شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    انشقاق بشارة إنكا عن حركة العدل والمساواة (جناح صندل ) وانضمامه لحركة جيش تحرير السودان    على الهلال المحاولة العام القادم..!!    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    مناوي يلتقي العمامرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    أول تعليق من ترامب على اجتياح غزة.. وتحذير ثان لحماس    فبريكة التعليم وإنتاج الجهالة..!    تأملات جيل سوداني أكمل الستين    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    مقتل كبار قادة حركة العدل والمساواة بالفاشر    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    بيراميدز يسحق أوكلاند ويضرب موعدا مع الأهلي السعودي    أونانا يحقق بداية رائعة في تركيا    ما ترتيب محمد صلاح في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ؟    "خطوط حمراء" رسمها السيسي لإسرائيل أمام قمة الدوحة    دراسة تكشف تأثير "تيك توك" وتطبيقات الفيديو على سلوك الأطفال    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    لقد غيّر الهجوم على قطر قواعد اللعبة الدبلوماسية    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    شاب سوداني يستشير: (والدي يريد الزواج من والدة زوجتي صاحبة ال 40 عام وأنا ما عاوز لخبطة في النسب يعني إبنه يكون أخوي وأخ زوجتي ماذا أفعل؟)    هالاند مهاجم سيتي يتخطى دروغبا وروني بعد التهام مانشستر يونايتد    الهلال السوداني يتطلّع لتحقيق كأس سيكافا أمام سينغيدا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    مصر تسجل مستوى دخل قياسيا في الدولار    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بالخرطوم تبحث إعادة إعمار وتطوير قطاع الألبان    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استرداد الخرطوم الإثنين 26 يناير 1885 / 9ربيع الثاني 1302ه
في زيارة جديدة للتاريخ: الطريق للسيادة الوطنية
نشر في الصحافة يوم 21 - 01 - 2012

إني حضرت من قبل (المهدي) أميراً على البرين والبحرين.. وقد أخذت (فداسي) وجئت الى (الخرطوم) انصح أهلها بالتسليم فاذا سلموا سلموا وأمنوا على أموالهم وأرواحهم والا فلابد لي من محاربتهم وأخذ (المدينة) منهم عنوة والسلام.
رسالة الامير (أبو قرجة) الى (غردون)
(1)
تحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة (الأتراك)
استطاعت الثورة المهدية، منذ اندلاعها في الجزيرة أبا (الجمعة 12 أغسطس 1881م الموافق 16 رمضان (1296ه) ولم يكن موقفا مستحيلا، (فقراءة الوضع الثاقبة اشارت الى رفض باجماع يكاد يكون كاملاً، (للوجود الأجنبي)، لقناعات دينية، ويورد (نعوم شقير) (طبعة 1967 ص 656)، اشارة لهذا (الاجماع) في وثائق الجزيرة أبا «ثم دخلنا أحد عساكر (أحمد سعيد باشا مدير كردفان)، (منزل محمد أحمد) فوجدنا فيه عدة (كتب) من (مشائخ الطرق) والقبائل جواباً على كتبه لهم وأكثرهم مسلمون بدعواه ويعدونه بالقيام معه حين ظهوره.. الا (الشيخ حمد النيل شيخ العركيين) في (أبي حراز) والشيخ حمد السقا) في (الخرطوم)، و(الشيخ أحمد الكناني) في الابيض..) وتتوالى بعد ذلك المعارك والمواجهات لتهيء مسرح التاريخ لاستعادة كاملة (لسيادة) الوطن في يوم الاثنين 26 يناير 1885 الموافق 9 ربيع الثاني 1302ه وقد تتابع النصر بما غير من معادلة مواطن السودان النفسية تجاه بطش واستبداد الترك، فكان ذلك داعيا كبيرا لان يهاجر اليه اعداد لا حصر لها، من (القبائل) و(الزعامات) التي عانت من قسوة (الحكام): كان (المهدي) بسيطاً يلبس الجبة المرقعة فوق سراويل من الدمور ويتمنطق بمنطقه من (خوص) وعلى رأسه طاقية مكية يلف عليها عمامة كبيرة بيضاء (مفلجة كعمامة أهل الحجاز) ويسدل لها عذبة كبيرة على كتفه اليسرى طولها نحو نصف متر ويضع على عنقه (سبحة) وفي رجليه حذاء او نعلين..) (شقير) ص: 667.
