلام الشامل وبالتالي هي نتاج لدراسات الجدوى تلك التي أوصت بأهمية إعادتها، أما ولاية شرق دارفور فقد قامت كمحصلة لملتقى كنانة الذي أطلق عليه مؤتمر سلام دارفور والذي شاركت فيه كل القوى السياسية وحتى سكان معسكرات دارفور.
اثر قيام ولايات جديدة في الترهل الإداري وعدالة توزيع الثروة؟
على الدولة ان تعمل على فطم الولايات من الاعتماد على المركز وقسمة الثروة بناء على معادلة دقيقة ومنح أي ولاية جديدة سقفًا زمنيًا للخروج من الدعم المركزي حتى لا تكون عالة على المركز وإلا فإن ذلك سيصبح بمثابة فشل لنظام الحكم الاتحادي وعلينا تصحيح الأخطاء التي صاحبت النظام الفيدرالي والعمل على الفطام التدريجي للولايات لتستقل بنفسها والإنفاق على ذاتها.
هل النظام التدريجي للولايات له سقف زمني أم مفتوح؟
كان قد تحدد عام 98 كسقف زمني لخروج الولايات من دعم المركز وخرجت آنذاك «7» ولايات من دعم المركز لكن للأسف عدنا للخلف وعادت كل الولايات لتلقي الدعم من المركز ولا بد من حث الولايات على جذب الاستثمارات ونمو قدرات اقتصادها لمعالجة عجزها المالي وهنالك نسبة محددة في الموازنة العامة لكل ولاية تعتمد على عدد السكان بالولاية ومستوى التنمية والظروف الأمنية وليس معنى ذلك أن يصدق لكل من طالب بقيام ولاية بقيامها فهذه هي معايير وأسباب قيام الولايات الجديدة وقرار قيامها لا يصدر عن المؤتمر الوطني وإنما عن الجهاز التنفيذي.
توقعاتك للوضع السياسي بالسودان فى العام الجديد بعد الأحداث الأخيرة؟
أتمنى ان يشهد العام «2013م» صورة زاهية للعمل السياسي في السودان وتطبيقًا فعليًا للديمقراطية والحكم الراشد والتبادل السلمي للسلطة بخلاف ما أراده مدبرو «وثيقة كمبالا» وتتمثل معانى الديمقراطية وفهمها في الاعتراف بنتائج الانتخابات وان يكون الشعب رقيبًا على حركة القوى السياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.