وتصحيح صغير «لصياغة» سؤال صغير يحول اليابان التي طحنت في الحرب إلى قيادة العالم. ومثلها ألمانيا.. ومثلها نمور آسيا السبعة و... بينما صحافة السودان.. وحتى أمس في حديثها عن السفير الأمريكي.. تصبح شهادة على أن السودان لم «يستورد» الصيغة الجديدة للسؤال هذا وأن السودان /لهذا/ يظل سائل الدموع والمخاط. واليابان سألت : لماذا نحن متخلفون والغرب الذي يقتلنا متقدم؟؟ «وأهل الذكر» عندهم قالوا : الصناعة.. واليابان ظلت تشتري السيارة وتقوم بتقليد كل قطعة فيها وتنتج الآلاف.. والمصانع والمعدات كذلك. سنوات قليلة وطرقات طوكيو يركع الناس فيها على الركب والإمبراطور يعبر من هناك متجهاً.. لأول مرة في تاريخ اليابان.. لزيارة مهندس في بيته ليشكره. وألمانيا سألت لماذا نجحوا في قتلنا؟ تعني الحلفاء. وأهل الذكر قالوا : إدارة الاقتصاد. وألمانيا تنتج أعظم الاقتصاديين. وتقود العالم. والنمور الآسيوية التي كانت.. قبل السؤال هذا.. حماراً تائهاً يركبه من يشاء.. تسأل السؤال هذا : وأهل الذكر قالوا : التكامل.. والتخصص. والنمور الآسيوية توزع الأدوار بينها.. وفي عشر سنوات فقط تصبح هي مركز اقتصاد آسيا كلها.. والمخابرات تجعل «بليونيراً» معروفاً يشتري نصف أموال الدول هذه.. ثم يعد طرحها بنصف السعر. والدول هذه تسقط على فمها في نصف يوم. لكنها الآن تعود إلى السؤال ذاته للنهوض ذاته و.. وقالوا لأنور إبراهيم .. صاحب ماليزيا .. كيف جعلت الشعب يتبعك في معركتك ضد أمريكا؟ قال: جعلتهم يعرفون أن العدو.. عدو.. !! المخيف في الإجابة هو الإشارة إلى أن الشعب أصبح يجهل أن العدو.. عدو. «2» ونسيان صغير للحقيقة هذه ترسمه.. وترسم نتائجه حكاية ليبية صغيرة. وعام 2008م مظاهرة أمام السفارة الليبية في لندن تنتهي بمقتل شرطية إنجليزية.. أطلقت عليها النار من نافذة في السفارة. والخارجية البريطانية تأمر بطرد السفارة «كل العاملين هناك». والشرطة البريطانية تأمر بمعرفة «من أطلق النار»!! والتكامل بين الجهتين يصنع حكاية مذهلة. ففي الطريق إلى المطار.. العربات التي تحمل أعضاء السفارة المطرودين تقف أمام مطعم فخم ودعوة للسفراء من الخارجية البريطانية تقدم.. للغداء. والسفارة التي تجهل مقدار العداء الذي يحمله القوم في بطونهم تقبل الدعوة، وفي المطعم يفاجأون بأن كل مقعد هناك عليه اسم صاحبه من أعضاء السفارة!! ولم ينتبهوا. وأكلوا وشربوا.. والشرطة جمعت الأكواب.. ومن البصمات على الأكواب مقارنة بالبصمات التي وجدت على النافذة التي أطلقت النار من السفارة.. عرفوا من قتل الشرطية..!! «2» ونسيان «حقيقة» أن العدو.. عدو.. وخطأ صغير في صياغة السؤال أشياء تجعلنا نخسر المعركة منذ ستين سنة. وصحافة الأمس في حديثها عن أن السفير الأمريكي فعل .. وفعل تنسى تماماً تعديلاً للسؤال يقول : ولماذا «لا» يفعل السفير ما يفعل؟ «3» والغريب أن من يصل إلى الصيغة الصحيحة للسؤال هو الآن جهة لا تحمل درهماً واحداً من العمل السياسي. جامعة السودان..!! قبلها كان مثقفون يحدثوننا عن أن : ضرب زراعة القمح هو حبة في مسبحة المخابرات الطويلة. قبلها .. قالوا.. حين ذهب المرحوم العبقري محمد بشير يقيم مؤسسة «الزرقاء».. قتلوه. ومؤسسة البشير كانت تقدم للجيش أسلحة متطورة وحديثة إلى درجة تجعل الجيش السوداني جيشاً يستطيع .. وهو جالس في الخرطوم.. أن يحمي حدود السودان بكاملها. وفي الحادية عشرة صباحاً منتصف النهار المرحوم البشير أرسلوا له «قلاب خرصانة» ليطارد عربته ويطحنه في داخلها. عربته طاردها القلاب.. وطاردها.. لكن الشرطة تقول.. «حادث»!!! والمشروعات ماتت «في الحادث». ومن يعرف الصيغة الوحيدة التي تجعلنا نتوقف عن البكاء هو الوحيد الذي يقتلونه.. ولماذا لا يفعلون؟ بينما الآخرون الذين يدمنون الصراخ.. ويقودون دائرة الحي ووب يحصلون على رعاية جيدة لأنهم دون .. حتى.. أن يشعروا يقدمون الخدمة الأعظم للعدو الأمريكي. وحين نعلم بوجود مشروعات مذهلة ومدهشة تماماً تقوم بها جامعة السودان نتجه إلى هناك حتى «نتوسل» لأصحاب المشروعات هذه أن «يحموا» أنفسهم لأنهم يصبحون هدفاً. وهناك.. والله العظيم.. نفاجأ بأن الأصابع الإسرائيلية.. التي نعرفها بالاسم.. قد سبقتنا بالفعل. وأنهم هناك.. ما جايبين خبر!! ونحدث عما تفعله جامعة السودان .. ما لم تضرب.