الوضع الاقتصادي المتدهور في السودان والارتفاع الجنوني في تكاليفه ومستلزماته جعلت الكثيرين يحجمون عن الزواج بسبب المنصرفات المتزايدة، وفي هذا الاتجاه نظم الاتحاد الوطني للشباب السوداني والصندوق الخيري لمساعدة الشباب على الزواج ندوة بعنوان (ثقافة تيسير الزواج) بجامعة الأحفاد للبنات وذلك في إطار سعيه للفت النظر حول تكاليف الزواج المرتفعة، ومساعدة المجتمع على تبسيط الزواج، وحضر الندوة لفيف من المختصين ونجوم المجتمع. ٭٭ تبسيط التكاليف.. في بداية حديثه أشار الشيخ محمد أحمد حسن إلى أن الزواج باعتباره سنة من سنن الأنبياء، وأكد أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) سن الزواج وأصى به، وبضرورة تبسيط تكاليفه في أحاديث كثيرة بقوله (أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة)، وأحاديث كثيرة أخرى، واستدل بعدد من قصص الصحابة وتبسيطهم لأمر الزواج، وقال منهم من تزوّج بسور من القرآن، بجوز من المراكيب، أو خاتم فضة، وحتى قطعة من إزار، وأضاف قائلاً: إن الفقر لا يمنع الزواج (من أراد الغنى فليتزوج).. وأوضح الشيخ محمد أحمد أن المرأة تنكح لمالها، وجمالها، وحسبها، ونسبها، فأظفر بذات الدين تربت يداك.. وأوضح بالقول: هذا الحديث ليس قاصراً على الرجل، فالمرأة كذلك، وختم حديثه بدعوة الآباء والأمهات لتيسير الزواج والشباب بأن لا يتحججوا بالتعليم وأن لا يضيعوا الفرصة إذا أُتيحت لهم. ٭٭ انهيار الزواج.. وفي ذات السياق ابتدرت أستاذة علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية د. هاجر حبة حديثها بالمقارنة بين الزواج في الماضي والآن وقالت في الماضي كان يستمر الزواج لمدة أسبوع كامل بتعاون وتكاتف من المجتمع لأن الحياة كانت مشاركة مما يخفف التكاليف، أما مظاهر البذخ في الزواج فكثيرة وكبيرة بالرغم من أن مراسم الزواج اختصرت ليوم أو يومين فضلاً عن التكلفة العالية على الزواج من صالات، ونوادٍ، وكوافير، واختصاصية مكياج وخلافه ودائماً يكون العريس مليئًا بالهموم والديون والإشكالات الأخرى مما يجعل من أية مشكلة ولو صغيرة سبباً في انهيار الزواج، وطالبت الفتيات وأسرهن بتبسيط الزواج وعدم التمسك بالأشياء التي ليست لها سند وعدم المغالاة في الزواج كما كان يفعل الصحابة والسلف لأن ظروف الحياة اختلفت. ٭٭ العنوسة والطلاق وكشفت د. هاجر عن ارتفاع نسبة العنوسة في البلاد والتي وصلت إلى (34%) بين الفتيات في سن الزواج وتتراوح أعمارهن ما بين (25 35) سنة ووصفتها بأنها السن الأخطر بالنسبة للمرأة باعتبارها سن الأمومة والإنجاب، وقالت إن نسبة الطلاق بين حديثي الزواج بلغت (30%) بسبب عدم قدرتهم على مواجهة واقع الحياة الزوجية إضافة لتراكم الديون والالتزامات المالية التي تسببت فيها منصرفات الزواج غير الأساسية. ٭ الخوف والتوجس ومن جانبها تناولت د. نفيسة محمد الأمين الجانب النفسي وأثره على الزواج وأسباب عزوف الشباب عن الزواج ونتائجه النفسية من زاوية تجاربها وخبراتها وعملها كناشطة، وحصرتها في الخوف، والتوجس من مسؤولية بناء أسرة، وتحمل الحياة الزوجية، وعدم الثقة في النفس، والتي تؤهل للتقدم للزواج، فضلاً عن سيطرة عدد من الأمهات لأسباب عاطفية واقتصادية وغيرها، وتطرقت في حديثها إلى أثر العولمة وثورة الاتصالات والتطور المصاحب لها وأثره على التوازن النفسي والتربية والاستقرار الأسري، مطالبة الأسر ومنظمات المجتمع المدني وأجهزة الإعلام توفير خدمة الإرشاد النفسي ابتداءً من المنزل والمدارس والجامعات، بجانب رفع الوعي بثقافة علم النفس الاجتماعي والنفسي والمرضي، للوصول إلى إنسان سوي وقادر على تحمل مسؤولية الزواج.. ٭ الإفرازات النفسية وأوضحت د. نفيسة الإفرازات النفسية لعدم الزواج والتي تتمحور في الاضطرابات النفسية والاكتئاب والإدمان والانحرافات، وذكرت في آخر حديثها أن الزواج به العديد من العقبات وتتحكم فيها الظروف بين الشدة والرخاء، والمرض والعافية، والموت، ومن لا يتوقع كل تلك الأحوال ويكون مهيأ لها يجب أن لا يتزوج. ٭ مؤسسة متكاملة وفي سياق متصل شرح الأستاذ بلة يوسف رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني عمل الاتحاد وقال إنه مؤسسة متكاملة تعني بهموم ومشكلات الشباب السوداني دون تمييز وحل قضاياهم من توظيف وتدريب وغيرها من البرامج، مؤكداً حرص الاتحاد على معالجة قضية الزواج، وتغيير التقاليد والأساليب التي ترتبط بها، مشيراً إلى نجاح الاتحاد في مساعدة (41) ألف شاب في دورة واحدة برعاية السيد رئيس الجمهورية ووزارة الرعاية الاجتماعية وديوان الزكاة.