«الفشل الكلوي» القاتل الصامت، يتسلل إلى الجسد خلسة وريداً رويداً يفقد الأخير «مروتو» ورونقه فيتحول إلى سواد ويلازم المصاب به أحساس بالخمول وفقدان الشهية للأكل نتيجة السموم المتراكمة في الجسد الذي أصبح عاجزاً عن التخلص منها لخلل أصاب الأعضاء المنوط بها القيام بتلك المهمة، حتى يدخل المريض مرحلة التشنجات والإغماءات التي قد تودي بحياته إن لم يسارع ذووه بإسعافه إلى المستشفى، ليكون الغسيل في الغالب هو الإسعاف السريع، لتبدأ بعد ذلك مرحلة الزراعة إن لم يكن لدى المريض موانع صحية، وتسبق تلك المرحلة رحلة طويلة من الفحوصات تمهيداً لعملية الزراعة التي قد تكلل بالنجاح، أو يبتلي الله عبده بالفشل فيعود، بعد حمده تعالى، للمربع الأول. مريض الفشل الكلوي يحتاج للدعم المعنوي، لأن المرض «الغتيت» من الأمراض التي تؤدي لإفقار الأسر، كما تفضل وكيل وزارة الصحة الاتحادية دكتور عصام محمد عبد الله. وبما أن الدولة لا تستطيع تغطية كل احتياجات العلاج، فمن ثم هناك حاجة ماسة لدعم المنظمات والخيرين والجاليات السودانية بالخارج. الرقم (500) هو الزيادة السنوية في أعداد المرضى والرقم (110) هو تكلفة علاج الفشل الكلوي في هذه السنة، الدولة وفرت منه «84» مليون جنيه هي جملة ما يصرف على أدوية الكُلى أدوية زراعة «18» مليوناً، عمليات زراعة «4» ملايين، مدخلات غسيل «57» مليوناً والديلزة الصفاقية «4» ملايين «حسب الأرقام التي ذكرها مدير المركز القومي لعلاج وجراحة الكلى الدكتور محمد السابق في المؤتمر الصحفي لنفرة دعم مرضى الفشل الكلوي» التي انعقدت بقاعة «شيلا» بوزارة الخارجية - مبادرة من «دار الخارجية» ووزارة الصحة ممثلة في المركز القومي لعلاج وجراحة الكلى فإن هناك عجزاً قدره «26» مليوناً عبارة عن تكلفة التسيير بواقع مليوني جنيه في الشهر، وبما أن الزراعة والغسيل والأدوية مؤمنة ومدفوعة القيمة فإن النفرة تستهدف تغطية العجز في ماكينات الغسيل الدموي التشخيص المبكر 2008 فيما يتعلق بماكينات الغسيل كانت «220» ماكينة في عام 2008 ولكن ارتفع العدد ل «600» حتى تاريخ اليوم، «220» كانت موجودة و«200» وفرتها وزارة المالية الاتحادية و«200» تم توفيرها بواسطة جهات خيرية، ولكن مازالت هناك حاجة نحتاج ل «100» ماكينة سنوياً نسبة لازدياد عدد المرضى الذي يقدم خدماته الآن ل «5000» مريض بانتظام و«1000» حالة طارئة، وقد رفع المركز تصوراً بذلك لوزارة المالية الاتحادية العام الماضي بدلاً عن «200» تقديراً للظروف لأن ال «200» الأولى أصبح عمرها «7» سنوات وفقاً لدكتور سابق، ومن ثم تستهدف النفرة جلب ماكينات حديثة وتأهيل المراكز القائمة وتنفيذ محطات مياه. والتشخيص المبكر لذلك وضع المركز تصوراً ل «15» معملاً و«15» جهاز موجات صوتية لتغطية «15» ولاية، واقترح سابق ربط القبول بالمدارس بالكرت الصحي مثله مثل شهادة الميلاد مع الصحة المدرسية يطال التلميذ مع شهادة الميلاد كرت الصحة. وقد نفذ برنامج التشخيص المبكر بالتعاون مع وزارات الصحة بالولايات بالتعاون مع مستشفى جعفر بن عوف في جنوب دارفور، والآن تستهدف جنوب كردفان والنيل الأزرق. أيضا تحاليل زراعة الكلى تتم الآن في جهات مختلفة مما يرهق المريض المرهق أصلاً، ومن ثم تستهدف النفرة فحوصات تأسيس معمل موحد يقدم خدمة تحاليل ما قبل الزراعة، وهناك أيضاً برنامج مهم هو الوقاية من الفشل الكلوي وبالتعاون مع وزارة الصحة الاتحادية نفذ المركز ستة مراكز للمسالك البولية، في الأبيض والقضارف وكوستي وسنار وعطبرة وتبقى مركز الفاشر. تبدو الحاجة ماسة لتغيير بروتوكول علاج وزراعة الكلى الذي لا يشتمل على فحص الأجسام المضادة، وهو فحص مهم يتوقف عليه قبول جسم الزارع لكلية المتبرع أو رفضها، وقد كللت بعض العمليات بالفشل نتيجة لعدم وجود الفحص في السودان وعدم إخطاربعض الأطباء للمرضى الذين فوجئوا بعد فشل زراعتهم بما يسمى ب «الأجسام المضادة». الملاحظة التي طرحتها «الإنتباهة» كانت محل تقدير من وكيل وزارة الصحة الاتحادية د. عصام الذي لم ير بأساً في تغيير البروتوكول مطالباً الإعلام للقيام بدوره الناقد لتنبيه المسؤولين لعيوب العلاج، فليس كل عمل إعلامي هو عمل مضاد. دكتور محمد سابق قال إن البرتوكول موجود وقد وقعته جمعية أطباء الكُلى فيتم فحص تطابق الأنسجة «كروس ماتش» بين دم المريض والمتبرع ولكن تقصد «الإنتباهة» الأجسام المضادة داخل جسم المريض نفسه والتي قد تتكون لديه نتيجة عمليات نقل دم أو عمليات قيصرية سابقة. ولكن من يتحمل تكلفة عمليات الزراعة التي فشلت نتيجة لخطأ طبي خاصة وأن تكلفة الزراعة بالخارج مكلفة في ظل خطورة عملية الزراعة الثانية حسب بعض الأطباء المختصين؟ البشرى بثها دكتور محمد السابق في ذات المنبر بإلزام المستشفى الذي يشهد حالات من هذا القبيل بتحمل تكلفة العلاج والزراعة الثانية بالخارج حال ثبت الخطأ الطبي. إذن رغم جهود الدولة في توفير العلاج المجاني، فإن علاج وجراحة الكلى يحتاج ل «دفرة»، وقد شمرت وزارة الخارجية عن ساعديها، حيث أعلن السفير عمر أن سفارات السودان تنشط بتوجيه من الخارجية لاستقطاب الدعم من المنظمات الدولية وفاعلي الخير. ومن هذا المنبر نصرخ «يا بو مروووة».