الشعوب تحترم تاريخها وتمجده وتبرز أمجادها ومفاخرها كتربية وطنية لأجيالها القادمة ولا يهمل هذا نكاية لأحد فرداً كان أو مجموعة أسرية أو حزباً معيناً لأن هذا التاريخ صنعته الأمة بكاملها وأصبح إرثاً وملكاً للشعب بكامله. قف.. وبعد إنه في يوم (25 يناير 2013م) ذهبت إلى الفتيحاب وجلست تحت (شجرة البيعة) هي الشجرة التي جلس تحتها الإمام العظيم البطل محمد أحمد المهدي عليه السلام عند وصولهم من (معركة شيكان) حاملين أسلحة الطاغية المهزوم (هكس باشا) من تحت تلك الشجرة المباركة استعدت ذكرى ذلك التاريخ الناصع المجيد الذي أصبح تاج عز وفخار يزين هامات الشعب السوداني قاطبة. قف.. وبعد وبعد تلك الجلسة توجهت شرقاً نحو النيل العظيم وكان وقت انحساره ووقفت عند مكان العبور الميمون هو المكان الذي انطلقت منه جيوش المهدية إلى الخرطوم وهنا دار شريط الذكريات من رفع السيف والتكبير وإعلان الجهاد. وحصار الأبيض (soot tokill) (وشوت توكل) حتى استسلام (محمد سعيد باشا جراب الفول) ثم معركة شيكان والوصول إلى (أبو سعد) والمبايعة تحت الشجرة المباركة إلى نقطة العبور. قف.. وبعد وهنا أرجو رجاءً حاراً من السيد المحترم والي الخرطوم أن يعمل (مسلة أو منارة) في هذا الموقع.. وكلها عبارة عن صبة خرصانة عليها عمود ضخم مثل الأعمدة التي تحمل الإعلانات الكبيرة والشاشات التلفزيونية التي انتشرت بالمدينة وعليها شعلة تضاء في كل عام عندما تمر ذكرى يوم (26 يناير) وعليها لوحة تحكي قصة العبور وإنهاء دولة (التركية السابقة) واسترداد الخرطوم من قبضة الاستعمار الذي دام «60» عاماً من العذاب الشديد من عام «1821م» إلى عام «1861م». ونطلب من السيد الوالي ذلك لأنه لولا هذا العبور لما كان اليوم هو حاكماً للخرطوم العاصمة القومية للسودان ولكان مكانك اليوم واحداً من أحفاد غردون باشا أو من أنجال محمد علي باشا. وأقول لك يا سيادة الوالي إن هذا عمل قومي يهم الشعب السوداني بكامله لأن المهدية ليست ملكاً لأسرة أو حزب كما وجه الإمام المهدي أن المهدية عقيدة دينية وطنية الشعب يختار إمامه على أن يكون رجل دين وخلق مجدد للقرآن الكريم وعلوم الشريعة الإسلامية وليعلم الجميع أن الإمام المهدي لم يحارب من أجل (جزيرة لبب) ولا من أجل الشمال وحده بل حارب وأزال الطغيان والفساد من أجل السودان عامة والتاريخ يقول إن الإمام المهدي لم يقطع رقبة أحد بيده الشريفة ولم يقبض رمحاً وطعن به أحدًا بل الذين قطعوا الرقاب وطعنوا بالرماح هم آباؤنا وأجدادنا نحن عامة الشعب من كل القبائل مثلاً الذي قطع رأس غردون محمود ود نوباوي والذي قطع رأس هكس هو أحد أجداد السيد بكري عديل وعليه يجب على كل الأنصار وعلى كل سوداني حُر أبيّ أن ينخرط في الجهاد حماية لهذا التراب الذي الذي زكاه آباؤنا وأجدادنا جميعاً والمهدية قومية وليست حزبية وعلى نفس الطريق سار ابن الإمام المهدي هو (السيد عبد الرحمن المهدي) الذي اتخذ السياسة الهادئة مسلكاً له وفكرته تقول (الموية الباردة بتقد السعن) ولذلك كون حزباً عام «1945م» وسمّاه حزب الأمة أي الأمة السودانية بكاملها وصرف فكره وجهده وماله كله في تحقيق استقلال السودان وهو صاحب شعار السودان للسودانيين وعاش السودان حراً مستقلاً ولا شيع ولا طوائف ديننا الإسلام ووطننا السودان ولقوميته هو الذي وجه بتعيين ابنه الزعيم إسماعيل الأزهري ليكون رئيس مجلس السيادة لأول حكومة بعد الاستعمار (وقصة كيفية العبور نسردها في مقال آخر) وفي الختام نترحم على الإمامين العظيمين وعلى آبائنا وأجدادنا من الشهداء الذين قدموا الأرواح الغالية والدماء الغزيرة فداء للوطن. والعز والمجد للسودان.