وزير الصحة المكلف ووالي الخرطوم يدشنان الدفعة الرابعة لعربات الإسعاف لتغطية    البرهان يزور جامعة النيلين ويتفقد مركز الامتحانات بكلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بالجامعة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. لاعب المريخ السابق بلة جابر: (أكلت اللاعب العالمي ريبيري مع الكورة وقلت ليهو اتخارج وشك المشرط دا)    شاهد بالصورة والفيديو.. مواطن سوداني يعبر عن فرحته بالذهاب للعمل في الزراعة مع زوجته وأطفاله بالغناء على أنغام إحدى الأغنيات التراثية    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    صحة الخرطوم تبحث خطة لإعادة إعمار المرافق الصحية بالتعاون مع الهيئة الشبابية    كمين في جنوب السودان    دبابيس ودالشريف    إتحاد الكرة يكمل التحضيرات لمهرجان ختام الموسم الرياضي بالقضارف    كوليبَالِي.. "شَدولو وركب"!!    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    ارتفاع احتياطيات نيجيريا من النقد الأجنبي بأكثر من ملياري دولار في يوليو    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    شهادة من أهل الصندوق الأسود عن كيكل    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    بنك أمدرمان الوطني .. استئناف العمل في 80% من الفروع بالخرطوم    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثيقة كمبالا خيانة عظمي
نشر في سودان سفاري يوم 17 - 01 - 2013

يواجه المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في السودان تحديات جمة في العديد من القضايا على مستوى الصراع السياسي الداخلي حيث وقعت بعض الأحزاب المعارضة مع ما تسمى بالجبهة الثورية على وثيقة عرفت بالفجر الجديد والتي تراجعت عنها تلك الأحزاب، حيث ثمن البروفيسور إبراهيم غندور رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني تراجع تلك الأحزاب عن الوثيقة ، وعلى صعيد العلاقات الخارجية يواجه السودان تحديات كبيرة في سبيل تطبيع علاقات السودان مع الدول الكبرى والعقوبات السياسية والاقتصادية التي تعوق مسيرة البلاد نحو النهضة والاستقرار، واتهم غندور بعض مراكز الضغط الأمريكية بمحاولة إيذاء السودان منذ وقت وطويل.
وفي ذات الوقت أكد البروفيسور غندور أن علاقات السودان بإيران علاقات طبيعية وأن السودان يسعى لإقامة علاقات طيبة مع الجميع مؤكداً أن تلك العلاقات لا تتعارض مع علاقات السودان مع دول الخليج العربي.
وتطرق البروفيسور إبراهيم غندور في حوار مع المركز السوداني للخدمات الصحفية إلى اتفاق التعاون الموقع مع دولة جنوب السودان وقضايا ثروات البلاد والأطماع حولها والنهضة الاقتصادية وثورات الربيع والعلاقات مع الاتحاد الأفريقي إلى جانب العديد من المسائل الأخرى ... فإلى مضابط الحوار:
وثيقة كمبالا..
بدءا سألنا بروفيسور غندور عن تقييمه لوثيقة كمبالا التي أبرمت مؤخرا بين عدة جهات معارضة وتبنت من خلالها اللجوء للعمل العسكري لإسقاط النظام؟
أولاً لابد من عرض الحقائق للرأي العام، وأحمُد لحزبي الأمة القومي والمؤتمر الشعبي تبرؤهما وتنصلهما من تلك الوثيقة ، وهذا يُعد نُضجا سياسيا يجب أن تسير عليه الأحزاب المسؤولة ،فوثيقة كمبالا أمر خطير للغاية ولا يعقل لأي حزب سياسي مدني أن يتعاون مع متمردين على سلطان الدولة لقلب نظام الحكم وهذا قياساً بأي بلد يعتبر جريمة كبرى وخيانة عظمى يعاقب عليها القانون خاصة أن المتمردين يقتلون الأبرياء ويعيشون في الأرض فسادا مثل ما يحدث في جبال النوبة ودارفور حيث استباحوا الأرواح ونهب الممتلكات وهذه الفوضى أراد البعض نقلها لنا في الشمال بصورة أثارت حفيظة كل وطني خاصة أن وثيقة الخيانة العظمى بكمبالا برعاية الرئيس اليوغندي موسفينى المعروف بعدائه السافر للسودان ولكل ما هو عربي ، ويكفي أنه أعلن دعمه لانفصال الجنوب قبل أن يختار أهلنا في الجنوب الانفصال فهو له أجندة عدائية خاصة به على السودان ومن يضع يده في يد الأجنبي والمتمردين المسلحين يتجاوز كل أعراف وسلوك العمل السياسي الرشيد.
