السودان من الدول المليئة بالمناطق ذات الجذب السياحي والتي تتميز بالثراء والتعدد في كل شيء، وأن الأحياء البيئية والتنوعات المناخية المختلفة تجعل منه قطراً متعدد الجوانب، وبه تنوع كبير في الموارد السياحية كسياحة الآثار، والحياة البرية والسياحة البيئية على المواقع الطبيعية، كما أنه منطقة جاذبة للسياحة البيئية والاستجمام نظراً لخلو بيئته من التلوث الذي يعتبر سمة طاردة في عالمنا المعاصر، مضيفاً أن البلاد غنية أيضاً بإنسانها المضياف الذي تتجذر ثقافته وفنونه عميقاً في أغوار التاريخ، وأنه حسب ما أفادت الكشفيات الأثرية فإن الحضارات عرفت في السودان منذ العصر الحجري الأعلى مروراً بالوسيط والعصر الحجري الحديث، وأنه في بداية التاريخ المدون للإنسان كانت حضارات كوش ونبتة ومروي تقف شاهداً على عبقرية الإنسان والمكان. والسودان بلدٌ زاخرٌ بالمناطق السياحية التي تشكل واحدة من الدعامات الأساسية للاقتصاد الوطني؛ لأّنها من الممكن إن تمّ استغلالها بعلمية وجدية، أنْ تكون مورداً اقتصادياً لا ينضب. نظراً إلى مناطق الجذب السياحي الكثيرة في السودان، ومواقع الحياة البرية، والمواقع الطبيعية التي تتيح وتفتح أبوابها واسعة أمام الفرص الاستثمارية.. وعلى الرغم من أنّ الدولة بدأت «متأخراً» في تشجيع الإيرادات غير البترولية مثل الاستثمار في مجال الخدمات الصحية والتعليم والاتصالات والسياحة، إلا أنّ السياحة تحديداً في حاجةٍ إلى دعمٍ وبنى تحتية وتفعيل بعض القوانين المرغبة والجاذبة للسياح والمستثمرين في السياحة، بجانب التنسيق بين الأجهزة الأمنية المختلفة والترويج الإعلامي الداخلي والخارجي والإرشاد السياحي المنظم والعلاقات الخارجية مع كل الدول. و تهيئة للبيئة الاستثمارية سعت الدولة إلى إيجاد فرص استثمارية، وإقامة المهرجان الإول للتسوق والسياحة في السودان المزمع انعقاده فى مارس من العام الجاري بمشاركة عدد من الدول العربية ودول الجوار الإفريقية وعدد من الدول الآسيوية والأوربية، وثمن المهندس محمد عبد الكريم الهد وزير السياحة والآثار والحياة البرية مشاركة الدول العربية في المعرض، مبيناً أن الفعاليات تعد سانحة طيبة لدعم أواصر التعاون والصداقة بين الشعوب العربية والإفريقية، وقال لدى لقائه السيد حسن أحمد الشيخ سفير دولة الإمارات بالسودان الذى أبدى ترحيبه بالمشاركة الفاعلة، سيما وأن السودان من الدول الصديقة التى تتمتع بمكنون سياحي يشجع على مزيد من التعاون المثمر بين البلدين الشقيقين، مثمناً الدور المتعاظم للجالية السودانية بالإمارات، من جانبه أعرب الوزير عن سعادته بقيام هذه التظاهرة الاقتصادية التى يعتمد عليها في فتح آفاق أرحب للاستثمار السياحي بالبلاد، دعماً لمكانة السودان فى المحافل الدولية والإقليمية. وقال المهندس محمد عبد الكريم الهد وزير السياحة والآثار السوداني إن المهرجان سيحظى بمشاركة واسعة من قبل العديد من الدول والمؤسسات السياحية ذات الصلة في هذا المجال، مما يعكس أبعادا إيجابية في تفعيل القطاع السياحي بالبلاد، وأضاف أن التظاهرة السياحية العالمية الأولى بالسودان والتي ستسهم في دعم القطاع السياحي والدفع به نحو السوق العالمي والاستفادة من تجربة الدول الرائدة في هذا المجال. و لقد ساعدت عوامل كثيرة فى خلق مناخ جاذب للاستثمار فى السودان ويمكن أن تسهم في المهرجان وعلى رأس هذه العوامل رغبة الحكومة الجادة فى تطوير بيئة الاستثمار وجذب المستثمرين الأجانب للبلاد وتسهيل إجراءاتهم، وقد انعكس هذا على الأعداد الكبيرة من المستثمرين الذين قاموا بزيارة السودان بقصد تأسيس استثمارات لهم في شتي المجالات، وقد نفذ الكثير من هؤلاء مشروعات استثمارية ناجحة.