انتقد مقال نشرته صحيفة «نيو فشن» تحت عنوان «على كمبالا أن لا تستخدم جوبا منصة لضرب الخرطوم» محاولة كمبالا تحويل السودان ودولة الجنوب إلى ساحة حرب من أجل تنفيذ أجندتها الدينية الصليبية والعنصرية، قائلاً إن على كمبالا أن لا تستخدم جوبا منصة لحربها الدينية الصليبية والعنصرية التى تشنها على الخرطوم، وذلك أنها ليست لها حدود مشتركة مع الخرطوم، كما هو الحال مع دولة الجنوب التى تربطها روابط وذكريات تاريخية وسياسية سالبة وإيجابية مع دولة السودان. وقال المقال إن الحملة السياسية التى تشنها كمبالا ضد الخرطوم لن تستطيع أن تعتم حقيقة أن جوباوالخرطوم لا تستطيعان العيش دون التعاون الكامل بينهما، فضلاً عن استخدام كمبالا جوبا لضرب الخرطوم يشكل تحدياً إستراتيجياً للسلام والتعايش المشترك بين البلدان الثلاثة، ويمضي التقرير قائلاً إن على دولة الجنوب أن تدرك أنها تنتهك المادة «1945» من ميثاق الأممالمتحدة بدعمها لكمبالا فى صراعها مع الخرطوم، والتي تنص على أن يمتنع أعضاء المنظمة من التهديد باستخدام القوة أو استخدام أراضيها من قبل دولة أخرى أو جماعة متمردة على دولة ذات سيادة بشكل يمثل تهديداً لأمنها واستقلالها، خاصة وأن جميع قنوات الإعلام اليوم تتحدث عن الدعم المادي واللوجستي الذي تقدمه كمبالا للمتمردين على الخرطوم، بما فيها الحركة الشعبية قطاع الشمال. كما أن عليها أن تدرك أن إدارة موسفيني لا شك إلى زوال وأن ما يبقى هو الشعب اليوغندي الذي يجب أن تعمل على توثيق علاقتها به، كما أن على إدارة موسفيني أن تدرك أن هناك روابط اجتماعية وعرقية وروابط قرابة تربط شعبي السودان ودولة الجنوب، سواء رضيت إدارة جوبا أم رفضت، كما أن عليها أن تعي حقيقة تحولها من حركة متمردة إلى دولة ذات سيادة يقع على عاتقها حماية قيم ومعايير دولية، وليست حركة تمرد تسعى وراء السلاح والمال والدعم حيثما وجد، وكيفما كلف. وانتقد التقرير سياسة جوبا الرامية لزعزعة السلام فى السودان كوسيلة للضغط على الخرطوم من أجل تسوية قضايا ما بعد الانفصال من خلال التورط مع القيادة اليوغندية، قائلاً إن على جوبا إدارة ملف خلافاتها مع الخرطوم من خلال الوسائل الدبلوماسية والقانونية، وبنحو يضمن دوام الاستقرار والتعاون بين الشعبين الشقيقين، وليس من خلال التورط مع القيادة الحالية فى يوغندا التي تسعى لنشر العدائيات والتأصيل لسياسة القمع العنصري والديني والإقصاء المتعمد للشعوب من خلال خلق الفوضى داخل البلدان الإفريقية، بغية تنفيذ مخططاتها الليبرالية الرامية لتطهير إفريقيا من المد الإسلامي العربي، وتنم عن فهم سطحي وضعيف لقيادة كمبالا التي تجهل أن البعد العرقي والدين والمتباين والمتجانس الذى يشغل القارة الإفريقية على مدى ملايين السنوات، كما أن تشجيع التطهير العرقي والديني جريمة دولية بكل المعايير وترفضها كل النظم والديانات السماوية، وطالب التقرير الشعب اليوغندي بإزالة نظام موسفيني الذي سيجر عليه العداء الإقليمي والدولي من خلال إلهائه بتنفيذ مخططات متطرفة عن التحديات السياسية والاقتصادية التى تواجهها البلاد، قائلاً على الشعب أن يدرك أن إدارة موسفيني تسعى إلى خلق نزاعات دولية خطيرة بذات السيناريو الذى ساس به الطغاة شعوبهم من أجل تحويل انتباههم عن المظالم الوطنية والسياسية والاقتصادية التى تمارسها أنظمتهم ضد المواطنين، كما أن كمبالا مخطئة تماماً حال ظنت أنها ستكسب المعركة الدينية والعرقية فى السودان من خلال الهجمة الصليبية التى تديرها ضده، ويجب عليها أن تعلم أنها تلعب بالنار وأول من سيحترق بها الشعب اليوغندي وشعب دولة الجنوب حال استمر فى دعم موسفيني من خلال السماح له باستخدام جوبا منصة لضرب الخرطوم.