هل يمكن حظر نشاط الأحزاب المشاركة في وثيقة كمبالا؟
أي حزب يتبنى العمل العسكري يضع نفسه تحت طائلة القانون والدولة تضع أمن المواطن وتأمين البلاد أولوية وأي اعتداء عليه يعد جريمة وواضح أن من تبنى صياغة ميثاق كمبالا ذو عقلية عنصرية لا تريد خيرا للوطن.
كما أن اتفاق فجرهم الجديد ليس بجديد فقد سبقه تسلل المتمردين للخرطوم في حادثة العدوان على أمدرمان من قبل حركة العدل والمساواة وحصدوا الخزي والهزيمة ، ومن هنا فإن حركات التمرد لجأت لاتفاق كمبالا عندما وجدت هوى في نفوس بعض المعارضين ممن وضعوا كل بيضهم في سلة الحركة الشعبية والمتمردين بدارفور رغم أن الحركة الشعبية ركلتهم عندما نالت مقاصدها في الانفصال لكن الجديد في هذا الاتفاق أن بعض المعارضين ممن كانوا يعتبرون ضمن السياسيين قد وضعوا أيديهم في يد المتمردين الذين يسعون لتفتيت السودان، وهذا هو الجديد.
هل يمكن أن تكون هناك شخصيات ودوائر أمريكية وراء اتفاق كمبالا ؟
الأمريكان في لقاءاتهم الثنائية مع الحكومة أكدوا كثيراً أنهم ليسوا مع العمل العسكري لإسقاط الحكومة وإن كانوا لا يخفون رغبتهم في تغيير الحكومة تصريحاً أو تلميحاً ، وبالتالي بالضرورة أن وراء الوثيقة بعض قوى الضغط في مراكز القوى داخل الحكومة الأمريكية التي ظلت تعمل على إيذاء السودان منذ وقت طويل والدلالة على ذلك أن مجموعة منهم تملك قمر صناعي لمراقبة السودان وهذا تجني وتعدي على دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة ، وهناك أجندة مختلفة ومتعددة لتلك الجهات ضد السودان.
علاقة السودان مع إيران هل تتخذها أمريكا زريعة لمعاداة السودان؟
علاقة السودان مع إيران علاقة عادية وهناك العديد من الدول لها علاقات مع إيران والسودان يسعى لإقامة علاقات طيبة مع الجميع كما لعدد من الدول الأوربية علاقات متقدمة مع إيران.
ماذا عن رسو سفن إيرانية ببورتسودان ، والشكوك بأنها تحمل أسلحة لحماس؟
هم على علم بأنها لا تحمل أسلحة وبديهي أن ذلك لا يتسنى في عصر الأقمار الصناعية التي تكاد ترصد دبيب النمل ، والمغذى من الاتهامات الجائرة هو تشويه صورة السودان وإيران معاً لاستخدامها ككرت ضغط ضدهما. ودعمنا للشعب الفلسطيني الشقيق في كفاحه لتحقيق غايته بإقامة وطنه السليب ودعم السودان لقضية فلسطين ليس أمراً منفردا فهناك أكثر من (135) دولة دعمت الفلسطينيين في الأمم المتحدة مؤخراً، إذا فهذا الأمر ليس بغريب على السودان وتاريخه يشهد بوقوفه مع حركات ومناضلي التحرر في عدد من الدول على المدى الطويل ويصبح من باب أولى دعمه لأشقائه في فلسطين.
كيفية التوازن بين علاقات السودان مع دول الخليج و إيران؟
علاقتنا مع الأشقاء في دول الخليج تقتضيها علاقة الدم والتاريخ والمنظومة العربية وهي علاقات قديمة وممتدة ولم تنشأ في التاريخ الحديث فقط ، وبالتالي ليس هناك من تعارض بين علاقتنا مع دول الخليج من جهة وإيران من جهة أخرى ، بحيث لا تؤثر هذه على تلك.
المبعوث الأمريكي السابق ليمان دعا السودان للعودة للاقتصاد العالمي كيف تقرأ ذلك؟
قرأت تصريح المبعوث الأمريكي السابق ليمان في هذا الصدد ولا أفهم ماذا يعني به ، إذا كانت أسباب خروج السودان من الاقتصاد العالمي تتمثل في حصار الولايات المتحدة الأمريكية الجائر للسودان دون وجه حق بالإضافة إلى أنها تمارس ضغوط على الآخرين لمزيد من الحصار علينا ولذلك فأن تصريح السفير ليمان تصريح فضفاض ويمثل في مضمونه نوعا من العداء للسودان.
