يعتبر داء الفشل الكلوي من الأمراض التي انتشرت منذ سنوات بالبلاد حيث بلغ عدد المصابين بالفشل الكلوي حوالى (50 60) شخصًا فمن كل مليون شخص بالعالم يشكون من الفشل الكلوي النهائي الذي يحتاج إلى عملية غسيل أو عملية نقل كلى وعدد المصابين بالبلاد يقدَّر ب حوالى «4500» حالة غير أن معاناة المرضى لم تتوقف عند هذا الحد بحيث تظاهر عددٌ من مرضى الفشل الكلوي قبل أيام أمام مستشفى مدني لتوقف أجهزة الغسيل وارتفاع تكاليف العلاج، وافترش عددٌ منهم شارع الأسفلت محتجين على توقف عمليات الغسيل الكلوي بالمركز وعدم تدخل السلطات الصحية لحل أزمتهم، وكشف تقرير للمركز القومي لأمراض الكلى عن تزايد عدد المرضى إذ ارتفع من عام «2011» حيث كان يبلغ عددهم بالولاية حوالى «2700» وبالولايات «1800» مريض بزيادة «13%».. لبحث معاناة المرضى (الإنتباهة) انتقلت إلى عدد من مراكز الفشل الكلوي بالولاية والتقت عددًا من مرضى الفشل الكلوي فإلى إفاداتهم: أمل محمد إسماعيل علة التشخيص من داخل مركز الدكتورة سلمى ابتدرت آمال حسن أحمد «الأمين العام لجمعية مرضى الكلى بالمركز» حديثها قائلة: ظهرت مبادئ المرض عندها منذ عام «2000م» واستفحل في عام «2003م»، وأضافت آمال أنها منذ بداية المرض كانت محافظة «3» سنوات وفي نهاية عام «2003م» قامت بزراعة كلى، غير أنها حدث لها فشل في عام «2006م»، ومضت آمال قائلة: منذ ذلك الوقت وهي تغسل في مركز الدكتورة سلمى، وعن معاناتها مع الغسيل تقول آمال: إن الغسيل في بعض الأحيان يكون متوفرًا غير أنه أحيانًا يحدث شح في المواد التي يتم بها الغسيل، وأوضحت أن عدد الغسيل ثلاث غسلات في الأسبوع، وأنه مجاني بالمركز ولكن العلاج يدفعه المريض من حر ماله والعلاج في الشهر يبلغ «400» جنيه وزيادة، وعن الغسيل تقول آمال في بدايته تكون هنالك صعوبة نفسية ومادية والمصاب بالفشل الكلوي في بداية الغسيل ينظر إلى الحياة بمنظار أسود وكأنها توقفت، وأكدت آمال أن اختلاف الأطباء في التشخيص له أثر نفسي على المريض ويؤخر العلاج، في ذهبت إلى «50» طبيبًا لتشخيص مرضها كما ذهبت إلى خارج البلاد غير أنها في نهاية الأمر نصحها عددٌ من الأطباء بالغسيل وعن الساعات التي يقضيها مريض الفشل الكلوي في الغسيل تقول آمال إن عددها «4» ساعات تقوم فيها بقراءة القرآن والتسبيح وتصفح الجريدة، وأكدت آمال أن مرضها لم يحرمها من أداء مهنتها في العمل وكمربية. معاناة دائمة أما رحاب صالح مصابة بالمرض «والمساعد المالي لجمعية زارعي الكلي بمركز دكتورة سلمى» فتقول إنها من متعايشي المرض منذ «9» سنوات تعاني من المرض وأن الجمعية قامت بغرض مساعدة المرضى في تفاصيل حياتهم اليومية وذلك بعمل مشروعات صغيرة للمريض ومضت رحاب تحكي معاناة مرضى الكلى، وتقول إن كثيرًا من مصابي الفشل الكلوي قاموا بفصلهم من الوظائف مطالبة الجهات المسؤولة والخيرين بتوفير وظائف لمرضى الفشل الكلوي كما طالبت رحاب بضرورة تسهيل أمر المتبرعين وذلك لأن كثيرًا من المرضى يجدون متبرعين غير أن إجراءات الفحوصات الطويلة والمعقدة تجعل المتبرع ييأس من التبرع واشتكت رحاب من غلاء أسعار العلاج بالمستشفيات حتى بالتأمين. ناقوس الخطر «الطبيب العمومي بمركز الوالدين لأمراض الفشل الكلوي» مروان عبد الرحيم محمد قرع ناقوس الخطر وقال: إن مرض الكلى في البلاد يحتاج لوقفة ودراسة؛ لأن المرض في تزايد، وإن أعمار المرضى الذين يأتون للغسيل بالمركز تتراوح ما بين «2040» سنة، وعن تزايد عدد المرضى يقول مروان: إن سبب تزايد عدد المرضى إغلاق عدد من مراكز الغسيل بالعاصمة، وإن الحل يكمُن في زيادة طردية لعدد مراكز غسيل الكلى وفتح عدد من المراكز التي تم قفلها مثل مركز كليو باترا في العمارات ومركز زين، أما فيما يتعلق بالدعم فيقول دكتور مروان لا بد من عمل دراسة لأسباب زيادة الفشل الكلوي على مستوى الدولة وأن مرضى الفشل الكلوي يحتاجون إلى دعم من كل المجتمع من الأسر والمجتمع وفي الشارع والدولة والأطباء