تميزت العلاقات السودانية التركية خلال السنوات الأخيرة بالتطور ويبدو أن تركيا قررت تأطيرها مع تدفق الاستثمارات ورؤوس الأموال التركية في ظل توافر الموارد الطبيعية والمواد الخام بالبلاد، فقد تواصل الاهتمام التركي بهذه الموارد حتى بلغ جانبًا متميزًا يهتم بالموارد البشرية من خلال إنشاء مركز يعنى بتدريب المدربين بالحلفايا ببحري والذي تم افتتاحه على يد نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم وبتشريف نائب رئيس عدد من الوزراء والمسؤولين الأتراك يتقدمهم نائب رئيس الوزراء وأكد د. الحاج آدم يوسف نائب رئيس الجمهورية أن السودان سيمضي في طريق البناء والإعمار مهما كانت الضغوط وسيصمد في موقفه أياً كانت التحديات وقال لدى افتتاحه المركز المهني لتدريب المدربين السوداني التركي أن السودان سيقابل الدعم الذي قدمته تركيا في مجال التدريب المهني وكل المشروعات التي أقامتها مؤسسة التنسيق والتعاون التركية «تيكا» في كل أرجاء السودان باهتمام شديد، ودعا كل القائمين بأمر الصناعة في السودان إلى تدريب كوادرهم في هذا المركز.. وابدى تقديره وشكره لمؤسسة «تيكا» التي قامت بتأثيث المركز وتجهيزه بالمعدات، وقال إننا نتطلع إلى المزيد من التعاون مع الإخوة بتركيا في مجال الصناعات الكبرى والمزارع والمؤسسات الخدمية، وأشاد نائب رئيس الجمهورية بالدور التركي في إنشاء المراكز لتطوير الصناعة ووجه وزارة التنمية البشرية السودانية بتطوير علاقاتها مع نظيرتها التركية كما وجه ولاية الخرطوم بالاهتمام بتطوير علاقاتها مع المدن التركية لتطوير الخدمات في السودان.. من جانبه أكد بوكير بوزداغ نائب رئيس مجلس الوزراء التركي على متانة العلاقات بين البلدين وأشاد بالمركز مبينًا أن هذا العمل يصب في تعزيز مجالات التعاون المشترك بين البلدين، وقال إن الدول المتقدمة هي التي تهتم بترقية وتطور الإنسان مشيرًا أن بلاده من الدول التي اهتمت بالتقنية والعلم وتطور الإنسان. وأكد أنه رغم بعد المسافة بين السودان وتركيا والتى تصل إلى آلاف الكيلومترات إلا أن الشعبين السوداني والتركي لا يفصل بين قلوبهم «ولا كيلو متر واحد» وزاد «أن ما يؤلم السودان فإنه يؤلمنا» مؤكداً أن السودان يمتلك موارد وقدرات بشرية هائلة، وأضاف أن الدول المتقدمة كاليابان وألمانيا لا تملك البترول ولكنها اهتمت بالإنسان حتى أصبحت قادرة على امتلاك التقانة، وقال إن تركيا اهتمت بالتدريب والتأهيل لأنها هي الأخرى لا تملك البترول، وأضاف أن العالم الإسلامي يعاني الآن من الحروب والخلافات وأن المخرج الوحيد لأزمة العالم الإسلامي هو مراعاة حقوق الإنسان ووقف نزيف الدماء، فيما أشاد والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر بافتتاح هذا المركز مبينًا أنه يدرب «6» آلاف مدرب في العام مؤكدًا أن ولاية الخرطوم تكون قد ودعت التدريب المهني التقليدي وتوطين التدريب المهني الذي يواكب العصر، وأضاف أن تركيا أصبحت تمثل شريكًا أصيلاً مع ولاية الخرطوم في إنجاز العديد من مشروعات البنى التحتية في مجالات الجسور والأنفاق ومحطات الصرف الصحي ويعمل في ولاية الخرطوم «150» رجل أعمال تركي في مختلف المجالات، فيما قال وزير التنمية البشرية والآثار والسياحة بولاية الخرطوم د. يحيى صالح مكوار إن المركز شراكة بين تركيا والخرطوم مشيرًا إلى أن الولاية قامت بإنشاء المباني بتكلفة قدرها أربعة ملايين جنيه وقامت منظمة التيكا التركية بتوفير الأجهزة والمعدات والدعم الفني وتدريب المدربين في تركيا. يذكر أن المركز الذي تبلغ مساحته «13909» متر مكعب يستوعب «500» متدرب سنويًا ويسعى المركز إلى التدريب وتقديم الخدمات الاستشارية للقطاع الصناعي محليًا وإقليميًا.