ما هي حقيقة أسباب استقالة المبعوث ليمان المفاجئة؟
لا أعلم ولم تكن هناك مشكلة بل كان متواجداً حتى توقيع الاتفاقية بين السودان وحكومة الجنوب في أديس أبابا خلال سبتمبر المنصرم.
ما سر عداء أمريكا للسودان بعد إن حققت مبتغاها في فصل الجنوب؟
الولايات المتحدة تسعى لمزيد من الهيمنة والحصار على السودان لأنه استعصى عليها باستقلاله بقراره وذلك يتعارض مع أجندتها الاقتصادية في السودان وأفريقيا عموماً والسودان يقع في حلقة الصراع للشركات الاقتصادية العابرة القارات والتي لها تأثير ونفوذ في القرار الأمريكي ، ويجب أن يكون معلوم أنه صراع اقتصادي وثروات السودان في باطن الأرض تفتح وتشعل شهية ذاك الصراع.
السودان يمتلك ثروات هائلة ، ولكنة متدهور اقتصاديا، لماذا؟
لا ننسي أن السودان منع من ثرواته لسنوات طويلة قبل الإنقاذ بدليل أن اكتشاف نفط السودان تم في العام 1979م إلا أن شركة شيفرون الأمريكية أغلقت آبار النفط في السودان بحجة دواعي أمنية أي حرب الجنوب لتجعله (احتياطي للنفط الأمريكي) إلا أن الإنقاذ استطاعت استخراج النفط في نفس ظروف السودان الأمنية بأيادي من الصين وماليزيا والهند وشهد السودان نهضة اقتصادية لا تخطئها العين بعد استخراج النفط، ثم جاء انفصال الجنوب ليعود إضعاف السودان وصنعت حرب التمرد في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وإثارة النعرات العرقية وتفتيته ولذلك الشعب يعاني خاصة أن أمريكا تعمل على أن تكون ثروات السودان في باطن الأرض رصيد احتياطي لشعوبها، كما هو معلوم فإن الاستعمار الحديث يأتي عبر الشركات والمنظمات والاستثمار بطرق غير مباشرة.
إذا كان عداء أمريكا للسودان بسبب الحكومة الإسلامية ، ففي مصر وتونس حكومات على ذات النهج تتعامل معها أمريكا لماذا؟
السياسة الأمريكية لا تعرف إلا مصالحها وقراءتي لمواقفها مع دول الربيع العربي الشقيقة سياسة مرحلة فقط وعندما تسنح لها الفرصة في تحقيق أجندتها في مصر أو تونس ستجد أنها غيرت مواقفها معها بأي ذريعة وأتمنى أن لا يحدث ذلك معها.
كيف تقرأ الاتفاق بين السودان وحكومة الجنوب مؤخراً بعد لقاء القمة؟
لقاء القمة جاء مؤكداً لما تم التوقيع عليه في اتفاق سبتمبر الماضي في أديس أبابا بين فريقي التفاوض وأمل أن يتم الالتزام بما تم التوقيع عليه ونسأل الله أن يعين الرئيس سلفاكير على تفادي متاريس الصقور في الجنوب كما سماهم البعض.
ولكن أعتقد أن الإرادة السياسية الآن متوفرة أكثر من ذي قبل لإنفاذ هذا الاتفاق ولبناء علاقة طبيعية وايجابية بين السودان وجنوب السودان ولننتظر لنرى.
هل راجعت حكومة الجنوب مواقفها وأبدت مرونة؟
أعتقد أن هنالك قراءة جديدة لها في العلاقة مع السودان رغم أن بعض القوى داخل دولة الجنوب ستظل لها أجندتها تجاه السودان ولكن نثمن الغلبة للرأي العام المعتدل الذي يقوده الرئيس سلفاكير وآخرين كثر من أجل علاقة حيوية ومزدهرة بين البلدين.
هل يعتبر إنفاذ المنطقة العازلة خطوة أولى لفك الارتباط مع قطاع الشمال؟
نعم وخطوة عملية لمنع الدعم عن المتمردين في دارفور وجنوب كردفان. والسودان ملتزم بما وقع عليه الرئيس البشير مع الرئيس سلفاكير والمؤتمر الوطني يدعم هذا الاتفاق دعم سياسي كامل.
