اللواء فضل الله برمة: نتوقع تدخلاً من أمريكا وغيرها طالما هناك حركات تحمل السلاح..الفريق أول ركن محمد محمود جامع: الهدف من ذلك تقسيم السودان إلى دويلات..اللواء ركن أرباب: قطاع الشمال أقوى الكروت للضغط على الخرطوم استطلاع: عبد الله عبد الرحيم - فتحية موسى تسلمت الحركة الشعبية قطاع الشمال «12» مليون دولار دعماً من واشنطن للتنظيم، من جملة «24» مليون دولار تسلمها الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم لدعم إقامة المؤتمر الاستثنائي للحركة الشعبية بدولة الجنوب. وسلمت جوبا المبلغ المخصَّص لقيادات القطاع بمدينة جوبا الأسبوع الماضي، في وقت تم فيه تأجيل قيام المؤتمر الاستثنائي للحركة الذي كان مقررًا إقامته أمس، مما يعد ذلك انتهاكاً وتدخلاً سافراً لإجهاض ما وقع أخيراً بأديس بين السودان ودولة الجنوب، وفك الارتباط بين القطاع وحكومة الجنوب. «الإنتباهة» وضعت هذا الحدث على طاولة الخبراء العسكريين وخرجت منهم بالإفادات التالية: البحث عن الكروت يرى الخبير العسكري اللواء ركن عبد الرحمن أرباب مرسال أننا يجب أن نسأل أنفسنا من أين يتحصل قطاع الشمال على الأموال لأعماله العسكرية والسياسية وتحركاته وغيرها في السابق، ومن أين يأتي بها؟ فإذا قلنا إنه يأتي بها من الجنوب، فإن الجنوب لا يستطيع أن يدفع تلك الأموال!! وإذا قلنا إنه يعتمد على إمكانياته فهو محاصر وليست له إمكانيات؟! إذاً، لا بد من أن تكون هناك جهة تدعمه، وبالواضح هي أمريكا والاتحاد الأوربي وإسرائيل.. أما الدعم الأخير هذا الذي ظهر مع اتفاق المصفوفة وتنفيذها ومع تلك الأجواء المتفائلة، فهذا هو عين الذي حدث مع الحركة الشعبية الأم عقب التوقيع على اتفاق السلام الشامل، كانت تُدعم بقوة في الجوانب المالية واللوجستية من نفس الجهات.. وبرأيي أن اتفاق أديس لا يعني لأمريكا انتهاء الكروت، بل يعني أنه لا بد من وجود كروت قوية، والكرت الأقوى الآن هو قطاع الشمال، وبالتالي مواصلة الدعم ليس فيه مفاجأة، بل المفاجأة في توقف الدعم إذا حصل. فهذا هو أسلوب أمريكا.. الجزرة والعصا.. ومعك وضدك، وسياسة الإمساك بخيوط القضايا تحت وميض الرماد، ويجب علينا أن لا نسرف في التفاؤل ولا نتشاءم، بل نستصحب كل المعطيات الإيجابية والسلبية. ويؤكد أرباب أن قطاع الشمال ظل يعمل بإستراتيجية واضحة بالتواصل مع الجهات التي تعادي الحكومة، وتعمل على عكننة أجوائها، وأمريكا تقوم بدعم القطاع ليرغم الحكومة على تلبية أجندة القطاع التي هي أيضاً أجندة أمريكية في الآخر، وتريد واشنطن من ذلك أن تضع قدماً في المنطقة التي يلعب السودان فيها دوراً إستراتيجياً كبيراً حسب نظرة الولاياتالمتحدة له من موقعه المميز، ولا تستطيع هي أن تنفذ إستراتيجيتها إلا بعد رضوخ الخرطوم، وفي ذلك تقوم أمريكا بدعم القطاع لتنفيذ هذه الإستراتيجية. الموقع المميز سبب التربص ولكن الخبير الأمني العميد «م» الأمين الحسن يرى أن ما تقوم به واشنطن مخطط ليس وليد صدفة، فهي تنفذ إستراتيجية معلومة لكل المتابعين في إطار سياستها الخارجية القائمة على تقسيم العالم لمصالحها الخاصة وفق خريطة محددة، تهدف أيضاً من خلالها إلى تحقيق حد أقصى في الأمن القومي الأمريكي. وقد أشارت أمريكا لذلك من خلال قواعدها العسكرية المبنية خارج الأراضي الأمريكية. ويضيف الحسن أن واشنطن ترى أن قطاع الشمال يمكن أن يكون المدخل الجديد للسودان البلد المؤثر في القرن الإفريقي بموقعه المميز والإستراتيجي. وقال في السابق كانت الحركة الشعبية الأم تلعب هذا الدور ولكن بانفصال الجنوب أصبح كرت الحركة الشعبية محصوراً ولا تستطيع أمريكا استخدامه، لأن ذلك يقع تحت طائلة القانون باعتبار أنه تعدٍ سافر في شؤون دولة أخرى إذا ما تم. وقال ما يؤكد تورط القطاع في تنفيذ أجندة الولاياتالمتحدة في المنطقة، ذهاب عرمان في أكثر من جولة لواشنطن بغرض تلقي الدعم الذي أفصحت عنه وسائل الإعلام المختلفة، إضافة إلى التنسيق بين أعمال القطاع وإستراتيجية الإدارة الأمريكية في المنطقة بناء على تحركات القطاع. وقال أمين مؤكداً، إن أمريكا لا يهمها مصلحة السودان وأمنه بقدر ما يهمها مصالحها وبناء إستراتيجيتها الأمنية. أولوية الحوار ولكن