تعهد الرئيس عمر البشير برعاية خطة السكة الحديد التي أقرها مجلس الوزراء لإعادة البنية الأساسية للسكة الحديد بصورة حديثة لتجاوز الخسائر الفادحة التي خلَّفها الحصار الأمريكي الجائر والذي نتج عنه عدم تأهيل ألف من قاطرات السكة حديد الأمريكية. ووصف البشير لدى مخاطبته أمس عمال السكة الحديد بعطبرة عقب تدشينه عددًا من المشروعات الحديثة للسكة الحديد، وصف الحصار الأمريكي على السكة حديد السودانية بأنه جريمة ارتكبتها أمريكا في حق الشعوب مبينًا أن ذلك الحصار غير أخلاقي ولا مبرر له. وأشار البشير إلى أن البلاد اتجهت شرقًا وحققت إنجازات كبيرة في هذا الصدد مشيرًا لمواقف الصين الداعمة للسودان في كل المجالات.وحيّا الشراكات السودانية الكورية، وشدَّد على أهمية افتتاح كلية تقنية لاستيعاب طاقات الشباب السوداني في مجالات السكة حديد موجهًا إدارة السكة الحديد بالمضي قدمًا في إنفاذ كل البرامج بالمشروعات التي من شأنها أن تعود للسكة الحديد بأحسن من ما مضى. وفي السياق دشن الرئيس عمر البشير أمس إنتاج منجم قبقبة للذهب بمحلية أبو حمد بولاية نهر النيل، بحضور سفير المغرب بالسودان د. محمد ماء العينين ووالي الولاية وعدد من المسؤولين بالدولة، والذي تنفذه شركة مناجم العالمية للتعدين المغربية بالتعاون مع شركة مانون للتعدين المحدودة، وأكد سفير المغرب بالسودان لدى مخاطبته الاحتفال الذي أُقيم بهذه المناسبة، أن المشروع هو نتاج للتعاون الكبير والشراكة الحقيقية بين السودان والمغرب الذي نتج عنه أكثر من «29» مشروعاً، مشيراً إلى أن المشروع يعتبر لبنة للتعاون المستقبلي في مجال الاستثمار بين البلدين. وأوضح الأستاذ عبد العزيز أبارو مدير شركة مناجم للتعدين، أن الإنتاج سيصل إلى «12» طناً في العام في المستقبل القريب، وأشاد بالتعاون والتنسيق الفاعل الذي وجدته الشركة من قبل المسؤولين بالدولة، بجانب رعاية رئيس الجمهورية لهذا المشروع. وقال إن الشركة تمتلك خبرة «80» عاماً في مجال التعدين، ولها مشاريع كثيرة في عدد من الدول الإفريقية والعربية. وأكد البشير توفير التمويل لإدخال منطقة أبي حمد في الشبكة القومية للكهرباء، وقال لدى مخاطبته أمس اللقاء الجماهيري بأبي حمد بولاية نهر النيل إن الدولة مسؤولة أمام الله عن تعويض المتضررين والمتأثرين بالسدود وتوفير الحماية لهم، وكذلك محاسبة كل من يتطاول على القانون ويريد أن يأخذه بيده، مشيرًا إلى أن الدولة احترمت حق أصحاب الخيار المحلي في البقاء أو الرحيل، وشدَّد الرئيس على تمسُّك الدولة بالقِيم السودانيَّة النابعة من الدين الإسلامي الحنيف، وقال: «إن بعض الرؤساء من المتآمرين علينا كانوا قد نصحونا بأن نكون معتدلين وهم يقصدون بذلك التخلي عن الشريعة والتطبيع مع إسرائيل، ورغم ذلك ذهبوا عن السلطة ناسين أن الحكم لله وحده». من جانبه قال وزير المعادن كمال عبد اللطيف إن خارطة التعدين التي أعدَّتها الوزارة أثبتت وجود عشرين نوعاً من المعادن جاهزة للتنقيب في «800» موقع، وبلغ عدد الشركات التقليدية للتعدين «91» شركة، وأعلن عن اكتشاف شركة المناجم المغربية «260» طنًا من احتياطي الذهب بمحلية أبو حمد، مشيرًا إلى أن الإنتاج سيكون بمعدَّل اثنين طن في العام وسيصل إلى عشرة في المستقبل.