قيادات في المؤتمر الوطني تحدثت عن إخضاع الكونفدرالية مع الجنوب للدراسة هل ذلك ضوء أخضر لإقرارها؟
حالياً توجد دولتين لكن الكونفدرالية ليست مطروحة على الطاولة في المؤتمر الوطني أو خارجه وربما يكون تصريح الأخ د. قطبي كان يجيب على سؤال حول قضية الكونفدرالية والآن القائم هو علاقة طبيعية بين دولتين مستقلتين والأخ د. مطرف كان يتحدث للشباب وكان يمارس النقد الذاتي واتفق معه في بعض ما أشار إليه ولكننا الآن لا نناقش الماضي بل ننظر للمستقبل ونسعى ليكون الحاضر كما نتمناه من علاقة طبيعية بين السودان وجنوب السودان بل نتطلع ان تكون علاقتنا مع جنوب السودان من أفضل العلاقات مع أي دولة جارة.
كرئيس لقطاع العلاقات الخارجية كيف ترى علاقات السودان الخارجية حالياً؟
السودان حالياً يتمتع بأفضل علاقاته مع جيرانه وأقواها عبر تاريخه، مثلاً في إثيوبيا وإريتريا ومصر وليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان هنالك تنسيق وزاري كامل مع البعض والآخر يرقى إلى التنسيق العسكري من خلال القوات المشتركة لتأمين الحدود، وخارج المنظومة العربية للسودان علاقات قوية مع دول محورية في آسيا كالصين والهند وماليزيا وأندونيسيا وباكستان وإيران وتركيا، وفي أوروبا للسودان علاقات مقفولة مع النمسا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وسيتوجه قريباً وفد رفيع إلى النرويج.
ماعدا أمريكا؟
أمريكا لدينا معها حوار وهي التي تبادر السودان بالحصار والتضييق لكن السودان كذلك له علاقات مع أمريكا اللاتينية خاصة البرازيل وفنزويلا وكوبا وعلاقاته قوية جداً مع المنظومة الأفريقية ويكفي أن السيد النائب الأول والأخ نائب الرئيس والأخ د. نافع علي نافع في جولة أفريقية لكل منظومة الدول الأفريقية ، والمؤتمر الوطني له علاقات قوية مع جميع الأحزاب في أفريقيا وله اتفاقيات مشتركة.
كنا في جولة مؤخراً في كل من تونس والمغرب وموريتانيا ومصر والسعودية وعلاقاتنا مع دول الخليج قوية وممتازة وغادر بالأمس فقط وفد ليبي وبالتالي علاقاتنا مع الدول العربية لا يتطرق إليها الشك وعلاقتنا مع أفريقيا متواصلة وممتدة وهما المجموعات التي تنتمي إليها في التاريخ والجغرافيا والدم.
وما هو سر العداء الذي تنتهجه يوغندا تجاه السودان؟
السودان لا يعادي يوغندا بل هي التي تبادر بعدائه والرئيس اليوغندي يسعى للزعامة في منطقة أفريقيا والدليل على ذلك تدخلاته في الشرق الأفريقي وتدخلاته في جنوب السودان، فضلاً عن عدائه المتطرف لكل ما هو عربي ومسلم لا ندري أسبابه.
رغم علاقات السودان الخارجية المتطورة، إلا إن المعارضة توصمه بالعزلة؟
للأسف يجب على المعارضة دعم دور السودان خارجياً والتزام دور إيجابي لمصلحة الوطن بدلا من محاولة إضعافه ومن المؤلم مشاهدة بعضهم إيذاء السودان على حساب سمعته في المحافل الدولية وتشويهها وهذا لا يصدر من وطني غيور ويجب على المعارضة إن تكون أكثر رشداً والوصول مع الحكومة لمعادلة وفاقية تضمن للسودان استقراره وليعلم الجميع إن الطريق الوحيد إلى سدة الحكم هو عبر صناديق الاقتراع والسودان الآن يشهد حركة دؤوب في علاقاته النشطة خارجيا ولهذا جاء انعقاد مؤتمر برلمانات الدول الإسلامية خلال الشهر الجاري في السودان بالإضافة إلى انعقاد مؤتمر الاتحاد العالمي للنقابات الأفريقية ويضم أكثر من (90) اتحادا في فبراير المقبل في السودان لعكس صورة مشرقة لعلاقات السودان الخارجية ويعزز من دوره الفاعل خارجياً وعلاقاته المتميزة والراسخة.
كيف نفسر موقف ثامبو أمبيكي ومقترحه بتحويل ملف أبيي لمجلس الأمن ؟
لا توجد أية خلافات بين السودان والاتحاد الأفريقي ولا مع لجنة الوساطة بقيادة ثامبو أمبيكي ولا يوجد تآمر منهم أو تواطؤ على السودان ولن يكون ، لكن هنالك بعض الجهات حاولت نقل ملف أبيي لمجلس الأمن ولكن في نهاية الأمر فشلت وسيظل هذا الملف يعالج في محيطه الأفريقي والذي سينظره اجتماع القمة القادم بإذن الله.
