وثيقة كمبالا التي وقعتها القوى الثورية مؤخرًا أحدثت ردود أفعال متباينة بين كافة القوى والأحزاب السياسية، رافض ما جاء ومؤيد يكتم تأييده لها لمصالح ومواقف سياسية تمليها الضرورة وما بين آخر مذبذب بين هذا وذاك ولعل الصورة الأكثر وضوحاً للعديد من القوى السياسية التي التقت بقاعة قصر الضيافة بكسلا في اللقاء التنويري الذي دعا له مجلس الأحزاب السياسية بولاية كسلا يبرز ذلك فقد بدأ اللقاء وفق ما خطط له من الجهة المنظمة يسير بالاتجاه الرامي لتلمس مواقف تلك القوى وتحسس ميولها واتجاهاتها لما ورد في نصوص الوثيقة دون الخوض في تفاصيل وبنود وثيقة الاتفاق وجاءت عبارات التنديد وفق ما برز في صدر الوثيقة والمتمثل في فصل الدين عن الدولة فانساق رؤساء وممثلو القوى والأحزاب السياسية في التعبير عن رفضهم بالاسترسال في عبارات الشجب والإدانة والاستنكار كل يؤكد أصالة ونقاء الانتماء من علمانية الدولة وقرب تنظيمه من الدين منهجاً وسلوكًا وتأصيلاً حتى جاء المنعرج في مداخلة ممثل حزب البجا الأستاذ أحمد أونور الذي انتقد مسلك الحزب الحاكم ومجلس الأحزاب السياسية في دعوة القوى السياسية والأحزاب عند الملمات فقط، وقال إن المؤتمر الوطني لا يتذكر الأحزاب إلا عند وقوع الملمات، وابتدر الحديث نائب رئيس المؤتمر الوطني ملاسي أوهاج ملاسي واصفاً الاتفاقية بالخيانة والإملاءات المفروضة على من وقعوها من دول البغي والاستكبار، وقال إن أغلب القوى السياسية تبرأت منها ومن وقعوها لا يمثلون إلا نفسهم، وقال إن وثيقة كمبالا تنفيذ لأجندة الغرب وإسرائيل. وعقب ذلك توالى رؤساء وممثلو الأحزاب بعكس مواقفهم التي لم تشذ عن الموقف العام المستنكر والمدين والرافض ممثل المنبر الديمقراطي لشرق السودان الدكتور هيثم اشواك الذي أكد أن فاتورة الحرب مكلفة وقد دفع ثمنها مواطنو شرق السودان وذاقوا ويلاتها إلا أنه في ذات الوقت حمل المؤتمر الوطني مسؤولية خروج هؤلاء ودفعهم لبرام وصياغة مثل هذه الوثيقة التي أكد رفضه لها، ودعا لضرورة الحوار وإشراك الآخر وعدم الإقصاء والقفز فوق المصالح الضيقة والعمل لمصلحة الوطن. أكد والي كسلا رئيس المجلس أن الشعب السوداني يعتبر الدين خطًا أحمر ويرفض العلمانية منهجًا للحياة، وقال إن المرحلة مرحلة صياغة الدستور، ودعا كافة القوى السياسية والأحزاب للحوار والنقاش وقيادات مبادرة لجمع الصف.. وقال إن ولاية كسلا قادت العديد من المبادرات الوطنية في السابق واليوم نتوافق على مبادرة تسهم في وحدة الصف لجمع الشمل والعمل لمصلحة الوطن.