يبقى السؤال هو هل لحزب المؤتمر الشعبي أسرار سياسية يهم الحزب الحاكم كشفها حتى يتجنب شرورها؟!.. لقد اتهم المؤتمر الشعبي حزب المؤتمر الوطني بأنه يتجسس على لقاءاته التي يجريها. وقد كان رد الحزب الحاكم طريفاً جداً.. فلم ينفِ مجرد نفي كما جرت العادة.. ولم يعتبر أن المؤتمر الشعبي يتغنى سياسياً بادعاء أهميته في الساحة.. ولم يقل إنه يريد تشويه سمعته السياسية. بل أدهشنا وهو يقول بأن الذين تبرعوا بإيصال المعلومات هم عضوية (المؤتمر الشعبي). وكان الإبداع السياسي للمؤتمر الوطني إنه قال بعد ذلك (أدعو تلك العضوية إلى الانتقال من مرحلة إيصال المعلومات إلى الانسلاخ من المؤتمر الشعبي والانضمام إلى المؤتمر الوطني. المتحدث هنا هو السيد حامد صديق رئيس القطاع التنظيمي بالمؤتمر الوطني. المهندس حامد صدّيق لم ينس أن يشكر المتبرعين بالمعلومات. لكن إذا كان تبرعهم هذا يستحق الشكر ويوفر على الحزب الحاكم عناء التجسس ولو من باب حماية البلاد والعباد من التظاهرات التخريبية أو (العمليات) التخريبية، فلماذا يطلب المؤتمر الوطني ممثلاً بأمين قطاع التنظيم من هؤلاء المتبرعين أن ينتقلوا من حالة التبرع إلى حالة الانضمام إلى الحزب الحاكم؟! لماذا لا يدع سعيهم المشكور مستمراً؟! هل عرف الحزب الحاكم كل المعلومات المهمة وتوقع ألّا تأتي أخرى جديدة أهم منها؟! ربما يحسب البعض أن حديث الحزب الحاكم عن متبرعين له داخل المؤتمر الشعبي من باب الفتنة السياسية، لكنه يقول بأن عضوية الوطني معروفون لدى المؤتمر الشعبي، ويقصد بذلك ألا سبيل لتجسس أعضاء المؤتمر الوطني على لقاءات حزب المؤتمر الشعبي. اللهم إلا إذا كان المؤتمر الشعبي يقصد جهة ما مرتبطة بالحزب الحاكم ارتباطًا وثيقًا جداً. نتنياهو والكاريكاتيرست (فايز) حينما نشرت بعض الصحف الغربية صور كاريكاتيرية مسيئة إلى أفضل إنسان مشى على الأرض في كل النواحي وهو رسول الله الخاتم صلى الله عليه وسلم، اعتبر كثير من الغربيين و(الشرقيين) أن احتجاج المسلمين على هذه الإساءات هو احتجاج على ممارسة الحريات.. فهم ضد المسلمين يعتبرون أن الحريات ليس لها حدود يقف عندها الناس. فلا يتعاملون بقاعدة أن حرية الشخص تقف عند حدود حرية الشخص الآخر. لذلك حينما نشرت صحيفة الصنداي تايمز البريطانية أمس الأول صورة كاريكاتيرية توضح نيتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي يبني جداراً من أشلاء ودماء فلسطينيين، والتعليق المصاحب للكاريكاتر هو (هل سيستمر بناء السلام؟)، حينما نشرتها هاج وماج اليهود البريطانيون مع أن نتنياهو يُعتبر من أسوأ من مشوا على الأرض، بل هو وشارون أسوأ من هتلر، فهو رئيس حكومة منتخب نعم وشارون كذلك نعم. كذلك هتلر كان رئيس حكومة منتخب. وما أغضب اليهود أكثر هو أن الصورة الكاريكاتيرية تزامن نشرها في صحيفة يملكها اليهودي روبرت ميردوخ والذي اعتذر لليهود تزامن مع مرور ذكرى خرافة المحرقة اليهودية على يد الألمان (أسطورة الهولوكوست). السفير الإسرائيلي في بريطانيا كان يتحرى الكذب وهو يعلق على الكاريكاتير فقال: (إن الكاريكاتير بلا أساس ومثير للغضب لأن الجدار الأمني أنقذ حياة كثير من اليهود والعرب من هجمات الانتحاريين). أي أن السفير الإسرائيلي يبرئ إسرائيل من المجازر ضد العرب ويضعهم مع اليهود كضحية للانتحاريين. ترى هل يتحفنا كاريكاتيرست «الإنتباهة» فايز محمد الحسن بصور كاريكاتيرية عن نتنياهو (النتن إيّاه) وعن السفير الإسرائيلي في لندن دانييل توب؟!. إن مأساة الفلسطينيين تستحق يومياً صورًا كاريكاتيرية معبِّرة عنها كما فعلت صحيفة صنداي تايمز. ونتمنى أن تتحفَّز «الإنتباهة» وتتحفنا بريشة فايز. (غداً نلتقي بإذن الله).