ظللنا نراقب وباهتمام لضبطيات الخمور الكبيرة التي نفذتها شرطة أمن المجتمع، وصارت أخبار «تمكنت» و«عدد سبعة آلاف» و«25 متهمًا ومتهمة»، أخباراً روتينية ولكنها تحتاج لقراءة ببُعد آخر ومحاولة الإجابة عن سؤال محوري هو من الذي يصنع كل هذه الكميات من الخمور؟ ومن المستهلك؟. فقد ضبطت الشرطة خلال شهر يناير أكثر من ثمانية آلاف كرستالة و«153» جركانة كبيرة إضافة للكميات الكبيرة من الإيراقات البالغة أكثر من «380» من الخمور البلدية مثل المريسة والدقوقة والعسلية وشدادات العرقي، فيما بلغت أزيار المريسة المضبوطة «550» زيراً، وظل أمن المجتمع في حالة استعداد وحرب دائمة لمذهبات العقول. حاولت مجتهداً البحث وراء الظاهرة ووقفت على لقاء صحفي مع واحدة من «ستات العرقي» التائبات حديثاً وقد قضت عقوبتها وكشفت المثير حول صناعة العرقي وأصنافه وكيفية توزيعه ومن أين يؤتى بالقوارير والكرستالات وسوف ننشر الحوار قريباً حتى يعلم أهل البلاء بالسكر ماذا يشربون ولكم واحدة فقط مما قالت إن العرقي النظيف تكون رائحته قوية ولا بد أن يشرب في يومه «فِرِش» وإن المضبوط بكميات كبيرة والذي يتم ترحيله من مكان إلى مكان إنما تتم صناعته مخلوطاً ب«السفنجات» القديمة والتي يأتي بها عمال النفايات وقالت إن لهم كيسين على حافلة سيارة النفايات أحدهما للسفنجات والآخر للقوارير التي يجمعونها من «الكوش» وميزته أنه يجعل العرقي برائحة باردة أي بديلاً للاسبرت، ولا تنفجر قارورته إذا لم يتم التوزيع، وحتى لا أفسد الحوار الغريب سنوافيكم بتفاصيله لاحقاً. ثناء المفتش العام قال الأخ الفريق الدكتور عادل العاجب يعقوب نائب مدير عام قوات الشرطة المفتش العام، إن الذي تقدمه الصحيفة إنما ينطلق من باب القيام بواجبها الصحفي تجاه قضايا المجتمع ومهدِّداته، فإن كان هناك ثناء فإن مستحقيه هم جميع منسوبي شرطة أمن المجتمع التي قدمت فرسانها شهداء لهذه القيم، وللشرطة عامة.. ولكم الشكر والثناء على التقدير .. ننتظر تعقيبكم. أفق قبل الأخير أذكِّر بمقولة أطلقها مسؤول رفيع بالشرطة بعد استشهاد إبراهيم أبو ريدة وقال: لن يهدأ لنا بال حتى نريق آخر قطرة خمر بالخرطوم ولو أُرقيت كل الدماء. أفق أخير الناشطون.. افتقدناكم في عزاء الشهيد.