تم اختيار السودان لمنصب رئيس وحدة النقابات الأفريقية، وأيضاً النائب الأول لرئيس البرلمان العربي ،ما مدى إسهام ذلك في بلورة دور ريادي للسودان؟
يحتل السودان مكانة محترمة ومرموقة في المحيط الأفريقي والعربي وله دور كبير جداً إلا أنه لم يستثمر بعد بصورة أمثل ولقد تم اختيار السودان لمنصب رئيس وحدة النقابات الأفريقية بالإجماع مما يؤكد ويعكس موقع السودان في المنظومة الأفريقية وكذلك العربية ويتم الاختيار لهذه المناصب نتيجة لعدة معايير أولها الوضع الاستراتيجي والجيولوجي والاقتصادي والجوبلتكلي وقوة الدولة داخل المنظومة ثم القدرات الشخصية للمرشح للمنصب وبالتالي فالاختيار هو حصيلة مزاوجة بين تلك المميزات.
ولعل ما يجري في السودان من تنمية تعد نموذج للمنطقة ودول أفريقية وهذا محل تقدير الأفارقة الذين سبق لنقاباتهم زيارات متعددة للسودان وقوفوا على إنجازات الحركة النقابية بالسودان والإقدام المتبادل بينهما وقيادة الدولة والجهاز التنفيذي.
إنشاء ولايات جديدة في ظروف اقتصادية ضاغطة هل هو من باب الترضيات؟
لم يكن قيام ولايات جديدة للترضيات بل جاءت بأسباب سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية ، والنظام الفيدرالي هو الأنسب للسودان ومعروف ان إنشاء الولايات يخضع لدراسات جدوى اقتصادية وسياسية وأمنية ، والولايات الجديدة لم تنشأ استجابة لحركات التمرد في دارفور أو جنوب كردفان ، فمثلاً ولاية غرب كردفان كان قد تم دمجها مع ولاية جنوب كردفان لأسباب اقتضتها اتفاقية السلام الشامل وبالتالي هي نتاج لدراسات الجدوى تلك التي أوصت بأهمية إعادتها ، أما ولاية شرق دارفور فقد قامت كمحصلة لملتقى كنانة الذي أطلق عليه مؤتمر سلام دارفور والذي شاركت فيه كل القوى السياسية وحتى سكان معسكرات دارفور.
اثر قيام ولايات جديدة في الترهل الإداري وعدالة توزيع الثروة ؟
على الدولة إن تعمل على فطم الولايات من الاعتماد على المركز وقسمة الثروة بناء على معادلة دقيقة ومنح أي ولاية جديدة سقف زمني للخروج من الدعم المركزي حتى لا تكون عالة على المركز وإلا فإن ذلك سيصبح بمثابة فشل لنظام الحكم الاتحادي وعلينا تصحيح الأخطاء التي صاحبت النظام الفيدرالي والعمل على الفطام التدريجي للولايات لتستقل بنفسها والإنفاق على ذاتها.
هل النظام التدريجي للولايات له سقف زمني أم مفتوح؟
كان قد تحدد عام 98 كسقف زمني لخروج الولايات من دعم المركز وخرجت آنذاك (7) ولايات من دعم المركز لكن للأسف عدنا للخلف وعادت كل الولايات لتلقي الدعم من المركز ولابد من حث الولايات على جذب الاستثمارات ونمو قدرات اقتصادها لمعالجة عجزها المالي وهنالك نسبة محددة في الموازنة العامة لكل ولاية تعتمد على عدد السكان بالولاية ومستوى التنمية والظروف الأمنية وليس معنى ذلك أن يصدق لكل من طالب بقيام ولاية بقيامها فهذه هي معايير وأسباب قيام الولايات الجديدة وقرار قيامها لأي صدر من المؤتمر الوطني وإنما من الجهاز التنفيذي.
توقعاتك للوضع السياسي بالسودان في العام الجديد بعد الأحداث الأخيرة؟
أتمنى إن يشهد العام 2013م صورة زاهية للعمل السياسي في السودان وتطبيق فعلي للديمقراطية والحكم الراشد والتبادل السلمي للسلطة بخلاف ما أراده مدبري (وثيقة كمبالا) وتتمثل معاني الديمقراطية وفهمها في الاعتراف بنتائج الانتخابات وان يكون الشعب رقيب على حركة القوى السياسية.
نقلاً عن صحيفة ألوان 17/2013م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.