قال رئيس السلطة الإقليمية لدارفور التجاني سيسي مخاطباً نازحي محليتي«كاس» و«شطاية» الجمعة الماضية بولاية جنوب دارفور بحسب الخبر المنشور بالزميلة الإهرام اليوم تاريخ 19 يناير 2013م قال: الحركات المسلحة تجعلكم تعيشون «أحلام زلوط» وقياداتها تعيش بالفنادق الأوربية «سمينة» كم «الخرفان»!!؟ وحمّل السيسي الحكومة عدم توفير الأمن والخدمات بالقرى المتضررة بالحرب، ولفت إلى أن إعادة الإعمار والتنمية بدارفور تحتاج إلى «8» مليارات دولار، مطالباً بضرورة بناء النسيج الاجتماعي، وأضاف: «نحن صنعنا تراث «الجودية» ونستطيع حل قضية دارفور.. انتهى حديث السيسي ونقول إن الرجل صادقاً فيما قال لكن عليه أن يعترف بأنه جزءاً من المشكلة وأساسي في الحل من كونه أحد قيادات دارفور وسليل بيت إدارة أهلية يدرك ما قاله تماماً ثم أنه الآن الحاكم الفعلي لدارفور بسلطته الإقليمية التي يتحدث باسمها وهي ممثل للحكومة المركزية وأي حديث عن إسقاط اللوم على آخرين يصبح ضرباً من وهم الخيال الزائف وكذبة سياسية لا تنطلي على رعاة الإبل في بادية دارفور، كما أن موروث أهل السودان في الجودية يدرس الآن في قاعات الجامعات الأوربية والبريطانية التي أخذت النظام العرفي الأهلي لقبيلة الحمر بكردفان «نموذجاً» في التقاضي وفضّ النزاعات سلمياً، وهو ما لفت إليه التجاني سيسي لكن عليه هو شخصياً أن يقدِّم رؤية متجردة للخروج من حالة التوهان التي يعانيها مجتمع دارفور بسبب انتشار السلاح لأن ما يجري الآن في «جبل عامر» وغيره من مناطق النزاع الأهلي هو موت غالبه بسلاح الحركات المتمردة وبعضه بسلاح الحكومة لأن بعض أبناء دارفور يخرج من عباءة القومية ويلبس لأمة القبيلة ويستخدم ما عنده من سلاح عهده سواءً كان في قوات حرس الحدود أو الشرطة الشعبية أو أي من القوات النظامية المساندة،وهذا الوضع يتطلب من السيسي البقاء الفعلي على مسرح دارفور بخلاف التقاطعات مع الأجهزة القائمة، لأن دارفور مواجهة بقضية أخرى هي أكبر من النزاع الأهلي أو التمرد وهي الحدود مع دولة الجنوب والتي تأوي كل حركات التمرد الآن، وتتجلى مظاهر هذه الأزمة في النزاع حول منطقة سماحة التي بدأ الجنوب يعد لسيناريو أشبه بسيناريو «أبيي» في غرب كردفان وأسوأ ما في هذا السيناريو هو ظاهرة توطين الجنوبيين بمنطقة سماحة تحت حماية الحركات المناوئة للحكومة وقد أصبحت المنطقة نقطة انطلاق مركزية للتمرد نحو السودان بمعاونة جيش دولة الجنوب الوليدة، والمؤسف كل هذا يجري على الأرض ولم نلحظ حديثاً أو فعلاً لسلطة دارفور بل معتمد محلية «أبومطارق» الضيف عيسى عليو في حواره مع المجهر بتاريخ السبت 19يناير2013م قالها بوضوح: «السلطة الإقليمية غائبة عن أحداث سماحة» ويتحسر الضيف ويقول :«نحن أحياناً نجد أنفسنا في مقارنة أمام دولة عمرها سنتين استطاعت أن تعمل ردمية من مدينة «واو» إلى منطقة «سماحة» وكبري على البحر ونحن دولة عمرها «57» عاماً ما قادرين نعمل ردميات لمناطقنا الحدودية ..انتهى حديث المعتمد. بكل أسف هذا حديث محرج للحكومة المركزية والإقليمية والولائية في دارفور أن تحدث مقارنات كهذه ومِن مسؤول وليس مواطناً لأن كثيراً من الأحداث سببها المقارنات كهذه وهي موضوعية ويجب أن تؤخذ في الاعتبار لكن «الأمن» فوق كل شيء وأي شخص تسبب في زعزعة الأمن وبيده سلاح غير الدولة ومؤسساتها يبقى غير مؤهل للحديث عن قضايا خدمات المواطن، وهناك ثمة علاقة مباشرة لم يجرِ في الحدود واقتتال القبائل سواء كان في دارفور أو كردفان «أولاد سرور» و«أولاد هيبان» في ديار المسيرية كما أن شخصيات ممن هم في الحكومات المحلية هناك غير مبرئين من التهمة، فهناك حديث بعضه جهير وآخر هامس يشير إلى ضلوع البعض وعلى الأجهزة الأمنية أن تكثف حلقاتها للوصول إلى من بيده زناد شرارة الفتنة وبتره حتى لا يفسد وحدة هذه المجتمعات ليعيش هو في السلطة ويحافظ على كرسيها الوثير، فالمجتمع أهم من المسؤول، كما أن دولة الجنوب لها يد طولى فب ما يجري بجنوب كردفان وقصة السلاح القادم من بانتيو وشارك أصحابه في كثير من المعارك يرويها الأهلي هي الأخرى بحاجة إلى يقظة من المجتمع والدولة في سد منافذ الشر ووحدة الصف ضد المتربصين بأمن وسلامة الوطن من خلال زعزعة مجتمعه وخلخلته حتى لا يتماسك، ولا بد أن تقوم الإدارات الأهلية هي الأخرى بعمل مساعد لأجهزة الدولة بدلاً من سوء النية للبعض والولوج في مساحات غير مخصصة لهم كالحديث عن التنمية والتمثيل السياسي والمساهمة في عرقلة نشاط الدولة وتركهم الدور الأساسي في صناعة بيئة مواتية للتعايش السلمي بين المجتمعات.. نختم ونقول للدكتور التجاني سيسي وهو رجل مقتدر: التلاوم لا يفيد تحمّل المسؤولية كاملة وبقومية «جتماعية» فأنت لم تمثل الفور وحدهم وإنما كل أهل دارفور، و بقومية «سياسية» فإنت لا تمثل حركة التحرير والعدالة وحدها فأنت تمثل الكل «الحكومة المركزية» بأحزابها المختلفة وحركات دارفور الموقعة على مواثيق السلام وغير الموقعة فامضِ على هذه النهج أعانكم الله.