{ درجت العديد من الأندية العربية الكبرى على إعطاء عناية خاصة للعمل الإنساني قبل أداء المباريات المهمة لإعطاء جرعات اجتماعية للاعبين باعتبار أن الرياضة سفارة اجتماعية وأن الأهداف والنتائج التي تحققها مثل هذه الزيارات لمستشفيات الأطفال والعجزة والمسنين ودار إيواء اللاجئين والمعاقين جسدياً والمتخلفين عقلياً وغيرها وفي كل مناسبة رياضية عربية كانت أم إفريقية تظهر مثل هذه الزيارات التي تعكس فيض الحب الذي يمنحه الرياضيون لهذه الشرائح التي لا يخلو أي مجتمع من المجتمعات منها. ولكن الأمر عندنا يختلف تماماً ويكاد ينعدم تماماً باعتبار الرياضة جزيرة معزولة عن المجتمع وما تزال النظرة الضيقة التي ينظرها البعض للرياضة بأنها لهو وتضييع للوقت وإهدار قيمته فيما لا يفيد، لأنهم لا يعلمون أن الرياضة أضحت اليوم مدخلاً للسياسة عبر «الفيفا والكاف» وغيرها من الاتحادات التي تغذي من رحم الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي وغيرها من المنظمات الكبرى ويمكن عبرها فرض عقوبة على الحكومات التي تعين أعضاء هذه الاتحادات وتكون العقوبة تحت ستار التدخل في شؤون الرياضة باعتبارها منظومة أهلية ديمقراطية لا يقبل المساس فيها ولكن الواقع يناقض ذلك تماماً وما فوز العجوز السويسري بلاتر بفترة رئاسية أو ولاية جديدة لأربع سنوات قادمات إلا دليل واضح أن هذه المنظمة لا تخضع للديمقراطية وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد وصف فوز السويسري العجوز بأنه «مهزلة» وقال في جلسة لمجلس العموم «إليكم ما سأقوله.. سمعة الفيفا في أدنى مستوى والواضح أن مرشحاً واحداً لمنصب الرئيس هو نوع من المهزلة يجب على الفيفا أن يصبح مسؤولاً وأكثر شفافية» انتهى. حديث كاميرون جاء بعد النكسة التي حدثت لإنجلترا التي كانت مرشحة لاستضافة مونديال 8102م الذي نالت روسيا شرف تنظيمه فقد أحس كاميرون بهيمنة «فيفا» وقال إن الاتحاد الإنجليزي سيلعب دوراً مهماً من أجل الوصول إلى التغيير.. من هذا السرد يتأكد تماماً أن الرياضة لعبة في يد السياسيين يشجعونها عندما تكون لصالحهم وينتقدونها ويصفونها بأقذر الكلمات عندما يرون أنها تسير عكس ذلك. { قديماًَ كانوا يصفون السياسة بأنها «لعبة قذرة» باعتبارها تدار بالمصالح لكن الرياضة حالياً صارت أكثر قذارة بسبب تفشي الرشاوى وسط الإداريين واللاعبين في قضايا التلاعب في نتائج الانتخابات والمباريات وما حدث لبن همام في الانتخابات السابقة ومن تهديد للفيفا للاعبين والمسؤولين الزيمبابويين المتورطين في قضايا التلاعب بنتائج المباريات بالاعتراف بالحقيقة إذا ما أرادوا أن يعاملوا معاملة أقل قسوة كما جاء على لسان رئيس الأمن في الفيفا كريس ايتون.. كل ذلك يعضد ما قلناه ولكن مثل هذه الزيارات الإنسانية وترويجها عبر الإعلام يشعر المرء بأن الرياضة بخير وأن الأخلاق السائدة ليست كلها شر كما يراها البعض.