عند زيارتي لحي الإنقاذ لمعرفة بعض المعلومات عن ذلك الحي، قصدتُ الذي يُعتبر من أقدم سكان الحي، وحسب معاصرته لسيرة حي الإنقاذ الذي ابتدأ من (الأسكلا) تلك المنطقة التي شيدت عليها قاعة الصداقة في عهد نميري، العم (النور محمد عيسى) قال لنا إنه في عهد الرئيس (عبود) في عام (1964) تم ترحيل أجدادهم من سكان الإنقاذ الحاليين إلى الديم ثم إلى منطقة (العشش) جنوب السوق الشعبي ومن ثم إلى منطقة الأزهري في بداية عهد ثورة الإنقاذ الوطني، وسُمِّيت المنطقة بحي الإنقاذ تيمُّنًا (بثورة الإنقاذ) التي جاءت (1989م)، وفي إفادته (الإنتباهة) أكد العم النور أن سبب ترحالهم المتعدِّد من مكان إلى آخر أن المناطق التي كانوا يسكنونها كانت عشوائية، وقال إنه تم تسليمهم منطقة الإنقاذ الحالية في يوم (15/10/ 1992م) بصورة رسمية وشهادة بحث، كما أن المنطقة استقبلت عددًا من الأفراد من مختلف مناطق ولاية الخرطوم لانخفاض أسعار أراضيها آنذاك. الموقع الجغرافي يقع حي الإنقاذ على بعد (7) كيلومترات تقربياً من الخرطوم، يحدُّه من الشمال المقر الدائم للمعسكرات بسوبا، وجنوباً منطقة الأزهري مربع (12)، ومن الشرق الأزهري مربع (7) ومدنية الرازي، ومن الغرب حي المنصورة، ويوجد بحي الإنقاذ عدد من المرافق الحيوية منها مقر الوحدة الإدارية لمنطقة الأزهري، ومجمع خدمي للمنطقة، ومركز تنسيق الدفاع الشعبي، ومركز صحي مرجعي أُنشئ حديثاً، وإستاد جبل أولياء للبراعم والناشئين والشباب. مركز المعلومات: حسب إفادت الضابط الإداري بمحلية جبل أولياء ومدير مركز المعلومات بلقيس وداعة الله أكدت أن وحدة الأزهري تشمل عدة مناطق منها السلمة وسوبا الأراضي والمدينة الخيرية والإنقاذ التي تعتبر جزءًا من محلية الأزهري الإدارية، وأشارت إلى أن الإنقاذ تنقسم إلى مربعات تبدأ من (1 4) إضافة إلى مربع (12) تعويضات، وأوضحت الضابط الإداري أن عدد سكان منطقة الإنقاذ يبلغ حوالى (248766) نسمة ومساحتها حوالى (50) كيلومترًا مربعًا ويمثلون (26%) من سكان المحليةن وبيَّنت أن عدد المدارس الحكومية بحي الإنقاذ (9) مدارس بمرحلة الأساس للبنين والبنات إضافة لمدرسة قرآنية، كما توجد بها أربع مدراس ثانوية واحدة نموذجية للبنات ومدرستان للبنين جغرافية ومدرسة ثانوية للبنين أخرى تابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية، وأضافت أن لوحدة الأزهري أربعًآ وعشرين صيدلية وأربع صيدليات تابعة لحي الإنقاذ، كما أن بها أربعة مراكز صحية، ويبلغ عدد رياض الأطفال بالحي حوالى واحد وعشرين روضة (خاصة)، ومحطة وقود واحدة، وبسط أمن شامل، وعددًا مقدرًا من المخابز إضافة إلى سوق صغير (سوق بقاري) الصغير وسوق (أبوجا) المشهور بالأكلات الشعبية التي تتمثل في (الأقاشي) و(القدوقدو) كما يوجد بحي الإنقاذ عشرة مساجد، ومن أشهر الخلاوي خلوة (شيخ موسى) وبها داخلية لطلاب حفظ القرآن الكريم والعلوم الإسلامية (بمسجد القدس)، وأيضاً خلوة (الفكي أبوه) ولجان شعبية، وتمثل محطة (الدلالة) ملتقى تجاريًا كبيرًا.. بمربع (12) مراكز توزيع الغاز ومركز للتعليم الموازي.. أيضاً ومن خلال الجولة التي قامت بها (الإنتباهة) في حي الإنقاذ التقينا عبد العزيز حسن صاحب أقدم محل عقارات بالحي منذ (العشش)، فأفادنا بعدد المنازل بحي الإنقاذ حيث قال إنه يصل إلى (3949) منزلاً وسعر القطعة الداخلية يصل إلى (260) مليونًا، والقطعة الخارجية التي تقع على شارع المطار تصل إلى (700 800) مليون، والشوارع الرئيسة الداخلية سعر القطعة يصل إلى (450) مليونًا، ومساحة القطعة السكنية (300) متر وبعض النواصي (350) متراً. منطقة محيطة بالخرطومجنوب: لم يكن هناك وجود لسكان قبل العام (1992) في منطقة الإنقاذ، وكانت عبارة عن مناطق محيطة بالحزام الأخضر وغابة من أشجار المسكيت التي كانت تغمر المنطقة، ومن خلال الجولة التي أجرتها (الإنتباهة) بمنطقة الإنقاذ وجدت أن كل السكان جاءوا مجموعة من منطقة (العشش) وقاموا ببناء (الراوكيب) حتى أكملت بناءها ورغم ضيق المساحة إلا أن عدد سكانها كثير جداً. مشاهير حي الإنقاذ: من أبرز المشاهير الذين سكنوا حي الإنقاذ نائب المجلس التشريعي لولاية الخرطوم ورئيس لجنة ترحيل العشش إلى الإنقاذ محمد فضل الله الباشا وموسى سليمان المشهور بموسى جبهة لارتباطه الوثيق بالحركة الإسلامية منذ مولدها ومنسق اللجان الشعبية بالمنطقة.. من الشخصيات الفنية عمر الشاعر والعديد من الفنانات اللاتي ارتبط اسمهنَّ بالإنقاذ ومن مشاهير الرياضة لاعب الهلال السوداني محمد أبكر شريف والطاهر جدو وأمير موسى، والإعلامي محمد إبراهيم الشهير (ببلمة) شهداء حي الإنقاذ: قدم حي الإنقاذ عددًا كبيرًا من الشهداء ومن مجاهدي الدفاع الشعبي والشرطة الشعبيَّة والقوات المسلحة. ومن الأشياء اللافتة للنظر يوجد بالحي منازل تأخذ الطابع القديم وتم بناؤها بالطين مما يعكس أن السكان ما زالوا متأثرين بحياة (العشش) وأن أهاليها لم يكملوا بناء منازلهم بصورة جيدة ولا توجد مدارس أساس وثانوية خاصة، وأيضاً يوجد بالإنقاذ ساحات تحتاج إلى تأهيل واستثمار في شتى المجالات لخدمة المواطنين.