والدعم يكون معنويًا أكثر كونه ماديًا والمركز يضم حوالى خمسة أطباء وكل طبيب يباشر عمله يومين في الأسبوع وأن المركز يضم «45» مريضًا و«15» ماكينة تعمل ثلاث ورديات وأن الوردية الواحدة «4» ساعات وذكر أن مرض السكر الذي يؤدي إلى ضمور الكلى أحد أسباب الإصابة بالمرض بجانب عدم شرب المياه بكثرة، وكان مدير المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى الدكتور محمد السابق قال في المؤتمر خلال منتدى توطين العلاج بالداخل الذي عُقد مؤخرًا إن مرضى الكلى بالسودان عددهم «4500» مريض بزيادة بلغة «13%»، وبلغ عددهم بالولاية الخرطوم لعام «2011م» حوالى «2700» مريض وأن عددهم بالولايات «1800» مريض وأن نسبة المرضى «150» شخصًا في المليون مقارنة ب «500» مليون في دولة مصر، مؤكدًا أن المركز قطع شوطًا كبيرًا في توطين العلاج بالسودان، والآن يعمل على توطين العلاج بالسودان، مشيرًا إلى أن الذين أجريت لهم عمليات زراعة الكلى يقدر «1581» مريضًا وأن «107» عملية داخل السودان «92» خارج السودان. الإدارة تترافع في السودان حوالى «4.500» مريض و«1.500» زارع كلى، ووزارة المالية التزمت تجاه مرضى الكلى، وأن المركز استلم الميزانية بنسبة «100%»، وأن عدد المراكز كان حوالى «29» مركزًا، أصبحت «49» مركزًا عامًا، وشملت كل ولايات السودان، واستلموا من وزارة المالية هذا العام ميزانية الأدوية كاملة والتي بلغت «44» مليون جنيه لتوفير مستهلكات الغسيل الدموي والديلز، وتوفير أدوية زراعة الكلى ودفع تكلفة عمليات زراعة الكلى، بالإضافة إلى أن كل هذه الميزانيات وجهت لعلاج المرضى، ولا يمكن أن يشتكي المريض من عدم وجود مستهلكات غسيل أو أدوية زراعة، وبعض الأدوية ليست من ضمن ميزانية المركز القومي للكلى غير أنه يتم توفيرها للمريض عن طريق التأمين الصحي، أو أن يقوم المريض بشرائها بنفسه وهذه تشمل (هرمون الارثلي بورتين وحبوب الكاديم ) وغيرها من الأدوية، وبالتعاون مع وزارة الصحة بالولايات نقوم بتدريب الكوادر من أطباء وتقنيي التمريض ومهندسي الأجهزة الطبية، تدريبًا جيدًا قبل تشغيل المركز، كما فتحنا مراكز في دارفور والنيل الأزرق وغيرهما من أنحاء السودان وهي تعمل بصورة جيدة؛ نسبة لأن الكوادر مدربة تدريبًا عالي المستوى، مشيرًا إلى أنه من أسباب استقرار المراكز في الولايات توفير مستهلكات الغسيل لكل المراكز ولكل المرضى في السودان، كما أن وزارة المالية الاتحادية تدعم المركز دعمًا شهريًا ثابتًا مقابل نفقات الكهرباء والمياه ونفقات العاملين من مصروفات التمويل المعروفة، كما أن الأجهزة والمعدات بالمراكز يتم اختيارها بواسطة المركز القومي الكلى، كما نقوم باختيار النوعيات الجيدة والتي يسهل على الكوادر المدربة التعامل معها.. وعدد الماكينات كان قبل ثلاث سنوات «200» ماكينة غسيل، الآن عندنا حوالى «600» ماكينة غسيل، ومحطات المعالجة كانت عندنا «22» محطة معالجة مياه حاليًا عندنا قرابة «49» محطة معالجة مياه وكل العمل الهندسي يحتاج لمطهرات ومعقمات وزيارة دورية وأملاح كل تلك المستهلكات نحن نقوم بتوفيرها.. ويمضى د. محمد السابق قائلاً: إن ميزانية المركز في العام حوالى «70» مليونًا بخلاف التنمية وخلاف مديونيات المركز الخاصة، مؤكدًا أنها كافية في حدود إمكانية البلد والميزانية المتاحة لوزارة الصحة، مضيفًا أن نصيبهم من الميزانية كبير مقارنة بالأقسام الأخرى وهذا بسبب الالتزام السياسي من النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، مشيرًا إلى أن مهمة المركز توفير الخدمة في الولاية المحددة ولكن من حق المريض العلاج في أي مكان والمطلوب من المركز توفير الخدمة في الولاية أو المحلية لكي تجذب المريض ويقتنع بالخدمة التي تُقدَّم له، مؤكدًا أن من اهتماماتهم الكبيرة توطين العلاج داخل البلاد وذلك نسبة لتقليل معاناة المرضى في السفر إلى الخارج وتوفير العملات الأجنبية للاستفادة منها في توفير الأجهزة والمعدات والأدوية.