عندما كنت في بريطانيا رزقنا ببنتنا الأولى «سوسن». وأرسلنا الخبر للأهل في السودان فانتشر وسط الأهل والمعارف والأصدقاء الذين قابلوه بترحاب شديد. ثم توقفنا عن الإرسال حتى كان بعد سنين رزقنا بالبنت الثانية «سامية» بعد أن عدنا للسودان. ثم توقفنا عن الإرسال عدداً من السنوات ليست بالقليلة ثم رزقنا بالبنت الثالثة «سارة». قامت آمنة أختي تغشاها رحمة الله وغفرانه بزيارة لأحد الشيوخ وهي تقول له: الخليفة أخونا «هكذا ينادونني وسط العائلة إذ أنني كان من المفترض أن أكون خليفة من خلفاء االختمية». قالت للشيخ: الخليفة أخونا دا هو واحد وأبونا ما عندو غيرو وهسع ولادتو كلها طلعت بنات.. نحن دايرنك تسأل لينا ربنا يرزقه بأولاد وتدينا الفاتحة. الشيخ دون أسماء البنات وأعمارهن فلاحظ «القابات» كما يقول طلاب الجامعات أي السنوات التي تفصل بين كل بنت والتي تليها فوجدها سنوات عديدة. فقال لأختي: -أخوكي الله رزقه بالأولاد.. ووجدت أختي هذا الكلام غريباً ومجافياً للحقيقة.. فقالت محتجة: قلت ليك يا شيخ هو ولادتو كلها طلعت بنات.. هسع هو عنده تلاتة بنات ولا ولد واحد. فقال لها: أيوا.. هو عندو تلاتة بنات.. والله كتب ليهو الأولاد.. لكين هو فطاهم.. وتفهم آمنة أن الخطأ من جانبي لأنه بين تلك «القابات» كان يوجد أولاد لكني «فطيتهم» بالتوقف عن الإرسال. وعندما جئت للمملكة العربية السعودية معاراً لجامعة أم القرى فرع مدينة الطائف.. انتهزت فرصة قربي من الحرم المكي الشريف فكنت أقوم بأداء عمرات وأتعلق بأستار الكعبة تحت «الميزاب» السبلوقة في حجر إسماعيل. و«أجعر» مع إخوتي الباكستانيين والبنقلاديش وأنا أسأل الله أن يرزقني ولداً.. فاستجاب الله لدعائي فرزقني بأحمد... وبعد سنوات رزقني بمصطفى وتوقفت بعد ذلك عن الإرسال إلى كتابة هذه السطور. عمتى أم النصر بت الريح يرحمها الله ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة- كانت تدعو لي قائلة: يا ود عبدالله أخوي.. يا كا ويحيد ومشيحيد.. سألت ربي يديك السبعة المتابعة. بمعني أن يرزقني سبعة أولاد بالتتابع.. In Series مش بالتوازي In Parallel . وظل هذا الدعاء ملازماً لها حتى انتقلت إلى جوار ربها. وربما لو أنني واصلت الإرسال فربما كانت دعوتها قد تحققت. هذه المقدمة لا بد منها وأنا قد دفعت لمطبعة أرو بسبعة كتب جمعتها من بعض ما كتبت في مسيرتي عبر هذه السنين. وقد أردت لها أن تكون فاتحة لسبعات قادمات وأن تكون في هندام يليق بالقارئ السوداني وأنا واثق أن مطبعة أرو ستدهشنا بمستوىً لم نعهده في صناعة الكتاب محلياً. والكتب التي ستكون على موعد مع القارئ قريباً جداً إن شاء الله هي: 1- مشلهت والضياع الكبير «رواية» نعد لها لتنال القبول حتى تخرج كمسلسل تلفزيوني في شهر رمضان بعد أن تهيأ لها الأستاذ المخرج السوداني العائد من القاهرة الأستاذ عاطف السنهوري. ونحاول أن نضيف شيئاً ورؤية جديدة للدراما التلفزيونية السودانية. 2- أحزان الظهيرة وهي القصة التي فازت بجائزة هيئة الإذاعة البريطانية للقصة القصيرة عام 1993م. 3- النهب الغنائي المصلح مع بعض المقالات الأخرى 4- سلامات: في طبعة جديدة منقحة 5- غيبونة «الدخول في غيبوبة بسبب الغبينة» مجموعة مختارة من مقالات أغلبها لم يُنشر. 6- إحراج مؤقت: مجموعة مقالات 7- أبوداود وبرعي كبريتة وعود. كتاب أبوداود كنت قد نشرته من قبل «أبوداود كيف الحياة غير ليمك». ورأيت أن أضيف له ما كتبته عن المبدع الموسيقار الراحل المقيم برعي محمد دفع الله. هذه هي السبعة المتتابعة. أقدمها للقارئ السوداني وأنا قد احتفلت بمرور ثلاثين عاماً على عيد ميلادي الأربعين توقفت عندها ك Reference Point ورأيت ألا أتزحزح عنها لأن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم تنزيله: «حتى اذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال ربى أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت عليّ وعلى والدى وأن أعمل صالحًا ترضاه وأصلح لي في ذريتي اني تبت اليك واني من المسلمين» الأحقاف: 15 فالوقوف عند الأربعين سن الرسالة ليس اعتباطاً.. بل له مدلولاته. ثم إنت مالك ومال البجي بعد الأربعين.. خليك في الأربعين هذه واحتفل ما شاء لك أن تحتفل بمرور السنوات على ذكرى ميلادك الأربعين. وفي الأسبوع القادم إن شاء الله- سأدخل مستشفى الزيتونة لإجراء قسطرة علاجية قررها الاختصاصي. وهأنذا أستقبل الثلاثين عاماً القادمة بعد ترميم في السباكة الداخلية ومراجعة وتسليك مواسير الشبكة العامة فالرجاء الدعاء لأخيكم الذي لا يفقد سوى عدم رؤياكم ومشاهدتكم المرضية. وأنا شاكر ومقدر للأخ الأستاذ المبدع السموأل خلف الله مدير مؤسسة أروقة الذي تطوع بتدشين ذلك الإنتاج يوم 6/3/ 2013 بطريقته وأسلوبه المميَّز. أحلى الكلام: دل على وعيك البيئي.. لا تقطع شجرة ولا تقبل ولا تشترِ ولا تُهدِ هدية مصنوعة من جلد النمر أو التمساح أو الورل أو الأصلة أو سنّ الفيل وليكن شعارك الحياة لنا ولسوانا. ولكي تحافظ على تلك الحياة الغالية لا تتكلم في الموبايل وأنت تقود السيارة أوتعبر الشارع. وأغلقه أو اجعله صامتاً وأنت في المسجد..