المخاطر التي يتعرَّض لها المعدِّنون التقليديون كثيرة خاصة أن هنالك أكثر من (9) ملايين عامل يعتمدون على التعدين التقليدي كوسيلة لكسب العيش وهو نشاط يستخدم العمالة المكثفة ويعمل أحيانًا في مسار خارج إطار القانون ولا يراعي المعايير البيئية والصحية كما شكَّل التعدين التقليدي في الآونة الأخيرة خطرًا وتهديدًا كثيرًا نتجت عنه أحداث عنف خاصة الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة (جبل عامر) مما أدى إلى تخريب مواقع ونهب الخام، وفي إطار ذلك وضعت وزارة المعادن إجراءات وضوابط لتنظيم عمليات التعدين التقليدي في الولايات كافة، كما حظيت في الطريق الصحيح في عدة محاور منها افتتاح نوافذ لبنك السودان في المناطق القريبة من مناطق التعدين التقليدي، كما أكد وزير المعادن كمال عبد اللطيف خلال زيارته مؤخرًا إلى مناطق التعدين التقليدي خلال عيد الاستقلال ب (جبل عامر) التابعة لمحلية السريف حسين بولاية شمال دارفور، مؤكدًا أن عائدات الذهب للعام الجاري بلغت (2,5) مليون دولار، مبينًا أن قطاع المعادن أصبح الأمل المنقذ للاقتصاد بالبلاد، وأضاف أن إنتاج الذهب أسهم في رفع دخل الآلاف من المواطنين واعتبر كمال قطاع المعادن أنه الأمل في إخراج البلاد من الضائقة الاقتصادية بعد أن أنتج قطاع التعدين التقليدي أكثر من (43,5) طن ذهب، مؤكداً اهتمام الدولة بالتعدين التقليدي والعاملين فيه، معلنًا عن دعم وزارته في حل كافة القضايا التي تسهم في تهيئة بيئة العمل وصحة المعدِّنين، وفي ذات الأثناء وضعت حكومة الولاية خطة محكمة تضمن دخول كل إنتاج الذهب إلى بنك السودان، كما التمست من الإدارة الأهلية عمل إجراءات للحد من التهريب وأعلنت حكومة ولاية شمال دارفور مؤخرًا عن إغلاق منجم منطقة جبل عامر بمحلية السريف بني حسين، فيما دفعت بتعزيزات عسكرية للمحلية في أعقاب أعمال العنف التي شهدتها المنطقة بين عدد من القبائل خلال المدة الماضية والآن الأوضاع هادئة تماماً بعد أن تم إغلاق موقع منجم جبل عامر وإفراغه من كافة المنقبين واتخاذ إجراءات تأمينية صارمة تفادياً لتكرار الإشكال، كما وضعت الولاية خطة أمنية محكمة تتكامل فيها جهود الأجهزة الأمنية والشعبية لتوفير الحماية اللازمة لمحليات السريف بني حسين وكبكابية وسرف عمرة، وفي ذات الاتجاه كشف وزير المالية بولاية شمال دارفور ومسؤول التعدين بالمنطقة أن خطة الولاية في تقسيم الجبل إلى مربعات تعدينية كما تم تخطيط سوق لمنجم جبل عامر بجانب تخطيط معسكر سكني خارج المنجم، وأضاف أن العمل جارٍ إلى تخطيط أماكن للطواحين وعمل أحواض للاستخلاص، مؤكدًا أن العمل في المنجم سينتهي خلال اليومين القادمين.. وفي السياق ذاته أوضح المدير العام لهيئة الأبحاث الجيولوجية د. يوسف السماني أن الأحداث في جبل عامر هي خاصة بالمنطقة، مبينًا أن الوزارة تعمل على تنظيم ووضع الرقابة، كما سعت خلال عمل النوافذ للحد من الظواهر السالبة، وقلَّلت من التهريب المعدني إلى الخارج، وأضاف أن الوزارة الآن تعمل مع الجهات الرسمية ذات الصلة بإغلاق منافذ التهريب للمساهمة في رفد خزينة الدولة، مشيرًا إلى تنسيق الوزارة مع الولايات لتنظيم هذا النشاط وحصره في أجسام يسهل التعامل معها عند الترخيص، مؤكدًا أن أكثر المخاطر لهذا التعدين استخدام مادة الزئبق، وقال إنها تؤدي إلى تشوه الأجنة وتؤثر على الكلى خاصة أن الغبار الناتج عنها يسبِّب أمراض الجهاز التنفسي.. كما أشار إلى أن الحفر العشوائي يؤدي إلى انهيار الصخور، بجانب تشويه مواقع الشركات في المدى البعيد، موضحًا أن الحفر والردم يؤدي إلى تعديل التصريف الطبيعي في مياه الأمطار بجانب عدم وعي المعدِّنين بإصحاح البيئة، خاصة أن المعدِّنين يتجمعون بطريقة عشوائية يصعب عليها الكنترول الأمر الذي يؤدي إلى بعض الجرائم الاجتماعية.. لافتًا إلى أنه سيكون قبلة إلى جهات أخرى غير مرغوب فيها كذلك يسهل عملية غسيل الأموال، كاشفًا عن خطة الوزارة في عمل ماكينات للطحن لتفادي انبعاثات الغبار كما تم إدخال ماكينات لمعالجة الزئبق في شكل جهاز يتم تدوير الزئبق في حلقة مغلقة لحماية المعدن من الالتصاق، مشيرًا إلى أن دور شرطة المعادن في الحفاظ على الأمن والسلامة للنشاط التقليدي بنوعيه الصغير والكبير.