الهلالية من أهم وأقدم المدن بمحلية شرق الجزيرة التي عرفت من خلال خلاوي الشيخ المرين ورجل البر الإحسان/بابكر الأمين المشرف الذي سميت مستشفى الهلالية باسمه عرفاناً بما قدمه للمنطقة من خدمات في مجال الصحة والتعليم. ولكن حال المستشفى هذا أصبح لا يسرّ بل يشكِّل واقعاً مريراً في ظل تدني الخدمات الصحية (الإنتباهة) زارت المستشفى ونقلت صورة واقعية من هناك، فالمستشفى أقرب إلى المركز الصحي معظم العنابر خالية ومراتبها مليئة بالأتربة والأوساخ وحتى عنبر النساء والتوليد الذي أقامته منظمة البر والتواصل تصدَّع، وفشلت منظمات المجتمع المدني بالهلالية ووزارة الصحة في تكملة بقية المبنى.. أما الصهريج فهو الآخر معطل لتغييب المياه والخضرة مما ينشر الكآبة داخل هذه المؤسسة الصحية كما أن قسم الأشعة يفتقر إلى وجود التقني المتخصص في الوقت الذي يعمل فيه تقنيو الأشعة بمستشفى مدني لمدة ساعتين لفائض عددهم.. أما كرسي عيادة الأسنان الذي تبرَّع به أبناء الهلالية في دول المهجر فهو موجود ومهمل منذ أكثر من ثلاث سنوات لعدم وجود فني بل لم يخرج من صندوقه الذي جاء فيه من المطار. المواطن محمد الطيب الجاك الذي جاء مرافقًا لزوجته في حالة وضوع قال ل (الإنتباهة) إن المستشفى يفتقر إلى وجود الاختصاصي كما أن أبسط العمليات يتم تحويلها إلى مستشفى الحصاحيصا ورفاعة ويوجد به طبيب عمومي وطبيبة امتياز من أبناء المنطقة أجبرتهم الظروف الأسرية على البقاء بالهلالية، إضافة إلى طبيبة خدمة وطنية ويعاني المستشفى نقصًا حادًا في الكوادر الطبية المساعدة.. أما النفايات الطبية داخل المستشفى فيتم حرقها بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً حتى لا ثؤثر رائحتها في صحة المواطنين. كما تحدّث محضر العمليات بالمستشفى وقال إنهم يقومون بعملهم خدمة لأهلهم من خلال إجراء عمليات الولادة القيصرية لاعتبارات إنسانية، أما عمليات البواسير والفتاق والكيس الدهني فيتم تحويلها لعدم وجود اختصاصي جراحة.. في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة عن تحويل مستشفى الهلالية إلى تعليمي. والسؤال الذي طرحه المواطنون للسيد والي الجزيرة هل تفقدت هذه المؤسسات الصحية في محليات الولاية بعيداً عن الزيارات الاحتفائية؟ ألا يستحق هذا الواقع مراجعة أداء القائمين بهذه المؤسسات فلا يُعقل أن يكون هنالك مدير عام لوزارة الصحة أكثر من 19 عامًا وهل أصبح هذا المنصب في إطار الموازنات السياسية أم أن صحة المواطن أصبحت في مقام واقع مشروع الجزيرة؟. وتشير الحقائق إلى أن مستشفى الهلالية يخدم أكثر من 40 قرية علمًا أنه يقع بالقرب من طريق الشرق الذي أصبحت تسير عليه البصات السفرية القادمة من القضارف ومدني إلى الخرطوم الأمر الذي يحتم ضرورة وجود مستشفى مؤهل ومكتمل في المنطقة خصوصًا يستوعب الحوادث الطارئة.. والمواطنون طرحوا أسئلتهم للسيد وزير الصحة بالولاية.. أين قرارات توزيع الاختصاصيين على مستشفيات الولاية؟ لماذا التكدس في مدني وتعاني مستشفيات المناقل والهلالية تردي الخدمات وانعدام الاختصاصيين؟ المتابعات تؤكد تراجعًا كبيرًا في الخدمات الصحية بالولاية.