الاتهامات التي وجهها رئيس الإدارة المركزية للمكافحة بوزارة الزراعة المصرية محسن عبده برصد سرب جديد يضم ملايين الحشرات على الحدود مع السودان يحاول مهاجمة الاراضى المصرية، هذه الاتهامات لم تكن بالطبع من فراغ، لأن السلطات المصرية قبل فترة قامت بإخطار السلطات السودانية ممثلة في وزارة الزراعة، بوصول اسراب الجراد الصحراوى الى مناطق أبو رماد وشلاتين بحلايب قبل مهاجمته للمشروعات الزراعية بالسودان، إلا أن تباطؤ الجهات المعنية بالأمر وعدم متابعتها ومراقبتها لأسراب الجراد سهلت من مهاجمة الجراد للمشروعات الزراعية بطوكر مروراً بأبو حمد والدبة ومروى والقولد، بجانب المناطق الطرفية بالولاية الشمالية، وبالطبع كانت الخسائر كبيرة بحسب مصادرنا بالولاية الشمالية، وهى اكثر المناطق تأثراً، حيث لم تترك أسراب الجراد حتى أزهار النخيل الأمر الذي ينذر بفشل محصول البلح لهذا العام، مع العلم أنه يعتبر المحصول الأساس للولاية، اضافة لذلك فإن المزارعين بالولاية ستواجههم صعوبات كبيرة خاصة أن إنتاجية العام الماضى كانت ضعيفة لاسباب اخرى، علماً بأن وزارة الزراعة بالولاية الشمالية قامت بزيارة للمناطق المتأثره، الا ان تحركها كان ضعيفاً ولا يتناسب مع حجم الكارثة، اضافة لذلك فإن الولاية لم تضع فى حسبانها هذه الهجمة الشرسة من الجراد الصحراوى، لذلك لم تتخذ التدابير والتحوطات اللازمة قبل وصول الجراد للمشروعات الزراعية، مع العلم بأن هذه المسؤولية لا تقع على الولاية وحدها، بل هي مهمة ومسؤولية المركز، لأن الجراد آفة دولية خطيرة، ولا بد من تبادل المعلومات حول تحركاته بين الدول، لذلك كان المفترض تحسب المركز قبل دخول هذه الأسراب في البلاد. وأقر رئيس اتحاد المزارعين بالولاية الشمالية بابكر حاج ادريس بعدم مكافحة الجراد الصحراوى بصورة نهائية، ومازالت هناك كميات من الجراد الصحراوى تتنقل في أجزاء من الولاية الشمالية، خاصة من الناحية الشمالية بمحلية حفير، الا ان المشكلة تفاقمت لأن الجراد وصل مرحلة التبويض وليس التكاثر في المناطق الزراعية، لأنه من المحتمل بقاء ذلك البيض لعدة سنوات لحين اتيان الظروف المواتية والمناسبة لاكتماله حشرة كاملة. وبالرغم من أن المسؤولين بإدارة وقاية النباتات بدأوا في مكافحة الجراد في وقت متأخر، إلا أنهم قاموا ببذل جهود كبيرة، كما أن كميات وأسراب الجراد كانت فوق طاقتهم. ومضى بابكر قائلاً إن الخسائر كبيرة خاصة فى مشروعات القمح بمناطق شرق السليم بالشمالية ومحلية البرقيق، بالإضافة للمحس والسكوت، وعلى الرغم من أن الزراعة ليست كثيرة إلا أنهم يقومون بزراعة البطيخ والخضروات، واضاف قائلاً: «نأمل في تعويض المزارعين عن الاضرار التى خلفها الجراد لأنها آفة قومية، فيما نفى مدير الإدارة العامة لوقاية النباتات د. خضر جبريل وقوع أية خسائر وأضرار تذكر بالمناطق الزراعية بالولاية الشمالية جراء مهاجمة الجراد الصحراوى لها، مضيفاً أن واحة الغزالى من أولى المناطق التى هاجمها الجراد، مضيفاً أن النخيل لم يتضرر، والفول السوداني تم حصاده بنسبة 90%، وقال إن الولاية الشمالية اصبحت شبه خالية من الجراد ما عدا بعض الجيوب في دنقلا والسليم.