فشلت القمة الرئاسية بين الرئيس عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفا كير ميارديت التي انعقدت الجمعة الماضية بأديس أبابا قُبيل اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي فشلت في إحداث اختراق في الملفات العالقة التي أُحيلت من اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة. وقالت مصادر إن سلفا كير تمسك بمواقفه السابقة بشأن المطالبة بنسبة «60%» من أعضاء تشريعي أبيي فضلاً عن عدم الالتزام بالمنطقة العازلة التي أقرَّتها الوساطة من قبل. وفي الوقت الذي نسب فيه كبير مفاوضي الجنوب باقان أموم أسباب الفشل لتعنُّت الخرطوم كشف علي كرتي وزير الخارجية إن الجنوب أظهر مواقف جديدة حالت دون التوصل لنقاط يمكن أن تكون اختراقًا في القضايا الخلافية. المتابع لهذه التداعيات يجد أن القمة قد سبقها الكثير من التحديات والإرهاصات فيما يتعلق بالمسائل العالقة بين البلدين كقضية أبيي التي أجمع المتابعون على أن تداعياتها ستُجهض لقاء الرئيسين في الوقت الذي تمسك فيه الجنوب بموقفه المتشدِّد تجاه تكوين مجلس استشاري المنطقة، وأدى تمسك سلفا كير الرافض لتداعيات الأرقام في المناطق منزوعة السلاح إلى إجهاض المباحثات بينه وبين البشير من أن تُحدث خرقًا في الملف بحسب وزير الخارجية علي كرتي الذي وصفها بالمواقف الجديدة. وبحسب المتابعين فإنه إذا لم تُحسم القضايا العالقة والمسائل ذات الصلة فإن أية قمة لرئيسي البلدين ستواجَه حتمًا بالفشل، فالأسباب حينها لا تزال قائمة والأجواء غير مواتية لإحراز أي نتائج إيجابية. جولات نافع الولائية... النار ولَّعت قام مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع خلال الأسبوع الماضي بجولات مكوكية طاف خلالها على عدد من الولايات الشمالية ونهر النيل ومنطقة أبوقوتة بولاية الجزيرة. وافتتح سيادته خلالها مشروعات خدمية للإنارة وتدشين آبار مياه كما خاطب لقاءات جماهيرية. تداعيات الزيارات التي قام بها مساعد الرئيس جاءت في وقت رمت فيه القوى المعارضة لحكومة المؤتمر الوطني من الأحزاب والحركات المسلحة بثقلها في الساحة من خلال ما عُرف بوثيقة الفجر الجديد، وجاءت تبعًا لذلك كل الخطب الجماهيرية لمساعد الرئيس د. نافع بتلك الولايات والمناطق التي زارها تدعو للتصدي لتلك الوثيقة وموقعيها، بل اتخذ نافع من الجولات منبراً لتجديد الولاء للمؤتمر الوطني، ودعا إلى محاربة معارضيه ووصفهم بأكثر من وصف على شاكلة بغاث الطير مما حدا ببعض السياسيين إلى القول بأن ما حققته وثيقة «الفجر الجديد» لأهل المعارضة لم تحققه كل محاولاتهم السابقة وأن الوطني ابتلع طعم المعارضة. عقد قران «الشيخ» بيد «الشيخ» احتجَّ عشرات المصلين الأسبوع المنصرم خلال خطبة كان يلقيها الشيخ الدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي داخل مسجد العصمة الواقع جنوب شرق محطة البلابل في الخرطوم، قُبيل إجراء عقد قران نجل الأستاذ غازي سليمان المحامي «الشيخ» على كريمة محمد حمد أحمد عثمان «رزان»، وذلك عندما أخذ الدكتور يتحدث عن الزواج والرابط الأبدي ما بين الرجل والمرأة مستشهداً بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وكانت المفاجأة التي فجَّرت الموقف وسط المصلين عندما طالب الترابي بحضور العروس، وقال: لماذا لا تكون المرأة حاضرة في المسجد مع الرجال، وظهرت أصوات احتجاجات هنا وهناك داخل المسجد وخرج بعض المصلين من المسجد معربين عن عدم رضاهم عن خطبة الشيخ الترابي، وتدخَّل الأستاذ غازي سليمان والد العريس، الذي أمسك بالمايكروفون ليقول «أنا عايز أقول للناس كلهم إنو المناسبة دي حقتنا، والما عاجبو مع ألف سلامة». هكذا هو الشيخ الترابي دائمًا تأتي فتواه مثيرة للجدل مهما اختلفت المناسبات ومن قبل إمامة المرأة وزواج المسلمة من غير المسلم وغير ذلك الكثير لكن الجديد في الأمر أن غازي والد العريس عجبتو الفكرة وقام بطرد الرافضين من المسجد و«الزعلانين» صبوا جام غضبهم على غازي ووصموه بكلمة شيوعي بعد أن نسي الناس ذلك وصار أقرب للمؤتمر الوطني من غيره.. سبحان الله حتى مناسبات الأعراس أصبحت محطة للتسييس يبث فيها المكتومون أنفاسهم؟؟. استمرار المواجهة بين الحكومة والمعارضة عقد المؤتمر الوطني اجتماعًا ناقش خلاله تداعيات وثيقة الفجر الجديد وأثرها على الساحة وخرج الحزب بإدانة وشجب القوى الموقِّعة على الوثيقة وطالب المجتمع بإدانة ذلك ووجه انتقادات عنيفة للدول التي تقف وراء ذلك منها بريطانيا وأمريكا ويوغندا. كما شهد الأسبوع الماضي أيضًا ردود أفعال داخلية وخارجية لتلك الوثيقة فتنصلت منها كل الأحزاب وما زالت التداعيات مستمرة من خلال نشاط المعارضة التي تدعم ذلك الموقف ونشاط الحكومة داخليًا وخارجيًا لإجهاض تلك المساعي. المحاولة الانقلابية في إريتريا واختفاء أفورقي شهد الأسبوع الماضي محاولة انقلابية في العاصمة الإريترية أسمرا إذ قام المنفذون للانقلاب باستلام محطة التلفزيون وبعض المناطق القريبة من الموقع وتدخل الجيش الإريتري الذي وضع حدًا للمحاولة الانقلابية وألقى القبض على منفذي الانقلاب. ورغم إنهاء الأوضاع الشائكة إلا أن اختفاء الرئيس أفورقي أدى إلى تأجيج الأوضاع داخل الحكومة الإريترية ليذاع من بعد أسباب سر اختفائه والتي حسب إريتريين خوفه من الربيع العربي وربطه لذلك بالنشاط المكثف للإسلاميين الإريتريين.