قد تفلح تجربة هاوٍ أو متطلع في تحقيق عمل يصعب على فنان محترف أو عبقري في أن يأتي بمثله مهما أوتي من براعة؛ ولأن الشباب الطامحين والباحثين عن أدوار ينشدون التغيير فهم يطرقون كل الأبواب ويقتحمون كل التجارب تمامًا كشباب نلتمس إحساسهم بما يجري بالمناقل يمارسون نشاطاً إسفيريًا عبر المواقع الإلكترونبة ويحاولون كذلك التعبير عن بعض مكنوناتهم في محاولة لسد الفجوة ما بين واقع مأزوم يعانون ويلاته وما بين طرح إعلامي يتحاشى الاقتراب من حقائقه المؤلمة وجراحاته الغائرة.. ومن بين هذا الحراك انسربت إلينا صورة بالغة الأسى كانت جديرة بأن تحرك فينا الإحساس بالألم والإحباط والحزن والصورة التي نعنيها هي التي تحدثت إلينا بلسان مبين عن حقيقة تلك (الفيران) التي التهمت وتلذذت بلحم شاب طريح الفراش بأحد العنابر المتهالكة بمستشفى المناقل اسمه (قائد محمد مساعد) وهو في حالة تخدير كامل فسرحت الفئران ومرحت في جسده ومزقت رجله بشهية تلك هي المأساة التي سنرويها لكم لاحقًا بكل تفاصيلها من داخل هذا المستشفى (العجوز).. فصورة الفئران هي إحدى الصور المفجعة التي تناقلتها الأوساط بالمناقل.. ولأنها مفجعة بحق وحقيقة نشرناها ب (الإنتباهة) السبت الماضي مع قليل من الحواشي والمتون على أمل استكمال خلفيات الصورة لاحقًا عبر تحقيق صحفي شامل ومصور حاولنا عبره توثيق المعلومة من كل أطرافها.. فالصورة هذه أفلحت في رفع درجة الحس الصحفي لدى هيئة تحرير (الإنتباهة) فنظر إليها البعض بشيء من الإدهاش حينها صدر تكليف رسمي من هيئة التحرير بضرورة التقصي والتحقق واستكمال حقيقتها من داخل مستشفى المناقل.. وعلى طريقة زعيم حزب السيد الصادق المهدي.. (ذهبنا لنصطاد فأرًا فاصطدنا فيلاً) فالحكاية جد مدهشة والهوان الذي أصاب ولاة الأمر والمسؤولين هناك كان كبيرًا أضاع المكاسب والحقوق الأصيلة وعطل كل محاولات الإصلاح، فالمستشفى الآن في حالة يرسى لها لم تمتد إليه يد العون والرعاية منذ خمسينيات القرن الماضي أصابته كل أمراض الشيخوخة والفشل الإداري وتصلب شرايين التحديث والتطوير فشاخت أدواته وكادت تتلاشى.. ومبعث القضية وغرابتها ليس في حجم البؤس الذي يعاني منه هذا المستشفى ولكن الغرابة في أن تكون الحقيقة هي أن أكثر مشافي الجزيرة بؤساً وفقرًا تحتضنه أكثر محلياتها غنى ومواردًا والأدهى أن الوزارة المعنية بالشأن تأخذ من هذا المستشفى العجوز (20%) من عائدات تذاكر الدخول علمًا أن هذا هو المورد الوحيد للمستشفى.