(2)
مقدمات استرداد الخرطوم
هيأت وقائع (الثورة المهدية) في (كردفان) (1882 1883) لغزو (الابيض)، في 28 يوليو 1882م الموافق 12 رمضان 1299ه وكان رأس الحربة، في تدبير الامر هو (الياس باشا ام برير) وتمت (واقعة الابيض) في 8 سبتمبر 1882م واستلام حامية (الدلنج) في 14 سبتمبر 1882م و(بارا) في 5 يناير 1883 وتم تسليم (حامية الابيض)، بعد حصارها الدقيق، بمبادرة من التاجر (جورج استمبولية) حيث حمل خطاب التسليم كما وقعه قواد الحامية في يوم الخميس 18 يناير 1883م وليكون التسليم في يوم الجمعة الموافق 19 يناير 1883 الموافق 10 ربيع الاول 1300ه وكان قد سبق ذلك (اعداد نفسي كبير) قاده (عبد الله ود النور» مبعوث (المهدي) لزعامات القبائل الثائرة ويورد (ب.م.هولت) في كتابه (المهدية في السودان) ترجمة جميل عبيد، ص 67 (وأرسل المهدي مبعوثا خاصا من طرفه هو (عبد الله ود النور) لتنسيق (ثورات القبائل) وتحويلها الى (حركة شعبية) ضد (مراكز الادارة) وأهم القبائل التي اشتركت في الثورة اذ ذاك (الحمر) بقيادة (مكي ود ابراهيم) و(البديرية) تحت زعامة (عبد الصمد ابو صفية) و(الحوازمة) بزعامة (نواي) و(الغديات) بزعامة (اسماعيل ود الامين الدلندوك و(الجوامعة) بزعامة (رحمة محمد منوفل) و(المنا اسماعيل)..
(3)
نصرة شيكان: باتجاه (استرداد الخرطوم)
* نصر (المهدي) في كردفان يتوالى باتجاه (استرداد الخرطوم).. وتبدو معركة (شيكان) شاهدا على ذلك: فحين اخمدت (الثورة العرابية) شمالا عقب معركة التل الكبير، وقام (الانجليز) باحتلال مصر (14 سبتمبر 1883) كان (النظر الاستراتيجي جنوباً) لاخماد ثورته كذلك، وترتب على ذلك أمران (الغاء جيش مصر) الذي انجب مثل (أحمد عرابي) وانشاء جيش جديد من (الفلاحين)، يقوده السير (ايفلنج) بقيادات انجليزية للأورط واركان الحرب (كان كثير من جنود ذلك الجيش من (جيش عرابي) الذي سبق حله، عن (هكس باشا)، احد الضباط الانجليز المرموقين، رئيسا لأركان حرب الجيش في (السودان) الذي وصلته عن طريق (سواكن) في (7 مارس 1883) (كانت القيادة العسكرية للشركسي (سليمان باشا نيازي)، وبدأ (هكس باشا) اولى معاركه في (المرابيع جنوب أبا 29 ابريل 1883)، ضد (علي ود برجوب) في (الجبلين) وقد قتل في هذه المعركة (أحمد شقير) بمدى شجاعة الانصار (ص 716): «... فكنت ترى (الفارس) مجردا سيفه ومطلقا عنان جواده قاصداً (اختراق المربع) فيصيبه الرصاص فيقع فيضمد جرحه بيده ويعيد الكرة راجعا حتى يصرعه الرصاص الى ان ملئت الارض من قتلاهم، وبعد ذلك واثر صراع (هكس باشا) مع (نيازي باشا) واثناء الاستعداد لمتابعة (المهدي) عسكرياً في كردفان تم تعيين (هكس) قومندانا (للحملة) على ان يتبعه (علاء الدين باشا) كومندان ثان!!، ودون تفاصيل نحيل بشأنها الى كتب التاريخ.. يهم ان نثبت حركة الالتفاف الاستراتيجي التي قام بها (المهدي).
