ما زالت حملات ضبط السلع منتهية الصلاحية والفاسدة مستمرة بكل من المركز والولايات حرصًا من الجهات ذات الصلة على سلامة وصحة المواطن وحماية للاقتصاد الوطني من الانهيار والتدهور جراء فقدان مليارات الجنيهات التي تصرف لجلب سلع عفى عليها الزمن ووضع تاريخ نهايتها وعلى رأس الجهات ذ ات الضمير الحي والواعي الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس التي نشطت حملاتها مؤخرًا بصورة لافتة للنظر فأمس الأول تم ضبط 891 طنًا سلع استهلاكية فاسدة تقدر قيمتها المالية بأكثر من مليون جنيه ولا تخلو صفحات الصحف في كل يوم من خبر يتعلق بضبط سلع ومواد فاسدة سواء من هيئة المواصفات أو الجمارك السودانية التي لا تقل في أهميتها عن الأولى فكلاهما مؤسسات معنية كما أسلفت بحماية اقتصاد البلاد وأرواح العباد بالتقليل من حجم الخسائر التي كانت ستلحق بالمجتمع حال تسربت تلك المواد إلى الأسواق ليقع المواطن فريسة سهلة وجميعنا نعلم تدني ثقافة الاستهلاك في المجتمع، فهنالك مواطنون كثر يقومون بشراء السلعة دون النظر إلى تاريخ صلاحيتها ليتفاجأ بها بعد ذلك بأنها لا تصلح للاستخدام مما يعني ضياع حقه المالي وربما استرده حال تفهم التاجر ذلك وربما لا وفي الوقت نفسه قد يستخدم السلعة سواء (أكل أو شراب) دون أن يعلم بأضرارها الصحية السالبة في كثير من الأوقات فظاهرة السلع منتهية الصلاحية لها أضرار غير المادية تتعلق بالجانب الصحي وساهمت بصورة كبيرة في انتشار السرطانات وأمراض الكبد الوبائي وغيرها ولا بد من تضافر الجهد الشعبي والرسمي للمؤسسات الحكومية والمدنية والطوعية من أجل رفع الوعي المجتمعي ومكافحة الغش التجاري بكافة الوسائل للتقليل من حجم الخسائر والحد من تدفق تلك السلع التي تدخل البلاد عبر المنافذ غير الرسمية ومكافحة التهريب وعلى الدولة سن قوانين واضحة وفرض عقوبات مشددة على المتاجرين في قوت الشعب والمستهترين بحياة الناس وعلى كل من تسوِّل له نفسه الأمر أن ينال جزاءه دون مراعاة أو تردد فحياة الناس ليست لعبة ويكفي ما رأيناه من فساد طال حتى المأكل والمشرب. * وأخيرًا ظهر إلى العلن الجهات التي قامت ببيع خط هيثرو للطيران التابع للناقل الوطني سودانير، ووجه الرئيس بمحاسبة الجهات المتورطة في الأمر، مطالبًا باتخاذ الإجراءات القانونية لحفظ حقوق الخطوط الجوية ونحمد الله أن ظهرت الحقيقة إلى العلن بعد مضي سنوات على خصخصة الناقل الوطني لشركة عارف التي أصبحت سودانير بعدها (ما عارفة أي شيء).. وبهذه المناسبة التحية مبعوثة للأستاذ الصحفي الكبير الفاتح جبرا الذي ظل يسأل طوال فترة كتابة عموده الراتب بالزميلة (الرأي العام) في كسرة ثابتة عن أخبار خط هيثرو شنو ويبدو أن كسرته تلك لم تضع هدرًا فقد ظل التساؤل قائمًا حتى ظهور الحقيقة.