نحو «80» قتيلاً وأكثر من «100» جريح هى حصيلة الاشتباكات بين قبيلتي «الرزيقات الأبالة» و«بني حسين» التي بدأت مطلع العام الحالي بسبب النزاع على جبل عامر الغني بالذهب، وظلت الاشتباكات بين القبيلتين مستمرة وكان آخرها التي حدثت أمس الأول السبت وراح ضحيتها «53» شخصاً وجرح «83». وبحسب مصادر وشهود عيان فإن مسلحين من الأبالة كانوا على متن عدد من السيارات اللاندكروزر رباعية الدفع شنوا هجوماً فى العاشرة صباحاً يعتبر الأول من نوعه على حاضرة محلية السريف بولاية شمال دارفور، أسفر عن مقتل «53» شخصاً وجرح «83». وتعتبر هذه الحصيلة الأكبرمن نوعها منذ اندلاع المواجهات بين القبيلتين مطلع يناير الماضي. وكان آخر اشتباكات بين القبليتين الخميس الماضي والذي أدى لمقتل «16» شخصاً وأصيب «23» آخرون بجراح من قبيلة بني حسين إثر هجوم نفذه الأبالة على مورد للمياه بمنطقة الحجير على حدود ولايتي شمال وغرب دارفور. وبذل أعوان القبليتين جهوداً كبيرة للوصول إلى اتفاق لوقف التوتر والنزاع بين القبيلتين وتم توقيع هدنة بينهما، وصف التوقيع بين القبليتين بتحالف«الجنديين» بالنسبة للرزيقات و«العباسيين» لبني حسين. وكان التوقيع خلال يناير الماضي بمدينة أم دخن بوسط دارفور، وكان اتفاق هدنة لوقف العدائيات ونبذ العنف والاحتكام لحل المشكلات عبر الآلية السلمية، وكان معتمد المحلية يحيى على حسين قد أكد أن القبيلتين وقعتا على وثيقة الصلح بمبادرة من لجنة أمن محلية أم دخن ولجنة الأهل بالمحلية وهيئة شورى القبائل بالمنطقة. وكشف حسين بأن اتفاق الصلح نص على وقف العدائيات بين القبيلتين والتعايش على حفظ الأمن بجانب حل المشكلات بين الطرفين عبر الآلية السلمية، ووقع من طرف قبيلة الرزيقات الأمير سليمان فايق، والعمدة آدم الدود، وحسب الرسول ساكن رئيس شورى الرزيقات بالمحلية، وعبد الكريم محمد، ومسعود محمد علي، وعن الطرف الثاني لبني حسين كل من القوني عبد الله محمد، والعمدة علي عيسى آدم، والحافظ عبد الله محمد وحمدان محمد رئيس شورى بني حسين. لكن ما حدث من اشتباكات صباح السبت بين القبيلتين ذهب بالاتفاق أدراج الرياح فقد قتل 53 شخصاً وجرح 83 آخرين فى مواجهات مسلحة دامية بمحلية السريف بولاية شمال درافور. وعلى الرغم من تلك الاشتباكات إلا أنه لا يعتبر خرقاً للاتفاق على الهدنة بين القبليتين وذلك بحسب معتمد محلية أم دخن يحيى على حسين الذى أكد ل«الإنتباهة» أن ما حدث من اشتباكات يوم السبت لا يعنيهم لأن الطرفين من القبليتين وقعتا اتفاق هدنة بولاية وسط دارفور بالمحلية، وأكد خلال حديثه عبر الهاتف أمس أن الأوضاع بالمحلية والولاية آمنة ومستقرة وما حدث ليست له علاقة بالاتفاق الذى نص على تنفيذ هدنة بين الطرفين من أبناء القبيلتين الموجودين بالولاية، وتم تنفيذ هذا الاتفاق، وما حدث من اشتباكات بولاية شمال دارفور لا يعنيهم وليس لهم علم مسبق به. لكن شيخ قبيلة بني حسين «محمود محمد بخيت» كان قد صرح أخيراً أن مقاتلين يتبعون لقبيلة «الرزيقات الأبالة» اعتدوا على قبيلتهم في منطقة «السريف بني حسين» صباح اليوم السبت وقتلوا «53» شخصاً من قبيلته وجرحوا «60» آخرين. يذكر أن النزاع بدأ فى الأسبوع الأول من شهر يناير بسبب التنقيب العشوائي عن الذهب بجبل عامر بولاية شمال درافور والذي خلف المئات من القتلى والجرحى وعشرات الآلاف من النازحين. واتهم بخيت قبيلة الرزيقات بمواصلة «خرق الهدنة، ولم تلتزم بها منذ توقيعها الشهر الماضي»، مضيفاً أنه «بالأمس اعتدوا علينا وقتلوا «19» وجرحوا «42» واليوم واصلوا هجومهم على منطقتنا»، بحسب قوله. واستنكر عدم تدخل الحكومة لوقف هجوم الرزيقات على قبيلته قائلاً: «شهران والحكومة صامتة ولم تتدخل إلا اليوم حيث وصل الوالي مساء اليوم عقب وقوع الاشتباكات». النزاع بين القبيلتين الذي بسبب التنقيب عن الذهب بجبل عامر الذى أخلته السلطات من المنقبين وأوكلت مهمة حراسته للقوات المسلحة وصل ذروته أمس الأول السبت، وذلك كأكبر حصيلة للجرحى والقتلى منذ بدء الاشتباكات والذي أدى إلى نزوح أكثر من «100» ألف إلى منطقتي السريف وكبكابية بشمال دارفور، حيث يعيشون في الخلاء وسط ظروف صعبة وغير آمنة بسبب القتال بين القبيلتين.