اللواء فضل الله برمة ناصر وزير الدفاع السابق يرى أن عملية الدعم هذه شيء بديهي، لأن هناك جهات كثيرة لها تقاطعات مع الحكومة ويهمها أن لا ترتاح هذه الحكومة، ولذلك تقوم بهذا الدعم. والكلام عن الدعم بهذه الصورة لا يفيدنا في وجهة نظري، ولكن ما يفيدنا هو أن نجلس لهذه الحركة أو غيرها من التي تحمل السلاح حتى نستطيع أن نضع حداً لكل الجهات التي ظلت تتربص بنا على الدوام، ومن مدخل أن الباب البجيب الريح سدو واستريح. يجب على المسؤولين أن يسارعوا الخطى ويتركوا العناد ويسمعوا ماذا يريد هؤلاء الخارجون، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي تحيدنا عن تربص المتربصين. ولطالما أننا جلسنا مع الجنوب الدولة الخارجة، فلماذا لا نجلس مع قطاع الشمال وغيره من حركات دارفور، يجب أن نكون عقلانيين ونأخذ العظات والعبر للتصدي لهذه القضايا التي ألحقت بنا الضرر وغيره، وذلك لمصلحة السودان. فالنقاش مع القطاع أولوية ومع الحركات المسلحة أولوية قبل الحوار مع الجنوب، وطول ما هناك حركات مسلحة تحمل السلاح نتوقع لها الدعم من أمريكا وغيرها، لذلك حل قضايانا الداخلية أولوية، فهي تساعد على حل قضايانا الخارجية. إستراتيجية الولاياتالمتحدة وأشار اللواء «م» محمد العباس الخبير العسكري من خلال حديثه ل «الإنتباهة» إلى أن دعم قطاع الشمال يأتي لأسباب إستراتيجية تخص الولاياتالمتحدة لإجهاض النظام السوداني خاصة الحركة، حتى عندما كانت تتحدث الولاياتالمتحدة عن السودان الموحد كان يراد أن لا تحكمه الحركة الإسلامية. سودان علماني بالتالي نجد أنه هدف وإستراتيجية واضحة فى نهجها سابقاً وليس الآن سواء كان بالدعم المادي أو الدعم العسكري، كل ذلك ينصب في قائمة الدعم من أجل إجهاض الإسلام في السودان. وقد نلمح ذلك واضحاً سابقاً وليس الآن منذ عهد الرئيس جعفر نميري عام 83 وإعلان تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان عندها وقفت الولاياتالمتحدة ضد هذا القرار ومانعت بقوة، وقامت بدعم الحركة الشعبية بالمال والسلاح وحتى هذا الحين لم تغير إستراتيجيتها نحو السودان إلى يومنا هذا، ونتوقع المزيد من الدعومات وفى شتى المجالات. هدف واشنطن تقسيم السودان إلى دويلات وألمح الخبير العسكري الفريق أول ركن محمد محمود جامع فى تصريح ل «الإنتباهة» عن توقيت هذا الدعم في ظل الاتفاقيات الموقعة مع دولة الجنوب، في الأصل لا تخرج من المشورة والنفس القريب، الإسفاف المباشر الذى أتى به الجنوبيون لأنهم لا يملكون أنفسهم، لذلك نجد واشنطن تدعمهم، ولا شك أن الاتفاقية الموقعة فى أديس حتى لو نُفذت لا تجني الثمرة المرجوة. وهناك تناقض واضح، وإذا نظرنا إلى المشهد البعيد للولايات المتحدة في المرحلة الراهنة والغرض منه هو إضعاف السودان وسيرته تماماً، إضافة إلى تقسيمه لدويلات صغيرة، ومن ثم يأتي دور الوصاية الجبرية على السودان. مُخطط مدروس يُحاك ضد السودان المحلل السياسي فتح الرحمن السيد أوضح ل «الإنتباهة» خلفية الولاياتالمتحدة عن السودان ومعاداتهم للإسلام والمسلمين. ثانياً وبما أن قطاع الشمال أشواقهم تلاقت مع واشنطن وهم بدورهم في سعي ولهث لتنفيذ أجندتهم المعلنة والخفية دون تردد، لذلك يأتي هذا الدعم. والملاحظ أن باقان أموم كثيراً ما يلجأ لهم فى كل صغيرة وكبيرة. مؤكداً أن ما يجري مخطط مدروس يحاك ضد السودان بمساعدة ومساندة الولاياتالمتحدة، وفي الوقت نفسه يهدف إلى عرقلة سير الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين، ولا يفوتنا أن نذكر أن الجنوب أحوج ما يكون لضخ نفطه من السودان حتى يتعافى اقتصادياً. ما خُفي أعظم وفي السياق ذاته يشير خبير عسكري فضل عدم ذكر اسمه من خلال حديثه ل «الإنتباهة» يمكننا تلخيص ما تم نشره اليوم بصدد دعم قطاع الشمال بمبلغ «12» مليون دولار قائلاً: هذا ظاهرياً فقط، وما خفي أعظم، الولاياتالمتحدة دأبت على تقديم العتاد العسكري للجنوب أكثر من كونه مادياً. والهدف هو تقوية قطاع الشمال وتحقيق الانتصار فى جبال النوبة والنيل الأزرق. وقطاع الشمال يحرص كثيراً على تقوية موقفه وتنشيط عملياته بصدد هزيمة الجيش السوداني، ومع ذلك واشنطن تستمر فى دعمهم ولا تخفي ذلك، بل تجاه