الشيخ الدكتور محمد السيد الخير، العالم النحرير ظل يُتحفنا برائع قصيده كما ظل يفعل برائع حديثه من خلال منابر الجمعة وقناة طيبة وغيرها من القنوات الفضائية والإذاعية. في هذه القصيدة أبت قريحته إلا أن تشارك قواتنا المسلحة نصرها الكبير في النيل الأزرق وجنوب كرفان وهاهي تستعد لتحرير الكرمك التي وعد الرئيس بأداء صلاة الشكر فيها خلال أيام قليلة. الرئيس كذلك قطع الطريق أمام المنبطحين حين قال في البطانة إنه لا تفاوض مع سفّاكي الدماء مضيفاً أنه لا عودة إلى سياسة «العفو عما سلف» مع الحركة الشعبية وتوعَّد عقار بالمحاكمة على الجرائم التي ارتكبها وقال إنه لا تفاوض بعد اليوم خارج السودان مع من يحمل البندقية مضيفاً أن عقار سيظل لاجئاً بقية عمره. وهكذا انطوت آخر صفحات نيفاشا وطُرد عقار والحلو وعرمان خارج السودان وعادت ولايتا النيل الأزرق وجنوب كردفان خالصتين إلى حضن السودان الشمالي بعد أن منَّت الحركة نفسها بأن تجعلهما منصة انطلاق «لتحرير» الخرطوم. اترككم قرائي مع القصيد لتطربوا مع د. محمد السيد الخير وهو يغرد بأهازيج النصر مع القوات المسلحة السودانية ويعطر شعره بالشريعة الإسلامية التي حضَّ عليها وبالجهاد محرِّضاً عليه وهل يعز القوم إلا بالجهاد وهل يذلون إلا حينما يضعون أسلحتهم في عالم لا يحترم غير الأقوياء؟! قال تعالى: (وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)) سورة المائدة وقال رسول الله «إقامة حد من حدود الله خيراً من أن تُمطر الأرضُ أربعين خريفًا» صحيح ابن ماجة الزِّناد المسْبَحة أجيشُ مثلُ جيشِك يا بلادي أبيٌّ لا يُبالي بالأعادي يُبَشِّرُ بالسَّلام ويرتضيهِ وإصْبَعُهُ المُسبِّحُّ بالزِّنادِ ويركعُ حيثما ارتفع الأذانُ وينْفِرُ أينما نادى المنادي ثِقالاً أو خِفافاً لا يُبالي يُشَرِّدُ كلَّ أرْعنِ ذي عتاد «1» ويبكي حينما يتلو القُرانا ويُبْكي خصمَه يوم الجِلاد ويقفو سيرة المبعوثِ فينا ويَفْقه كلَّ آدابِ الجهاد وعندَ النَّصرِ غَيَّاثٌ رحيمٌ يَمُنُّ، ويستجيبُ لمن يُفادِي لَهُ شَهِد العَدوُّ كما الصَّديقُ وسِيرتهُ تُضَمِّخُ كلَّ نادِ أيا جيشَ البلادِ بكلِّ قَلْبٍ وعينٍ حُزتَ منزلةَ السَّوادِ «2» تصون مكاسب الشعب الوفيِّ وتَرقُب ما يُحاك ومن يعادي فإن جَرؤوا على حشدِ الجيوشِ فإنّ الرِّيحَ تَعصِفُ بالجرادِ أقول بكل صدقٍ وامتنانٍ «1» نِعِمَّ الجيشُ جيشُك يا بلادي ونُصحاً من سويداءِ الفؤادِ أيا عمرُ البشيرُ لك التحايا «3» وشعباً مؤمنا للشرع صادِ حباك الله حكماً واقتداراً وحَكِّمْ شرعَ ربِّك في العباد فكن لله مِْطوَاعاً شكوراً وعجِّل بالشريعة والجهاد وبادِرْ واجتنبْ يوماً عسيراً وهل كالشرع من نورِ وزاد؟! فهل كالشرع من عمل يُرَجَّى «4/5» وإرجَافُ المنافق والمعادي ولا يغرُرْك إيضَاعُ السِّخال تُوَطِّئُ للتَّمزق والكساد ودعْ عنك السياسةَ فِهْيِ شرٌّ وتنضحُ بالمظالم والفساد وتأوِي كلَّ خوَّانٍ عميلٍ ويصدحُ بالشريعة كلُّ حادِ رواحلنا تُغُزُّ السَّيرَ تمضي فإمّا الموتُ أو نيلُ المراد ولن نرضى سِوى التنزيلِ حُكْما وأعْمَارُ العبادِ إلى نفاد ودينُ اللهِ يعلو في ازديادِ يقيك السُّوءَ في يوم التنادي فأبْرِمْ يا أخا الإيمان عَقداً وإن ذُكر الثِّقاةُ ففي العِداد إذا ذُكر الكُماةُ فأنت منهم عليمٌ بالسرائرِ والعِباد نَظنُ الخيرَ فيك وإنَّ ربِّي من العملاء والكُفر المُعادي إلهي نجِّنا من كلِّ مَكر وزُهْداً واتقاءً في ازديادِ ونسألُك الرَّفاهة والنَّقاءَ «6» ونهجاً وارتقاءً في السَّدادِ وأصْلِحْ حالنا بالشرع حُكماً 1) الأرعن : الجيش العظيم ،، 2) السواد: من القلب حبته ومن العين حدقتها 3) الصادي: الظمآن 4) الإيضاع: الإفساد 5) الإرجاف: الخبر الكاذب المثير للفتن 6) السَّداد: الاستقامة والعمل الصالح