* استدعاء زعامات القبائل التي تفرقت بعد سقوط (الأبيض).
* غادر (المهدي) مقره في (الابيض)، ليقيم في معسكر كبير على مشارفها.
* استعراض قواته العسكرية يوميا (بما يهيء لمسرح المعركة) (تدريب ميداني).
* تعيينه لقوة عسكرية استطلاعية، تتابع وتراقب (جيش هكس عن كثب). وتضع المعوقات امامه، وتكونت قيادة تلك القوة من (محمد عثمان ابو قرجة) و(شيخ فضلو احمد)، (عبد الحليم مساعد»، (عمر ود الياس ام برير)، ومعهم ما يقرب من ال 3000 جندي.
* وكان لتلك الكتيبة الاستطلاعية دورها المحوري في اضعاف الروح المعنوية لجنود هكس، وارباك تقديرات قيادته، فايقنوا بالهلاك، وكانت تلك بشارات النصر (وفي الرهد.. استطاع جندي ألماني ان يلتحق بالمهدي، ويطلعه على ما يعاني (جيش هكس) من ضعف مادي ومعنوي: هذا جوستاف ، وقد اعتنق الاسلام وسماه (المهدي) (مصطفى)، ومات في طريق (القلابات)، فيما بعد وهو يحاول الهرب.
* انتهت المواجهة في (شيكان) في (5 نوفمبر 1883) الى نصر مؤزر (بقوات الانصار)، وليدخل (المهدي) الابيض في موكب هادر وراية خفاقة.. سرع بخطاه الى الخرطوم منه ناحية، وتفتح له ما تبقى من نفوذ اجنبي، في (دارفور).. بقيادة (محمد خالد زقل) حيث استسلم (سلاطين) من ناحية أخرى (23 ديسمبر 1883) وسقطت (الفاشر) على يد (عمر ترجو) (15 يناير 1884) الخرطوم بين (18 فبراير 1884) و(26 يناير 1885).
الطريق (لاسترداد الخرطوم) يبدو واضحاً - فالثورة الشعبية تعم كل البلاد - في (الجزيرة) وفي (الشرق): (الأمير عثمان دقنة)، يزلزل الأرض و(بربر) تستشيط غضباً وثورة، وهما بعد (الشرق و(بربر) مدخلان استراتيجيان لنفوذ (الترك) وسقوطهما في أيدي الثوار يعني عزل الخرطوم، ولتكون نتيجة (اللوبي البريطاني) سياسة اخلاء السودان بسحب القوات العسكرية.. وتدبير أمر ما بعد ذلك!! وليقع الاختيار على (شارلس غردون) ليتولى المسألة.. فقد تصورت أجهزة صناعة القرار فيه (منقذاً) كما ذهب إلى ذلك (الرأي العام) البريطاني وكانت لقاءات غردون في بربر 11 فبراير 1884 بحسن خليفة غير موفقة.. حيث أثارت الوثائق التي كُشفت من القلق سواء في نفوس الزعماء المحليين أو الحكام الأجانب.. ويورد (هولت) ص112 ان اذاعة هذا البيان الخطير (القرار الخاص باخلاء السودان) قد أسرع بخطى الاحداث لدرجة مخيفة؟! جرت كثير من المياه - تحت جسور الصراع الدامي بين (المهدي وغردون) في الفترة من وصول هذا الأخير للخرطوم في 18 فبراير 1884 إلى 26 يناير 1885 (احدى عشر شهراً وثمانية أيام).
٭ تخلى غردون حال تلمسه (آراء السودانيين) بين (أبي حمد) و(الخرطوم) عن فكرة الابقاء على السيادة المصرية في السودان.
٭ رأى (غردون) فما صرح به كتابه (لحسين خليفة) قبل وصوله لبربر (تسريح القوات المصرية والاستغناء عن الموظفين المصريين واعلان أن حكم السودان سينتقل في المستقبل إلى السودانيين) هولت ص110، ويمضي ليقترح على (ستيورات) أنه يحبذ اختيار الزبير باشا رحمة خلفاً له.
