أحد شُعراء العرب الأقدمين كان بارعاً ومجوّداً وشعره فريد لا يجاريه أحد من الشعراء وبزكله الشعراء في أدائه وفي مخارج حروفه ويمتاز بألفاظ ساحرة أخاذة وهو يستقي من وادي عبقر وساكن بوجدانه وأحاسيسه وكلياته بمملكة «سبأ» وصادق جنود سليمان بما فيهم الذي عنده علم من الكتاب. ولذلك أصبح يأتي بالخرائد والدرر الفريدة كل هذا زاد من حساده من الشعراء بسبب الغيرة وكان هذا يسره ويسعده كثيراً ويقول لو لم أكن مجيداً ومبدعاً ومتقدماً لما غاروا مني وحسدوني وكان دائماً يحضر مجالس الشعراء وكبار الأدباء وكان يلقي قصيدته آخر واحد. وكان كلما قدم شاعر منهم قصيدته امتدحه الآخرون وغرظوا شعره وصفقوا له ويقولون له أحسنت أحسنت. وفي النهاية عندما يلقي هو قصيدته التي تتفوق على كل القصائد التي قيلت مثله «مثل عصاة موسى التي تلقف ما يؤفكون» وهم يصمتون لا صفقة ولا استحسان وهو يُسر لذلك لأنها أغاظتهم وأشعلت فيهم نار الحسد وأحرقت أنفسهم. ويلتفت إليهم بنظرة احتقار وسخرية ويقول لهم «مالكم لا تقولوا أحسنت ويخرج ضاحكاً». قف.. وبعد والآن والله حق لعمنا الدكتور عبد الرحمن الخضر أن يقول لنا مالكم لا تقولوا أحسنت وقد شاهدناه بنفسه يقف على سفلتة الشوارع وشاهدناه في تمديد الطرق داخل الأحياء التي حولت المساكن في تحسن وقامت العمارات وشاهدناه بنفسه في تمديد الطرق الطويلة مثل طريق الشجرة والكلاكلات إلى جبل أولياء بعرض «20 40» مترًا ونعلم التكلفة العالية للمتر الواحد وشاهدناه في إنارة الطرق بالعمدان الفاخرة التي يشيّدها بالنهار ونصدمها نحن بالعربات بالليل ويعيد إصلاحها وشاهدناه في طريق القصر وطريق غرب النيل بأم درمان الذي يبدأ من أبو روف محاذياً للنيل ومعهما الكرنيش الرائع الجميل الممتد مروراً داخل الكبري العظيم ويتجه للغرب ويتفرع للأحياء ويمتد إلى الحتانة وقامت حوله العمارات الفاخرة وقد شاهدناه وقوفاً في تشييد عدد من الكباري التي لا تقل عن «13» جسرًا عابراً للنيل في وقت عجزت فيه الأحزاب عن تشييد كبري واحد على مدى أكثر من خمسين عاماً ويريدون الركوب ثانية «يا نركب يا نخربها» والخضر أول من شيّد جسرًا طائرًا فوق شارع رئيسي وبه سهلت حركة المرور وانسابت في نظام دقيق وبهذا الكبري الطائر دخل الخضر تاريخ الهندسة المعمارية في السودان في عاصمة البلاد وشاهدناه في كل أسبوع في افتتاح منشأة جديدة لخير الناس وتقدم البلاد لا يقاربه في هذا في كل الولايات إلا شيخ العرب الزبير بشير طه في الجزيرة وفي البحر الأحمر إلا «إيلا الاكسير جبل بيلا» وشاهدنا الخضر في تنظيم حركة المرور في مدينة تسمى الخرطوم «كرش الفيل التي جمعت كل قبائل السودان بألوانها ومعتقداتها وطبائعها وموروثاتها وشاهدنا في تنظيم مساكنهم وتوفير الخبز لهم وكان عند قيام الإنقاذ الرغيفة معدومة واليوم مفروشة في الطرقات والكاروهات تنقل والبكاسي تنقل و«الحمير» والعجلات تنقل حتى وصلت الرغيفة