ما تفهمونا غلط: متوكل عبد الحكم الفليم المصري الكوميدي «مرجان أحمد مرجان» بطولة زعيم الكوميديا الفنان عادل إمام الذي جسّد فيه دور رجل الأعمال الناجح جداً «مرجان» ولكنه كان محدود التعليم بالرغم من ثرائه ونجاحه في الأعمال التي يديرها، وكان يشتري بماله القصص ودواوين الشعر وينسبها لنفسه لدرجة أنه رشح نفسه لمجلس الشعب ليمثل الشعب. تطرق الفيلم لمواضيع كثيره أبرزها نجاح «مرجان» الذي كانت تشوبه كثير من الشبهات والتي تتمثل في استخدامه أمواله «المتلتلة» لتسيير أموره ويتم هذا الأمر برشوة المسؤولين الذين يفترض عملهم «الرسمي» متابعة نشاط شركات «مرجان» . تبدأ الرشوه عند «مرجان» بدعوة المسؤول ليشرب الشاي بالياسمين وعند قبوله لهذه الدعوة يكون قد أعطى الضوء الأخضر لقبول أشياء أخرى تكفي لتسيير كل الأمور الملتوية لشركات «مرجان». في إحدى المصالح الحكومية قدمت طلب لمعاملة تستغرق ثلاثة أيام حسب قولهم ولكني وبإيحاء منهم «أنفسهم» دفعت مبلغاً كان بمثابة «حق الشاي» واستلمت أوراقي بعد أقل من نصف ساعة، بعدها اكتشفت أن هذا الورق لا يخرج بعد ثلاثة أيام لجميع المواطنين طالما «حق الشاي» موجود. بنفس الفهم و«ما تفهمونا غلط» كنت في المكتب مع إحدى الزميلات وجاءنا أجانب من شرق آسيا لتصديق بعض المعاملات ولما كان الموضوع يخص الجانب الذي تشرف عليه زميلتنا فجلست معهم في وجود المترجم «السوداني» ولم تصدق لهم أوراقهم لأنها كانت غير قانونية ولكنهم فتحوا درج المكتب ووضعوا «حق الفطور» عندها طردتهم الزميلة لأنها لا تقبل الرشوة والمسكينة لم تدر أن هذا هو الوضع الذي تعود عليه هؤلاء لتسيير أمورهم والمساكين ظنوها مثل غيرها من الذين يعيشون «رزق اليوم باليوم» ويُمشّون حالهم «بالرقعة» والتساهيل وكلها أسماء تختلف وطرق تتعدد والفعل واحد. من الاحتمالات التي وضعناها أن يكون المترجم «السوداني» خانه التعبير وكان ترجمته «مفهومه غلط» مما جعلهم يعتقدون أن الموضوع يحسمه «حق الفطور» وهذا احتمال ضعيف . الاحتمال الثاني وهو الأقوى أن من سبق هذه الزميلة في نفس عملها هو من محبي « الشاي بالياسمين» وبالتالي ظن هؤلاء أنها «نعم الخلف». حل المواضيع والمعضلات قد لا يحتاج لتزكيه أو«واسطة» في أحيان كثيرة خصوصاً إذا كان المسؤول صغرت مكانته أو كبرت يتعاطى الرشوة وقد لا تحتاج لعبارة الزول ده زولنا وموضوعنا «مقضي» إذا كان من تطلب «شفاعته» أو خدمته يقبل «مسح الشنب» أو «حق الفطور» أو «حق الشاي» ولو كان خالياً من الياسمين.