٭ تزداد (دائرة الثورة) على غردون في الخرطوم - (الشيخ العبيد ود بدر) في (أم ضواً بان) - (الشيخ المضوي عبد الرحمن) في (العيلفون) - (الشيخ محمد الطيب ود البصير) في (الجزيرة) وكان المهدي قد كتب (لأهل الجزيرة) بعد واقعة شيكان يحرض على الثورة.
٭ يتراجع (غردون) - من (مدخله السلمي) - لاقتراح - تدمير (المهدي) وصار يبشر بقوات بريطانية.. في الطريق إليه (26 فبراير 1884).. وهو ما لم يوافقه فيها مجلس الوزراء البريطاني).
٭ في 1 مارس 1884 - قطع الخط البرقي - بين الخرطوم وبربر.
٭ قيام الثوار حول (مدينة الخرطوم) - واحتلال حامية الحلفاية - 13 مارس 1884
٭ وصول رد (المهدي) - على رسالة (غردون) التي كان قد عرض فيها على المهدي أن يكون سلطاناً على كردفان (22 مارس 1884) وقد رسل المهدي لغردون هدية هي (جبة الدراويش)!! ويعلق (شقير) على منشور (غردون) بتعيينه (للمهدي) سلطاناً على كردفان بما يلي ص768: لم نعلم الغرض في تسمية (محمد أحمد) سلطاناً على كردفان فإن (محمد أحمد) قد أصبح بعد واقعة شيكان سلطاناً معنوياً على السودان كله (سلطاناً فعلياً) على السودان الغربي فهل يحتفل بعد بلقب (سلطان على كردفان) من حكومة جرد سيفه لقتالها وقهر جنودها المرة بعد (المرة)!
٭ في 12 مايو 1884 - الموافق 16 رجب 1301 تم حصار بربر على يد الأمير (محمد الخير) وليقدم (حسين باشا خليفة) خضوعه التام للثورة المهدية بعد أسبوع من بدء الحصار.
بذلك (عزلت) الخرطوم فعلاً أمام مدخليها الاستراتيجي (بربر) و(سواكن) (هل صدفة قامت فيما بعد - وبديلاً لهما.. كل من بورتسودان - وعطبرة)!
٭ نتج عن (عزلة الخرطوم).. والخوف على مصير (غردون) - حملة رأى عام بريطاني انتهت إلى تسيير حملة انقاذ لم يتيسر لها أن تبدأ فعلاً إلا في يوم (7 يناير 1885).
٭ من ناحية أخرى (غادر المهدي) الأبيض في أوائل ابريل 1884 ليعسكر في الرهد (أولاً) ويرسل طلائع جيشه للخرطوم بقيادة (عبد الرحمن النجومي) (25 يونيو 1884) ليصل إليها في أوائل سبتمبر 1884 وكان (المهدي) قد غادر (الرهد) باتجاه الخرطوم في 22 أغسطس 1884 وليصل إلى (ديم أبو سعد) ويجعله معسكراً له في (23 اكتوبر 1884) لتكون الخرطوم قد طوقت عسكرياً تماماً ولتكون في حالة موت سريري ولكتمل ذلك بالفعل عند سقوط (قلعة أم درمان) بقيادة حمدان أبو عنجة في (5 يناير 1885) كان يقودها من قبل غردون فرج الله باشا راغب.. وتم الاستسلام بموافقة غردون وقد تبع استسلام قلعة أم درمان خطابات متبادلة بين المهدي وغردون (؟؟) من ناحية وبلبلة وارتباك في داخل الخرطوم من ناحية أخرى.
٭ كان جيش الانقاذ قد بدأ تحركاً وحدث اشتباك في آبار أبو طليح (17 يناير 1885) وقد تراجع الأنصار بعد المواجهة (للمتمة) وليضرب الانصار مرة أخرى في (القبة) في 19 يناير 1885 وكانت (قيادة جيش الانقاذ قد انتقلت للسيد (تشارلز ولسون) الذي استطاع أن يستولى على (المتمة) في 21 يناير 1885 وكانت قد وصلته ثلاث بواخر من (غردون) في الخرطوم وقد رفع ذلك روح (غردون) المعنوية وأعلن مع ايقاف التنفيذ منح مرتب شهرين للعساكر والموظفين (ترتب على ذلك ربكة في استعدادات المهدي).