للأحياء الطرفية والقرى المجاورة بفضل الله وجهد الرجال الأوفياء وفي هذه العاصمة كل يوم يزداد ويزداد عدد الوافدين طلباً للعمل لأن السياسة الخاطئة زمان جعلت المصانع كلها تتكدس بالعاصمة وهذا الخضم الهائل يصحبه انفراط في الأمن والخضر ورجال الشرطة ورجال الأمن يبذلون جهوداً جبارة في حفظ أمن المواطنين والعقبة الكؤد وجود أعداد كبيرة مسلحة بالأسلحة البيضاء والنارية من الجنوبيين الذين لا يريدون الذهاب لدولتهم التي قاتلوا من أجلها. تلاحظ أن طبيعتنا نحن إذا الواحد منّا طعنته شوكة يريد الوالي نفسه أن يطلعها ليه ولا يقبل بمسؤول دونه وإن لم يفعل يشبع سباً وشتماً وكل أخطاء الآخرين وهفواتهم في هذا الخضم الكبير تلقى عليه حقيقة صدق مثل أهل دارفور الذي يقول «الحاكم تندل» أي مكب «القمامة والنفايات ويقابلها المثل الآخر الذي يقول «الحاكم مثل الضرس يلوك الحلو والمر» يا سيادة الوالي شفناك حضوراً دائماً في كل الملمات وكنت أول الحاضرين في ضرب مستشفى الشفاء وفي ضرب مصنع اليرموك وفي دخول التمرد لأم درمان وكنت جاهزاً ومستعداً لمواجهة كل الأهوال المفاجئة مثل استقبالك لأبنائنا الطلاب الذين أرسلناهم للجنوب لإحياء مهرجان التعليم بجوبا وطردهم الكلب الملعون عديم الإنسانية المعروف لدى الجميع فتوليت أمرهم وأسكنتهم أكرم مسكن حتى أقاموا مهرجانهم على أحسن حال وجبرت خاطرهم وخاطر أهاليهم وذويهم لله درك من شهم كريم وشفنا الخضر بيننا ومعنا في كل أفراحنا في عقد الزيجات الفردية والجماعية وفي أتراحنا بالمقابر وبيوت المآتم. قف.. وبعد مشكلة مياه الشرب تحتاج إلى دراسات واسعة ومتأنية. وعلينا أن نستفيد من التجارب الماضية حيث كان الإنجليز على مدى «57» عاماً صفيحة الماء بمليم واحدة ومن الدوانكي بمليمين وكانوا لا يملكون مصادر المياه لتاجر اطلاقاً دونكي أو بئر خاصة أو حفير وكل مصادر المياه في يد الحكومة لأن الحكومة تعلم أن الماء هي الحياة وهي أقل شيء تقدمه وتوفره للمواطن لتحفظ حياته هي الماء والصرف على تطويرها يكون من الخزينة العامة والخزينة العامة هي في حقيقتها هي مال المواطن نفسه الذي يدفعه في الجمارك وفي الضرائب والعتب والحكر والأراضي وكل الجبايات من جيب المواطن لتدخل الخزينة العامة إن سلمت من التماسيح وكما قال محمد علي باشا في كتاب تاريخ السودان الحديث للدكتور القدال قال آفة الضرائب هم الجباة أنفسهم لأن ثلاثة أرباعها لجيوبهم الخاصة والربع للدولة ولا يكفي للخدمات الضرورية. إذن الأمر يحتاج لمزيد من الضبط ولتوفير المياه عملت الحكومة «هيئة توفير المياه». يا سيادة الوالي نحن نشاهد ونسمع أن تكلفة الماء العالية في تقديرنا ترجع «لمكتب المشتروات والمبيوعات» في الهيئة الذي استورد عدادات الدفع المقدم بدون دراسة مستوفية ولم يفكر في مقدرة المواطن على الدفع ولم يراعي حالة الناس المعيشية والضائقة المالية والاقتصادية التي يعاني منها العالم كله