٭٭ حين أكتب عن دارفور أو عن مريخ الفاشر أو عن واليها الهمام عثمان محمد يوسف كبر فإنني أختلف عن الآخرين لأسباب يعرفها ثلاثتهم دارفور ومريخ السلاطين والوالي، كما أن تراجعي عن الاعتذار عن عدم حضور مهرجان المريخ هناك ومشاركتي في المهرجان تعود للأسباب المشار إليها وهي التي كنت من بين الأوائل الذين حذروا من وقوع الحرب وهم كثر ولكنني عملت من خلال مراسلتي لإذاعة لندن حتى أنني سئلت كثيراً عن جدوى بث برنامج مباشر من BBC إلى دارفور. أما مريخ الفاشر فقد كنت أبرز من كتب مطالباً إياهم بالحرص (وفتح العين) كما يدار في الخارج حتى لا يصعد فريق من دارفور للدوري الممتاز.. أما الوالي الزميل الأستاذ عثمان كبر فهو رفيق دراسة ومهنة التدريس والدراسة في بخت الرضا. ٭٭ كانت المناسبة مشاركة الإخوة في مريخ السلاطين فرحتهم بالصعود للممتاز ولكن تحولت المناسبة إلى تظاهرات للفرح والثقافة والوقوف على التطور الهائل في الفاشر والجلوس مع الرياضيين هناك، وكانت البداية والنهاية بإخوتنا في هلال الفاشر، نعم هلال الفاشر وليس مريخها بعد أن شاهدنا وسمعنا ورأينا كيف كان أهلة دارفور من أبرز المساندين لمريخ السلاطين. ٭٭ تذكَّرت عملي في المراسلة السياسيَّة لإذاعة لندن وأنا أجلس على مقربة من رئيس يوناميد الجديد محمد بشامي ووالي دارفور بدعوة من الأخير لحضور اللقاء الأول بحضور كل فريق من عسكريين وخبراء من معظم دول العالم، وسمعت الإشادة الكبيرة بالتطور الأمني في أزمة دارفور وبداية التحول من الإغاثة إلى المشاركة في التنمية وهمستها في أذن الوالي كبر.. هل سيذكر هؤلاء القوم هذه الشهادة للإعلام الغربي والمنظمات الدولية. فأكد الرجل من خلال تجربته معهم أنهم صادقون ولكن يبقى الدور على إبراز شهادتهم وسأعود للكتابة حول هذا الموضوع بعد أن راودتنا رغبة العودة للإعلام السياسي الذي قضيت فيه ما مجموعه أكثر من أربعين سنة في صحيفتي الشرق الأوسط والحياة اللندنية وهيئة الإذاعة البريطانية. ٭٭ نعود لمهرجان السلاطين فقد كانت الفاشر كلها بل عدد من المدن المجاورة في الإستاد وخارجه وشارك أهل التقابة والفن وأهل الألعاب الشعبية وأهل المهرجانات ولم يتركوا كل المهرجان لفرق مريخ الفاشروالخرطوم الوطني والموردة والنجوم الدوليين وكان التدافع والذي يستحق أن نطلق عليه الفوضى الخلاقة المحببة التي لم يتضايق منها أحد. كما كانت مشاركة العنصر النسائي كبيرة وصوت زغاريد الميرمات كان عالياً خاصة حين جرى تكريم المتفوقين من أبناء دارفور في كرة القدم والكرة الطائرة وحتى الشطرنج على المستوى القومي. نقطة.. نقطة ٭٭ فقرة المهرجان الرياضي الشبابي في حفل مريخ السلاطين نظمها خبراء المهرجانات بقيادة محمد الحافظ وحيد صديق وإخوانهم أعجبت الحضور كثيراً.. وذكرت للخبراء بعض الملاحظات أبرزها توجيه التلميذات عبر المايكرفون ومثل اللوحات الخلفية ولكن زاد إعجابي بالفقرة حين علمت بأن الإعداد لها لم يكن إلا ثلاثة أيام فقط وحقيقة هذا تفوق جديد لشباب دارفور. ٭٭ السفير الدكتور الكابتن علي قاقرين كان من نجوم الرحلة ووجد الإحترام الذي يستحقه وتحدث عن مريخ السلاطين ويبدو أنه تذكر مريخ السودان الذي بدأ فيه تعلم وممارسة الكرة.. حديث الخبير للاعبيه داخل الحافلة ولكن بعد أن فرغ من محاضرته أبلغوه بأنهم فريق الخرطوم الوطني وليس المريخ ولكنه كرر المحاضرة للسلاطين في موقع آخر.. كما تحدث في نادي هلال الفاشر وتحدثت لهم بعد أن لبينا دعوات كريمة من رئيس النادي التجاني وأمين الخزينة فيصل دوسة ووجدنا تجمعاً هائلاً من الأهلة.. سأكتب عنهم فيما بعد. ٭٭ السفر والعودة من دارفور صار مريحاً والطائرات إيربص جديدة والإقلاع والهبوط مثل النسمة وزالت الرهبة لدى الاتحاد العام والفرق الكبيرة من وجود فرق من دارفور في الممتاز ولهذا نتمنى ونسأل الله صعود هلال السلاطين الموسم القادم لا سيما بعد أن فاز ببطولة دوري الفاشر بفارق تسع نقاط من مريخ السلاطين وليت نيالا والجنينة يبدآن مسيرة الصعود.. وليعلم الجميع أن نجاح تجربة الدوري الممتاز في وجود فرق الولايات العريقة فقد تجد الدعم الرسمي كما وجده مريخ السلاطين وسيجده الآخرون.