«الإنتباهة» تنقل مظاهر التردي من داخل مستشفى المناقل..بلاغ عاجل إلى وزير الصحة بالجزيرة «1»..مستشفى المناقل... الفضيحة الصحية الداوية!..الحريات الأربع حق تتمتَّع به الفئران بالمستشفى «الحركة والأكل والسكن والتناسل»..مريض يروي ل «الإنتباهة» قصة «سرب الفئران» التي التهمت «رجله» وهو في حالة تخدير كامل تحقيق: هاشم عبد الفتاح حكايات وقصص ومآسٍ وأحزان تتمدَّد وتتجدَّد داخل رقعة «مستشفى» ممكون ومسكون بالأوجاع والآلام، فهو الأحوج للعلاج قبل أن يكون مشفى للآخرين.. حكايات أقرب للخيال تتحدث عنها مجتمعات وقرى ومناطق غرب الجزيرة بعبارات مريرة وقاسية في شأن مستشفى المناقل الذي بلغ شأنًا عظيمًا في مستويات الإهمال والضياع واللامبالاة. ومنذ أمد بعيد والتردي تتضاعف نسبه والمعدّات تتآكل والقدرات تتلاشى والكوادر تهرب والعلاجات والأدوية تدخل سوقًا سوداء مثلها مثل أي سلعة أخرى تُعرض في أسواق المدينة.. والمرضى هنا يشقَون من بؤس البيئة وتردي الصحَّة لأنَّ السلوكيات والممارسات هنا ليس لديها ضابط ولا نظام ولا لوائح.. الإدارة تحمِّل المرضى ومرافقيهم وزوارهم مسؤولية انهيار نظامها الصحي، ولكن الإدارة ذاتها تعجز عن أن تأتي بخيار آخر أو تتعاقد مع شركة أو جهة معتبرة تتولى عنها مسؤولية إصحاح البيئة داخل هذا المستشفى. وهذا الوضع وصفه البعض بأنه «كارثي»، وفَّر البيئة الملائمة وهيأ الملعب تمامًا للفئران والقطط حتى تسرح وتمرح وتختار أفضل المواقع لتبني عليها أجحارها وأوكارها فحدثت الحكاية المؤلمة حينما تعرَّض مريض أنهكته آلامُه وحملته أقدارُه إلى داخل أحد العنابر البائسة لاستكمال بعض علاجاته فأخضعه الطبيب إلى عمليَّة تخدير كامل حسبما حكى لنا المريض نفسه وهو «قائد محمد مساعد» حينما هجم عليه سرب من الفئران المستوطِنة فالتهمت جزءًا من رجله وتلذَّذت بها وتركت دماءه تسيل على فراشه علمًا بأنَّه مصاب بمرض السكري. ولأنَّ تفاصيل القضيَّة متداخلة تتقاطع أطرافُها مع مستويات وجهات أخرى سنحاول في هذه الحلقة أن نُعطي الصورة حيِّزها حتى تتحدَّث عن حقيقة المشهد هناك، وسنُتيح حيِّزًا مقدَّرًا لبعض المرافعات والإفادات التي ملَّكنا إياها الأستاذ معاوية إبراهيم المدير الإداري بالمستشفى، فيما رفض الحديث إلى الصحيفة المدير العام علم الدين محمد دفع الله والمدير الطبي علي الأمين باعتبار أن هناك توجيهات واضحة صدرت إليهم من وزارة الصحة بالجزيرة تمنعهم من الحديث لوسائل الإعلام على حد إفاداتهم...