أو هم الذين يصرفون مرتبات عالية وحوافز ابتدعوها هم كبيرة بجانب «الكمشن» التي هي عبارة عن بلع وسف. مغلف للمال الحرام وهذا المكتب هو «الدبرة الكتلت الجمل». هذا ما سمعناه وقرأناه في الصحف عن دفاع مدير المكتب في الزوبعة السابقة التي أطاحت مدير المياه وكان مكضبنا استمع للسيد المراجع العام عن هيئة توفير المياه والمعروف أن من ضاق لقمة السعر لا شفاء له إلا تصفية المكتب بكامله وإدخال تيم جديد من أهل الطهر والنقاء.يا سيادة الوالي إنا نراك في التلفاز إن شعر رأسك قد علاه البياض حتى امتد للحيتك وكل شعرة بيضاء تحكي عن مشكلة وكان الله في عونك ونسأله أن يمدك بالصحة والعافية. إعجاب شخصي لقد أعجبني كثيراً احتضانك لرجل ذا كفاءة عالية وفكر ثاقب وعقل راجح هو العالم الجليل والطبيب البارع الدكتور مأمون حميدة الذي درّسته بخور طقت الثانوية من السنة الأولى حتى الرابعة وتخرج من طقت لجامعة الخرطوم الجميلة ومستحيلة دخلها بجدارة وذكاء حاد وأعلم فيه صدق الوطنية والإخلاص والتجرد والتقوى والتدين كما قال المثل «السوسيو النصيح من البيضة بصيح» ونجاح مأمون يظهر في إنشاء مستشفياته الخاصة وجامعته الطبية التي لا يدخلها إلا المتفوقين وأنا أستاذه ذهبت ذات مرة ليدخل لي بنت أخي للجامعة وكانت تنقصها نمرتين فرفض معتذراً وهذا زاده في نظري عظمة واعزازاً لأنه إذا جاملني سوف يجامل آخرين وينزل مستوى الجامعة ويخرج هردبيس يؤذي الناس ويلحق بهم الضرر والدكتور مأمون رجل أمين وعينه ملانة ويكفيه فخراً أنه صاحب فكرة نقل العلاج للمريض في مكانه بدلاً من نقل المريض للعلاج لأن في ذلك مشقة للمريض ولأهله بالصرف والتعب بالسفر والسهر، بجانب تنظيمه للمستشفيات لخدمة الناس بصورة أفضل بجانب تحمله الشديد لمناطحة أبنائه الأطباء. أمل ورجاء نرجو منك يا سيادة الوالي أن تلقي نظرة لمدينة المهندسين بأم درمان.. شوارعها تحتاج إلى سفلتة وإنارة وأصبحت مثل السوق الشعبي بأم درمان تحتاج شوارعه لردميات وسفلته وهو فيه متسع للتسوق لتخفيف الضغط الواقع على سوق أم درمان الكبير المزدحم جداً والذي أصبح ميداناً فسيحاً للنشالين والعاطلين كما يخفف الضغط على سوق ليبيا المزدحم بشدة والمحلية لم تقدم لهذا السوق إلا الجبايات التي جعلت تجاره يهربون من دكاكينهم عندما يشاهدون ناس المحلية الذين يأخذون مالهم ولا يقدمون لهم أدنى خدمات ضرورية. وفي الختام لا يسعنا إلا أن نقول بكل صدق وأمانة يا سعادة السيد الوالي عبد الرحمن الخضر نقول لك ألف مرة أحسنت أحسنت ثم أحسنت ونسأل الله لك دوام الصحة والعافية ويمدك بقوة من عنده لتتمكن من مواجهة المصائب والمصاعب أنت ورجالك الأماجد حقيقة المثل قال: «الحاكم برجاله والكريم بأم عياله» ونكرر لك الشكر تمشياً مع قول الحق عز وجل. «بسم الله الرحمن الرحيم» (لئن شكرتم لأزيدنكم). «صدق الله العظيم». لك الشكر على الدوام والسلام عليكم جميعاً وبالله التوفيق.