نفير طبي خيري يُزيل تشوُّهات «الشفة الأرنبيَّة» همَّة ومسؤوليَّة وسرعة مرسومة في ملامحهم وهم يقومون بإجراء عمليات «الشفة الأرنبية وشق الحلق» بمستشفى الخرطوم، التقتهم «الإنتباهة» في ساعة «البريك» بمكتب مدير المستشفى د. عبد الناصر جعفر، وكان مدير الوفد الأمريكي ينظر إلى ساعته التي تذكره بأن هنالك مرضى منتظرين من العام الفائت، وهذا ما أكَّده المرضى ل «الإنتباهة»... الخرطوم: عوضيَّة سليمان يضم الوفد «36» طبيبًا منهم «30» من أطباء أمريكا و«5» منهم تجميل وتمريض وإداريون واختصاصي أطفال وهم أتراك، وأشاروا إلى أن العمل طوعي ومجاني وقد جاءوا بجميع مُعينات العملية، وكشف عضو الجمعية السودانيَّة أنهم يجرون في غرفة العملية الواحدة أربع عمليات لكسب الزمن... وعلمت «الإنتباهة» أن العدد المسجَّل «300» وزمن الوفد غير كافٍ. لكن هنالك سؤالاً مطروحًا هل تكمل إدارة المستشفى المتبقي؟ وإذا كانت الإجابة نعم هل تكملها مجانًا أم أن على المرضى الذين قطعوا المسافات البعيدة أن ينتظروا رحمة الأجانب في مارس القادم؟ عدم التخصصية أوقفنا كثيرًا في العمليَّة برفيسور عثمان الجندي كبير استشاريي جراحة الوجه والفكَّين وهو من المرافقين للوفد قال: جاء الوفد بدعوة من الجمعيَّة الطبيَّة الإسلاميَّة وهذا تبادل بين الجمعيَّة السودانيَّة والجمعيَّة الطبيَّة الإسلاميَّة بشمال أمريكا والجمعية الطبيَّة التركيَّة، وهذا هو الوفد الرابع الذي يزور السودان، وتنبع أهميَّة الزيارة من كونها تجيء لتبادل الخبرات بين أمريكا والسودان وتخفيف الضغط الموجود بالنسبة لمرضى هذه العمليات، وكشف أن نسبة العاهات الخلقية للشفة الأرنبيَّة وشق الحلق موجودة بكثرة حيث تعادل نسبة «1 من ألف» ومن المفترض أن تُتابع هذه العاهة منذ الولادة إلى حين إجراء العمليَّة الجراحيَّة، وأضاف أن التشوُّهات الخلقيَّة تبدأ من داخل رحم الأم لعدم اكتمال النمو داخل الرحم من الشهور الأولى وذلك يرجع لعددٍ من الأسباب، وله آثار جانبيَّة وتؤثر تتمثل في عدم الالتئام ولها أيضًا آثار في حالة الحرب بسبب الغازات، وهنالك أدوية وقاية للحامل تتمثل في تناول فيتامينات في الأشهر الأولى، لكن لا يوجد وعي كامل، وهي من العوامل الوراثية، وهنالك فرق بين الشفة الأرنبية والشق الحلقي، ومن المفترض أن تُجرى العملية بعد الأسابيع العشرة الأولى من الولادة بعد أن يكون وزن الدم والجسم عشرة كيلو، ومن المفترض أن تُجرى العملية قبل «30» شهرًا وقبل أن يبدأ الطفل الكلام لكي لا تشوِّش على وضعه الاجتماعي، وكلما كبر تعقَّد الأمر أكثر، وأضاف: هنالك أطباء غير متخصصين في الشفة الأرنبيَّة يقومون بإجراء العملية ويقطعون جزءًا نحن في حاجة إليه، وهنالك عدم وعي من السودانيين، لكن الوفد الزائر خفَّف كثيرًا من العدد. أما المتبقي من المسجلين فسوف نقوم بإجراء العمليات وهي مدفوعة الفاتورة، وإذا كان هنالك شخص لا يمتلك المبلغ نساعده من الجمعية. كفاءة وخبرة ومعدّات برفيسور النور إبراهيم عضو الجمعية السودانية وهي بدورها عضو الجمعية العالمية قال إن الجمعية السودانية لها دور فعّال، يتمثل في الاتصال والتنسيق والترتيب مع الخيرين، وأضاف: تختلف معداتهم عن معدات السودان حتى في معدات الخيط والمقص إضافة إلى الكفاءة والخبرة العالية، والعملية عند الأطباء السودانيين تأخذ سبع وثماني ساعات أما عند الوفد فتأخذ نصف ساعة للشفة الأردنيَّة. وعد بمواصلة العمل «المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى»، هذه هي أول كلمات نطق بها رئيس التيم والجمعية الأمريكيَّة مالك ماهر، وأردف أنه يرحِّب بالسودان وذكر أنه تعرف بالمملكة العربية على برفيسور مامون حميدة الذي دعاه لزيارة السودان للقيام بعمل طوعي لأن المرضى عددهم كبير وإمكانات مستشفيات السودان بسيطة، وقال: في أول زيارة كان عدد التيم الزائر أربعة وقمنا بعمل «62» عمليَّة في عام «20011» وكان المتبقي «200» مريض، ولكن وعدناهم في العام القادم والآن أوفينا بوعدنا وأتينا في «20012» وزدنا العدد إلى «34» طبيبًا واختصاصيًا، وقال: نحن المسلمين نحبُّ السودان لأنه يحب الإسلام ويحب الرسول، وقال: قبل زيارتي إلى السودان كانت هنالك صورة وحشية من الإعلام الأمريكي تقول إن السودان بلد وحش، ولكن بعد الزيارة وجدتنا عكس ذلك، وأن السودان بلد طيب ويعاني الكثير من الأمراض غير الشفة الأرنبيَّة، وفي نهاية حديثه وعد مصابي الشفة الأرنبية بمواصلة العمل كل عام من شهر مارس. وقال إنه راضٍ كل الرضاء بعمله في السودان. ندعم السودان لحبه للرسول الخاتم رئيس الجمعية الطبية الأمريكية إسماعيل ابتدر حديثه قائلاً: للمرة الرابعة أحضر إلى السودان، وأنا مبسوط شديد بعملي لعمليات الشفة الأرنبية للأطفال، وهذا عمل خير وأولى به السودان، ودائمًا أفضِّل السودان على غيره من الدول، واليوم قمنا بإجراء «26» عملية ونتوقع إجراء «150» إذا مكَّننا الزمن لأن العدد المسجَّل بلغ «300» وهذه مساعدات وأنا سعيد بعملي في السودان وجئت من أجل عمل الخير، وأضاف: نحن نقوم بتكملة الإجراءات من نفقتنا الخاصة وأحضرنا معنا جميع المعدّات من أدوات العمليَّة إلى الأدوية لأن معدَّاتنا وأدويتنا تختلف عن السودان في الجودة، ومن خلال عملنا في هذه العمليَّة ليس هنالك صعاب تواجهنا بل وُفِّرت لنا مكنة بنج من زير لتسهيل العمل وأتوا معهم بشاش وخيط لا يوجد في السودان والبنج يتم بطريقة مختلفة... وفي آخر حديثه قدَّم رسالة لمصابي الشفة الأرنبيَّة قائلاً إن الجمعيَّة الطبيَّة جمعيَّة الحياة تجمعنا لخدمة السودان لأنَّهم أكثر حبًا للرسول صلى الله عليه وسلم ورسالة الإسلام.