كنا قد وقفنا مع مويس وشندي والحوارة الموطن الذي ولدت به السيدة ريَّا بت أبي زيد ابنها الذي أنصف جهدها في سلكه مسالك القوم الذين لا يشقى جليسهم بيد أن ريّا هذه لم يذكر التاريخ عنها كبير شيء غير احتفاء ابنها الشيخ العبيد ود ريّا بها، وغير أنها تنقلت معه إلى أن انتهى بها المقام إلى بلدة قوز رجب بأعالي نهر عطبرة وقد توفيت هناك ولا يزال وفاء أحفاد وأسباط الشيخ العبيد ود ريا يقومون بقيادة الخليفة الحالي مولانا العالم الجليل الشيخ الطيب الجد ود بدر، بزيارة سنوية تعبِّر عن حفاوة جدّهم ود ريّا بوالدته ويرحم الله سبط الشيخ ود ريّا علامة المديح البارزة في رعيله الرابع الشيخ القرآني حياتي حمد الذي وثَّق لتلكم الحفاوة بالأمهات الملهمات حين قال في خواتيم إحدى أمداحه: حياتي الجدّو ود ريَّا صلاتو الماها عارية أي هي صلاة ذات محتد وجذور ولعلها تكون إشارة لارتكاز على مركوز وعد ربّاني صادق ومصدوق في قول الحق: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين) سورة الطور الآية «21». فمن باب الحفاوة بالأمهات وردّ بعض الجميل إليهن وفي ذلك احتكام ودود ومودود لقول الحق وأمره بالأخذ بما أتانا به الرسول صلى الله عليه وسلم من حيث إن «الجنة تحت أقدام الأمهات».. ومن حيث أطروحة البر بالوالدين في حديثه الشريف عن أحق الناس بالصحبة فقال أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك؟!. من هنا لمع اسم حكيم الأمة السودانية الشيخ محمد بدر الذي اشتهر بتواضعه الجم في الاسم والمسمى والسمات فأخذ في اسم شهرته بسبب من منهجه في التواضع لله تعالى بين عباده حين قال: (أنا عبيد ساكت)!! مع أخذه في تتمة الاسم بمسمى الوفاء والعرفان لوالدته فكانت صفة العبيد ود ريّا ملازمة لاسم العبيد ود بدر لمَ لا وقد كان لها دورها في الدفع به على طريق التلقي المعرفي وسلوك أهل الله من أهل القرآن الذين فروّا إلى الله لما عرفوا من الحق.. كان مولد الشيخ محمد بدر العبيد ود ريّا ببلدة الحوارة بمنطقة حوش بانقا محلية شندي وهي ذات البلدة التي ولد بها الرئيس البشير ود هدية ولكن تساب وفيضان سنة «1946م» قد أزالها كما أزال الدومة بالكتياب.. فقامت قرية الحُرَّة الحالية وكما أزال ذلك الفيضان «حلة فضيل» حد التكامل الفاصل بين قرية المغاوير وطيبة الخواض وقد ذكر حاج الماحي قرية الحوارة التي ولد بها الشيخ ود بدر الرشيد ذلك في مدحته: إلهي صلي على الخيارا محمد الجانا بالبشارة ذلك ضمن دعائه بحظوة الشفاعة لمناطق عديدة وهو دعاء يشمل الكون بأسره فقال: تجوه المسلمين جميعاً صليح وكاس كردفان وبارا ومويس مع شندي والحوارة فيا طالما حدَّثني الخليفة الطاهر ود بدر عليه وعلى من تقدَّم ذكرهم الرحمة والرضوان.. بأن السيدة ريّا بت أب زيد وهي والدة الشيخ محمد بدر وهي عمة جد الشيخ أبو قرون وهي من الحسانية الزيداب فكانت ووفق روايته تعد ابنها منذ الصغر وتدفع به على طريق الزهد والرضا بالقليل ذلك حين طلب الصبي حينئذ ود بدر من والدته أن تزيده قطعة عصيدة غير التي تناولها فقالت له عاتبة وحافزة له ما معناه: «سجم خشمي» أنا دايراك تبقى لي مثل توري «وقصدت بذلك: أريدك أن تكون مثل شجن حسن ود حسونة فلا تكثر من أكل الطعام؟. .. وقد عرف عن ود ريَّا حين صار شيخاً يشار إليه بالبنان وتقصده الركبان عزف قوله: الرسن من حسن والتأييد من عوض الجيد «تور عفينا» والكتير من ود البشير بأمرحي مؤكداً أن تلك هي بعض مصادره في إحياء علوم الدين بالعلم والقرآن والعمل والإحسان.. وللحديث بقية في هذا السياق وتحيَّة للأخ الكرنكي لعزفه على هذا الوتر الرنان..