(5)
استرداد الخرطوم (السيادة الوطنية)
٭ في تلك الظروف المعقدة وأثر المعلومات التي تداولها (مجلس حرب المهدي) بعد معركة آبار أبو طليح والاستيلاء على المتمة رأى البعض ضرورة الانسحاب إلى (كردفان) (العمق الاستراتيجي للمهدية) ولكن الأمير حمد نوباوي شيخ بني جرار و(محمد عبد الكريم) رأيا وانحازت لهما الأغلبية بضرورة القيام بهجوم خاطف على (الخرطوم) بقطع الطريق على قوات الانقاذ الماثلة (هولت ص121) وشقير ص860 ومما أدى للمزيد من الانحياز للفكرة، حالة (الخرطوم) في الداخل مما نقلها (للمهدي) الهاربون منها مما وصف في تفاصيل دقيقة سلاطين (رودلف) في كتابه (السيف والنار) على الأخص ما أورد السنجك عمر ابراهيم في يوم السبت 24 يناير 1885م.
٭ حاشية: طرح (غردون) في قلب تلك الأزمة اقتراحاً جديراً بالدراسة والبحث وهو أن يجعل (للمهدي) ندا ينافسه فيما يطرح ويحارب، وكان ذلك الند، فيما رأي هو (الزبير باشا رحمة).
٭ في يوم (الأحد الموافق 25 يناير 1885)، وبعد معلومة وردت (للمهدي) عن تحرك (جيش الانقاذ) بالوابورات في القبة باتجاه الخرطوم منذ الأمس (24 يناير 1985) أمر (المهدي) قواده بالهجوم على (الخرطوم) ويصف (شقير الواقعة كما يلي (ص863).
«في المساء ليلة الاثنين اجتاز (النيل) على المراكب ومعه خلفاؤه ومن أراد الجهاد من أصحابه من (أبي سعد) ونزل بالقرب من (معسكر ود النجومي) قد أرسل يطلب (عبد الله ود جبارة) و(أبو بكر ود عامر) بمن معهما من (الأنصار) المحاصرين بجهة الشرق فحضروا أيضاً واجتمعوا كلهم حول المهدي في (شكل نصف دائرة) هو في (الوسط) فقال لهم ان سيد الوجود قد أمرني بمهاجمة (الخرطوم) في فجر غد الاثنين.. فهل أنتم مستعدون لاقتحام (الخندق) وعدم المبالاة بما سيكون، قالوا كلهم نعم ثم قال هل أنتم طالبون (الجهاد) في سبيل الله بنية صادقة وقلوب سليمة.. قالوا: نعم.. قال: وهل تثبتون فيه ولو مات منكم الثلثمائة، قالوا نعم.. رفع يديه إذ ذاك للسماء فرفع الجميع أيديهم وقرأوا الفاتحة ثم (استل سيفه) وضرب به الهواء ثلاث مرات وهو يقول: (الله أكبر) ثم قال: هيا إلى (الخرطوم).. ثم أرسل أوامره إلى جماعة (الشيخ العبيد) بالشرق بمهاجمة (سراي الشرق) و(جزيرة توتي) من الوقت الذي يهاجم فيه (النجومي) (الخرطوم) وعاد هو وخلفاؤه إلى (أبي سعد).. فوصلها في بقية ليلته المذكورة.
(6)
في يوم الإثنين 9 ربيع الثاني 1302ه الموافق 26 يناير 1885 عادت (الخرطوم) للوطن.. وكانت (سيادة وطنية نظيفة).. شكلت هاجساً خطيراً للنظام الدولي آنذاك حتى تربص بها مادياً ومعنوياً.. يحاول اجتثاثها في يوم الجمعة 2 سبتمبر 1898 في كرري وليبدأ محاولته السياسية باتفاقية 19 يناير 1899م ويمضي بنا الحال إلى عام 2012..!!
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.