الواقع الاقتصادي الماثل على مستوى الخارطة الجغرافية للسودان الشمالي بعد أن انزلق البترول لفوهة البركان ويمَّم وجهه شطر دولة الجنوب لتسجل وزارة المالية والاقتصاد خروج البترول من الموازنة العامة ليفتح المجال واسعاً أمام الخبراء الاقتصاديين للاجتهاد كثيراً لاستنباط المواعين الإيرادية وتحفيز القطاعات الاقتصادية لردم الفجوة وتضميد جراحات الاقتصاد السوداني بتشجيع الولايات على تنمية مواردها بعيداً عن إرهاق كاهل المواطن المغلوب على أمره بسياط نيران لهيب الأسعار الجنوني للسلع الاستهلاكية والكمالية، والعمل على استخراج مكنونات باطن الأرض، الزراعة، الثروة الحيوانية، وبولاية القضارف كانت الأمور واضحة وجلية لطبيعة المنطقة وخصوبة أرضها لتمسك الزراعة والثروة الحيوانية بتلابيب الإستراتيجية علماً وعملاً ومنهجاً ليؤكد وزير الثروة الحيوانية والسمكية أسامة محمد الحسن درزون في حديثه ل «الإنتباهة» أن الوزارة حققت تميزاً واضحاً خلال الفترة الماضية بالاستفادة من مخلفات الزراعة كأعلاف ذات قيمة غذائية عالية يحتاج إليها الحيوان وقت الذروة بل إن هذا البرنامج وجد تجاوبًا كبيرًا من المزارعين وكذلك المربين إذ حقق الفدان الواحد نصف طن من الأعلاف وتبلغ قيمته «250» جنيهًا وفي هذه الحالة سيحقق المشروع الزراعي «1000» فدان حوالى «250» ألف جنيه، وفي ذلك فائدة عظيمة للطرفين صاحب المشروع الزراعي أو الذي يربي الماشية، وهذا النمط من الأعلاف يحفظ التربة ويقلل من عمليات التحضير للأرض ويقلل الأمراض وإن حزم الأعلاف بعد تحضيرها بالإضافة للعناية البيطرية وتحسين النسل هذا بالتأكيد يؤسس لزيادة القطيع ويساعد في زيادة صادرات الولاية من المواشي ويقلل أيضًا من النفوق، فالولاية يوجد بها حوالى «6» ملايين رأس تحتاج لجهد كبير في خدمات تحسين السلالات عبر التلقيح الاصطناعي وكذلك استمرار حملات التطعيم المجاني، وحزم الأعلاف بالآلة خطوة في الطريق الصحيح ونخطط لتوفير حوالى «200» حازمة في الموسم الجديد بالتنسيق مع الجهات المختصة من بينها البنك الزراعي لحزم كميات في حدود مليون طن ستساعد في تنمية المواشي وتحفظها من النفوق، ويعتبر محور تطعيم الحيوان من الأنشطة الهامة لوزارة الثروة الحيوانية وهناك حملات روتينية تقوم بها فرق جوالة على مدار العام لتطعيم المواشي وهو يتم مجانًا إنفاذًا لقرار والي القضارف كرم الله عباس ونظمنا في الفترات الماضية «12» مخيمًا لتطعيم الثروة الحيوانية المنتشرة في حدود ولاية القضارف عبر عيادات متحركة تتابع حركة الحيوان وسنختتم في شهر سبتمبر الحالي هذه المخيمات بمخيّم البطانة وأعددنا له أيضًا «12» عربة جوالة مزوّدة بالأطباء البيطريين وأمصالاً ومصادر طاقة لحفظ الجرعات ويتم التطعيم بصورة دقيقة عبر استمارات تحدد عدد القطيع وأي معلومات تتعلق بصحة الحيوان وفي نهاية الأمر نُخضع هذه المعلومات للتحليل لنبني عليها خططنا وإستراتيجيتنا، يتكامل كل هذا الجهد في جانب تطعيم الثروة الحيوانية مع مسعى تقوده الوزارة وربما لن يستغرق وقتًا أكثر من شهرين حيث مضت خطواتنا بعيدًا لإقامة مصنعين لإنتاج المحاليل الخاصة بفحص صادر الماشية ومكافحة البيكتيريا وسيتم تركيب المعملين خلال فترة وجيزة بتكلفة تبلغ مليون جنيه بدعم من منظمة الفاو وصندوق إعمار الشرق هذا بالإضافة لخطة وضعت لإنشاء مستشفى بيطري متخصص يُعنى بقضايا وأمراض الثروة الحيوانية، ونعمل على تحسين النسل وهو واحد من أهداف وزارة الثروة الحيوانية لزيادة القطيع وأيضًا زيادة الألبان واللحوم وهي خدمات نقدمها مجانًا للمربين في شكل تجارب فمثلاً لديوان الزكاة تجربة جيدة في تسمين وإنتاج الألبان تحت إشراف الوزارة وحقق الجيل الثاني من الأبقار الموجودة في حظيرة الزكاة ما بين «35 40 » رطلاً للبقرة الواحدة تحلب آليًا لتفادي الأمراض ووزعنا عددًا من تيوس السعانين على المحليات بجانب عدد من التجارب لتسمين وتحسين نوعيات الأبقار التي لاقت نجاحًا وهناك انفتاح كبير على برنامج تحسين النسل من قبل المربين في ولاية القضارف وأتوقع أن يشهد تنافسًا محمومًا في الأيام القادمة ولدينا مركز لتطوير الإنتاج الحيواني لإنتاج البيض واللحوم البيضاء ويقدم خدمات جليلة للراغبين في قطع هذا المشوار الرابح، ليحقق لنا كل هذا انسياب صادر الحيوان بصورة جيدة حيث صدّرنا منتصف هذا العام حوالى «311» ألف رأس من الضأن والإبل وتعد القضارف هي الثانية على مستوى ولايات السودان في تصدير الماشية ونتوقع أن يرتفع صادرنا بنهاية العام ل «600» ألف رأس مع قدوم موسم الهدي فاللحوم السودانية معروفة بأنها الأجود عالميًا وهناك طلب متزايد عليها لطبيعية مراعيها وخلوها من الأمراض ويعد مركز الشواك الذي يدار فنيًا وإداريًا بشكل جيد أحد أهم روافد تصدير الحيوان ويجد دعمًا كبيرًا من المركز وهذا الجهد بالتأكيد أسهم في رفع موارد الوزارة والتي بلغت حتى الآن أكثر من مليوني جنيه بنسبة أداء بلغت 219% عن النسبة المحددة ب 128% من الربط الكلي.