عدت قبل ايام قليلة من مدينة دنقلا عاصمة الولاية الشمالية وقد تمكنت من القيام بنشاط كبير برفقة المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين بالولاية ومقابلة عدد من المسؤولين بحكومة الولاية وعلى رأسهم الدكتور ابراهيم الخضر وشرف الدين علي مختار وزير المالية والاقتصاد والسيد وزير الثقافة والاعلام ومعتمد مدينة دنقلا.. وقد دار الحديث في كل هذه المقابلات التي اتسمت بالترحيب بقيام اتحاد الصحفيين واستعدادهم جميعًا للتعاون معه وتمكينه من اداء دوره في عكس انشطة الحكومة والاداء بكفاءة ومهنية كبيرة وابدوا استعدادهم لدعم فرص التدريب ومد المراسلين بالمعلومات خاصة ان الولاية مقبلة على نهضة زراعية وصناعية واستثمارات كبيرة ويعول الجميع على انسياب حركة التجارة بين مصر والسودان عبر الخط البري الذي سوف يفتح في الشهر المقبل مما يقلل تكلفة الترحيل واسعار السلع في النهاية ايضًا سيكون كذلك فتح الطريق بين الكفرة ودنقلا عقب زيارة وفد كفراوي كبير لدنقلا واستعدادهم للاستثمار الزراعي في الولاية الشمالية ومد طريق معبَّد يربط بين الكفرة ودنقلا. وتأكد لنا من خلال احاديث كل من الوالي ووزير الاقتصاد أن معظم المزارعين اتجهوا نحو انتاج البطاطس والذي اثبتت زراعته النجاعة الاقتصادية والجدوى خاصة ان المخازن المبردة صارت متوفرة بالقرب من مطار دنقلا فيما اتجه معظم المزارعين والمستثمرين المحليين الى زراعة وانتاج الطماطم الصيفية وذلك كشف جديد عاد بالمليارات للذين تبنوا تجربة الزراعة الصيفية للطماطم حيث الندرة كانت ترتفع باسعارها الى عنان السماء .. وهذا باب جديد انفتح على المستثمرين في الزراعة بانواعها المختلفة... وطريق ام درماندنقلا اصبح الان يعج «بالدفارات» الناقلة للبطاطس والطماطم الصيفية والشتوية وهذا بجانب الموسم الناجح لإنتاج الفول وزراعة القمح وهما منتجان تقليديان مرتبطان بالموسم الشتوي بالولاية الشمالية منذ امد بعيد والمطلوب هو زيادة الرقعة الزراعية ومد المشروعلا الصغيرة بالكهرباء. وفي مدينة القولد«مسقط رأسي» تبدو معالم النهضة واضحة جدًا فقد أطلعني المعتمد الشاب امير فتحي على جانب من الانشطة التي قام بها ويقوم بها كبرنامج عمل مثل قيام مبنى المحلية وسفلتة الطرق الداخلية للمدينة العريقة وربط احيائها الكبيرة بوسط المدينة بطول 8,5 كيلو متر .. وقد سرت بعربتي فوق اول مائة متر تمت سفلتتها تأكيدًَا لحقيقة هذا الامر الذي طال انتظاره وهذه هي المرة الاولى التي تشهد فيها اصلاح الطرق الداخلية بعد قيام طريق شريان الشمال الذي اراح الناس وربط بين المهاجرين واسرهم وذويهم، ومن الاعمال الجديدة المهمة تفعيل فرع الجامعة الإسلامية والاحتفال قبل شهر بكلية الاقتصاد والكلية التقنية التي تم اعداد مقرها وتجري الاستعدادات لاستقبال الامين العام للتعليم التقني والتقاني السيد عبد المحمود عثمان لتدشين الكلية ومدها بالمناهج والمقررات.. ويقول المعتمد امير بأنهم قاموا بتحويل منزل صديق عبدالرحيم «في القولد التقيت بالصديق» الى متحف يضم سيرته واعماله وجملة من المقتنيات كما تم اعداد استراحة فخمة تليق بكبار الزوار وهو ما لم يكن موجودًا من قبل. المهم في الامر ان الولاية الشمالية تشهد في الآونة الاخيرة نهضة عمرانية واقتصادية وثقافية عظيمة خاصة في ظل التشجيع الذي يحرك امر السياحة والاكتشافات الجديدة للمدن والآثار في مناطق كرمة والبركل ونوري والكرو والحراك السياحي الذي يجري للاستفادة من عائدات السياحة في دعم الاقتصاد الوطني فهنيئًِا للسودان بهذا المدخل الجديد «السياحة» في مكوِّنات اقتصادنا الوطني بديلاً حقيقيًا من اي سلعة يراد لنا ان نستعبد لأجلها...اعطونا او منعونا.