{ كنت قد اعتذرت عن تلبية دعوة أهلنا في فاشر السلطان للمشاركة في مهرجانهم عصر ومساء اليوم بمناسبة صعود مريخهم العظيم لفرق الدوري الممتاز، ولكنني عدلت عن الاعتذار لعدة أسباب وبعد عدة اتصالات من الفاشر من إدارة المريخ ومدرب الفريق الشاب محسن سيد ومن مكتب صديقي ودفعتي الوالي الهمام عثمان محمد يوسف كبر، ومن الأسباب أن السفر سيكون في الثانية ظهراً وهذا يمكنني من الفراغ من ارتباط مهم نهار اليوم كنت بسببه قد اعتذرت لأهلي في نادي الأمل عطبرة عن مشاركتهم اليوم أيضاً. { ظللت أكتب بحماس وصدق عن مريخ الفاشر وقبله هلال نيالا، بل وصلت إلى مرحلة الاتهام للاتحاد العام بوضع الحواجز والعراقيل حتى لا تصل للممتاز خوفاً من فشل تجربة الممتاز لصعوبة وخطورة الوصول لمدن دارفور.. وذكرت أن هذه المعلومة انطلق منها والي شمال دارفور و«فتح عينيه» ووقف بنفسه حتى تحقق لمريخ الفاشر الصعود وواصلت وهاجمت الإخوة في إدارة هذا النادي حين طارت إشاعة للاستغناء عن المدرب الشاب محسن سيد الذي صعد بالفريق للممتاز. { تطور الكرة السودانية قد يكون أحد معالمه وصول فرق صاعدة للمراكز المتقدمة في ترتيب فرق الممتاز والفوز بتمثيل الوطن خارجياً وهي أهلي شندي ونيل الحصاحيصاوالخرطوم والأمل والأهلي وأتمنى أن يكون تمثيل السودان لهذه الفرق وغيرها مثل مريخ الفاشر والنسور في مكان فريقي القمة أو على الأقل أن تكون البطولة في موسم قادم لفريق جديد. { نجدد التهنئة لمريخ الفاشر وأهل دارفور بصعود سلم الممتاز، ونشد على الأيدي التي أسهمت في هذا الانجاز سواء رسمية أو أهلية.. وهذه مناسبة لنناشد أهل دارفور وبالذات الميسورين منهم وهم نسبة كبيرة، أن يدعموا مريخ الفاشر ويعملوا على صعود فرق أخرى من نيالا أو الجنينة أو زالنجي أو غيرها.. وأتمنى أن تجد هذه الدعوة حظها لدى أبناء دارفور في دول الاغتراب وهم قوة لا يستهان بها. { صعود مريخ السلاطين للممتاز له أكثر من معنى ومغزى سياسي حين يتردد اسم دارفور في الفضائيات وأخبار وبث مباريات الدوري الممتاز، ومرة نقلنا مباراة منتخبي الناشئين السوداني والنيجيري من كسلا التي كانت موضع اهتمام إعلامي عالمي بأنها مهددة من قبل التمرد. وكانت التلفزة خير برهان ودليل على استتباب الأمن. نقطة.. نقطة { والي شمال دارفور عثمان كبر رجل رياضي وهذا الوصف ليس مجاملة، وكما أعرفه من خلال زمالة كلية بخت الرضا ودورات تدريب معلمي المرحلة الثانوية العامة في السبعينات، فهو لاعب كرة بدرجة ممتاز، وكان نجم تسجيلات في عدد من الاتحادات المحلية بل منها اتحاد الخرطوم حين كان من أبرز نجوم فريق نادي التاج الأمدرماني. { يجب ألا تأخذنا كرة القدم وننسى أن في دارفور فرصاً كبيرة لنهضة رياضية في غير كرة القدم، بل حتى في الألعاب العالمية الأولمبية ومنها الفروسية وألعاب القوى، وحكوا لنا أن صبية منطقة جبل الميدوب في شمال دارفور يجرون خلف الغزلان ويقبضونها. { أكبر وأعظم مهرجان رياضي أشهده في حياتي كان في نيالا عام 1998م في مهرجان الفروسية بمشاركة الشهيد الزبير محمد صالح وسمو الأمير محمد الفيصل وغيرهما الذين شهدوا طابوراً مرّ أمام أعينهم لأكثر من ساعتين بأكثر من نصف مليون من الخيول والهجن. وكان القرار إقامة هذا المهرجان الرياضي السياحي سنوياً بمشاركات خارجية، ولكن مات القرار أو استشهد مع المشير الزبير محمد صالح - رحمه الله. { سنغادر اليوم إلى الفاشر جواً بالانتينوف أم غيرها والأعمار بيد الله.