هنالك العديد من العوامل الطاردة التي تدعو السودانيين إلى الاغتراب والعمل في الخارج، يأتي في مقدمتها الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والتي توجه عددًا كبيراً القوى العاملة والنشطة اقتصادياً كما أن في الخارج عوامل جاذبة عديدة ظهرت في دول الخليج حيث توفرت فرص العمل المختلفة وارتفاع الدخل الذي يساعد الفرد على تحسين الوضع الاقتصادي لأسرته، وشهدت الآونة الأخيرة ارتفاع عدد من الأيدي المهاجرة وذلك حسب الاحصائيات الأخيرة التي اكدت مغادرة اكثر من «66»الفًا من الكفاءات خلال الستة اشهر الماضية عبر عقود عمل، «نافذة مهاجر» وقفت على هذه الظاهرة عبر العديد من آراء المغتربين حول المسببات الأساسية لها وابعادها الاقتصادية، وفي بداية حديثه قال المغترب عوض عبد الرسول ان التذمر من الاوضاع التي نعيشها الآن من غلاء وارتفاع اسعار السلع الرئيسية بجانب عدم توفر فرص عمل بالنسبة لممارسي الاعمال الحرة، واضاف قائلاً انه لا توجد فرص عمل للخريجين وغيرها من الامور التي تشجع الشباب وغيرهم على البقاء في السودان.. ويوافقه الرأي علي يوسف بقوله ان هجرة الكوادر السودانية هي امتداد للاوضاع الداخلية والسياسات الاجتماعية والاقتصادية «الطاردة» وقال ان الانهيار الاقتصادي الذي تعانيه البلاد فتح باب الهجرة لكل العاملين لاصلاح اوضاعهم نسبة لعدم وجود فرص جاذبة للعمالة السودانية بكل مجالاتها، مشيراً الى فشل الدولة في معالجة ازمة هجرة الكوادر المدربة والمؤهلة وازدياد نسبة البطالة يعود لانخفاض معدلات الاهتمام الحكومي بهذه الكوادر مما فتح الابواب امام الرغبة في تغيير الاوضاع ولو بالهجرة إلى خارج البلاد.. بينما يرى الاستاذ مجدي بدر الدين ان الاسباب التي تدفع الشباب الى الاغتراب هي الاوضاع الاقتصادية غير المستقرة، والاعمال اليدوية والمهن الهامشية غير آمنة لمستقبل الابناء او بناء مستقبل مستقر لذلك يصبح خيار الهجرة منطقيًا جدًا من اجل اكتساب المهارات اللازمة للقيام باعمال معينة لتحسين الاوضاع المادية والاندماج في شرائح مجتمعه... وكان لمصطفى جبريل رأي آخر بقوله ان الهجرة اصبحت البديل المناسب للكثير من الاطباء وفي البداية كنت ارفضها وبعد سفر كثير من الاصدقاء والزملاء الاطباء وجدت انه من الافضل العمل في الخارج لما يتوفر لهم من فرص مميزة من سكن واعاشة ورواتب مميزة وهذا ما جعلني احسم امري بالهجرة للخارج.. ويؤكد محمد ابراهيم ان فكرة الهجرة الى الخارج تعود لعدم التمكن من سد الحاجات الاساسية نسبة لعدم كفاية العائد المادي بسبب وفود العمالة الاجنبية، واشار الى ان الشعب السوداني يميل الى التفاخر والتباهي ويقوم بتعيينهم في المؤسسات الحكومية والخاصة وحتى في المنازل لذا فكرت في الهجرة للحصول على الراحة والامان وتوفير ما يمكن توفيره لاسرتي من حياة كريمة. وعندما طرحنا هذه الرؤى المختلفة على الخبير الاقتصادي احمد محمد الامين اكد ان هجرة الايدي العاملة او العمالة من السودان للعمل بالخارج ظهرت في الآونة الاخيرة وقد بدأت منذ منتصف السبعنييات واستمرت حتى الآن، وقد احتوت تلك الظاهرة المميزة مختلف انواع العمالة الى الهجرة سواء كان من العمال او الحرفيين اوخريجي الجامعات او اساتذة الجامعات والعاملين بمختلف التخصصات، وبالرغم من اختلاف دوافع الهجرة واسبابها من فئة الى اخرى فنسطيع تأكيد ان العامل الاقتصادي والدخل المرتفع الذي تحصل عليه العمالة المهاجرة من دول المهجر هو من اهمها، والآثار الناجمة عن الهجرة كان لها دور كبير في تغيير بين في المجتمعات وادخال القيم الجديدة عليه سواء كان من الناحية الاقتصادية او الاجتماعية وما يحدث من طفرة وهذا غير بعيد عن بعض الايجابيات التي لا يمكن غض النظر عنها..