في كل يوم نتصفح فيه الصحف نجد في مقدمة أخبارها أن شخصية عالمية كبيرة مؤثرة إما أن تكون قد أسلمت أو هي تبحث وتقرأ بإعجاب مدهش القرآن العظيم، حتى الذين يناصبون الإسلام العداء منهم من اهتدى ومن آمن، ومنهم من لم يحظ بالسعادة، ولكن لم يخف إعجابه. وفي بداية عهد الرسالة السماوية كان هنالك من امثال هؤلاء الوليد بن المغيرة حين استمع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ: «حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير» «1 3 غافر».. فانطلق حتى أتى مجلس قومه فقال: «والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الأنس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وأن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو ولا يعلى عليه». فقالت قريش صبأ والله الوليد. بل إن نفراً من الجن استمعوا للقرآن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً». وانطلقوا إلى قومهم منذرين ومبشرين. وسيظل القرآن هو المعجزة والإعجاز إلى يوم الدين وهو غني عن التعريف. واليوم صفحة المفاكهات ب «الإنتباهة» تزدان بركة وتزهو بهجة بهذه الكوكبة من أهل القرآن ومحبيه، ونسعد بأن نقدمها والصحيفة تحتفي بتفوقها. ونحن نستشرف العطلة الصيفية لأبنائنا وبناتنا من طلبة العلم. بمكتب الباشمهندس يوسف التوم بالخرطوم كانت لنا جلسة طيبة.. كان في مقدمتها الدكتور حسن عوض السيد نائب رئيس اللجنة العليا لجمعية القرآن الكريم بمحلية شرق النيل، والأستاذ الطيب دفع الله الخليفة كرار أمين الجمعية بالمحلية، والشيخ عمر عبد الرحيم أمين التخطيط، والباشمهندس يوسف التوم عضو اللجنة العليا، والأستاذ سر الختم إسماعيل آدم من أمانة التعليم والإعلام. وجمعية القرآن الكريم بمحلية شرق النيل هي جمعية طوعية شعبية انشئت عام 1409ه الموافق فبراير 1989م. ويرأس هذه الجمعية الدكتور تاج الدين الزين صغيرون. ونتعرض لبعض ملامح الجمعية وأهدافها وبرامجها في سياق هذه السياحة المباركة. لكن دعونا في البدء نبدأ بهذا الاحساس المشوب بالعرفان والتقديرلإمامنا وشيخنا الخليفة الطيب الجد خليفة الشيخ ود بدر ورئيس المجلس الاستشاري للجمعية وكذلك قيادة اللجنة العليا متمثلة في الدكتور تاج الدين الزين صغيرون. يقول الدكتور حسن عوض السيد في تعريفه للجمعية: «محلية شرق النيل هي محلية القرآن واللوح والدواية والشرافة والحيران ونار القرآن.. وهذا الذي يميزها على غيرها، ولا نزكي أنفسنا على الله، والشاهد أن هنالك أرثاً كبيراً وجدناه من المسايد والخلاوي ودور التحفيظ.. وهذه الخلاوي والمسايد ظلت تخرج أرتالاً من الحفظة للقرآن الكريم انتشروا في السودان وخارجه. ويضيف الدكتور: كذلك كان الاهتمام الأخص بالنشء في مرحلتي الأساس والثانوي، فكان مشروع العمل الصيفي الذي يغطي 9 قطاعات داخل المحلية ويستوعب 12600 طالب وطالبة موزعين على 108 مراكز. وسألت الدكتور حسن عن الأهداف من وراء هذا المشروع فأجاب: أولاً تصحيح قراءة المنهج، فإن من القواعد الذهبية القراءة الصحيحة، فهي ايضاً مقدمة على الحفظ، ذلك أن الذين يقومون بالتحفيظ أئمة مجازون. وفي مجال التحفيظ والجوانب الإدارية عرف الاستاذ الطيب دفع الله الجمعية تعريفاً موسعاً والقى الضوء على أهم ملامح الخطط والبرامج نلخصها لضيق المجال في ما يلي: هناك اكثر من تسعة قطاعات يستهدفها المشروع، منها الحاج يوسف شرق ووسط وغرب وشرق النيل «الجريفات وأم دوم ووادي سوبا وود ابو صالح والعيلفون وام ضواً بان والعسيلات» وأخرى نسعى ليشملها المدى الاداري مثل ود حسونة وأبو دليق. ويقوم المشروع على مناشط أساسية أهمها: 1/ حلقات التلاوة التعليمية. 2/ حلقات التلاوة الدورية. 3/ حلقات التحفيظ. 4/ جلسات الاستماع. 5/ الختمات القرآنية. 6/ الأيام القرآنية والأسابيع القرآنية. كما أن هنالك برامج مفصلة للمشروعات القرآنية التي تنقسم لخمسة مشروعات أساسية، وتحدد الفترة الزمنية ومدة الدراسة والتحفيظ لمختلف المستويات. ويمكن الاطلاع عليها من مكاتب الإدارة، لكن ما هي أهم تلك المشروعات؟ يقول الأستاذ الطيب: هي خمسة مشروعات منها مشروع المتُقِن لتصحيح وتحفيظ القراءة في أربع سنوات ونصف السنة بمعاني المفردات ونستهدف الناشئين والناشئات رجالاً ونساء، وعندنا منها 11 مركزاً وأي مركز 4 حلقات. ومن ميزاته أنه كل عام يعقد امتحاناً في ربع القرآن.. وهو الآن في بدايته. وهنالك أيضاً مشروع المسجد النموذجي وبه مركز واحد يدرس برواية الدوري الذي يوجد في القادسية، والآن به حلقة ناشئين وعمره ثلاث سنوات ونصف السنة، ويحفظ في مدة اربع سنوات ونصف السنة للقراءة كاملاً. ومجموعة الدارسين حوالى 80 دارساً، وهنالك أيضاً كرسي التفسير «متوقف الآن» كما أن هناك مشروع الغرس الطيب يندرج تحت ثلاث مراحل: «البذرة والسنبلة الرفعة»، وهذا يستهدف الأميين رجالاً ونساءً. ويعتمد هذا المشروع على التلقين المباشر. وهنالك أيضاً مشروع «أبي بن كعب» وهو مقترح يستهدف الشرائح المتعلمة، وهو نظام مفتوح على مدار اليوم. وأخيراً وليس آخراً. واضح عزيزي القارئ أن هنالك جهداً إدارياً لاستيعاب كل فصائل المجتمع على مختلف المستويات والأعمار في رحاب القرآن الكريم كتاب الله .. الذي هو حياتنا وسر سعادتنا في الدنيا والآخرة. كان الحديث والحوار ثراً وطيباً لم نوفه حقه لضيق المجال.. وإنما لإلقاء الضوء على ذلك النشاط.. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل كل ذلك عملاً خالصاً لوجهه الكريم. لا ننسى أن نشيد بالجهد الذي يبذله الدكتور عمار حامد سليمان معتمد شرق النيل لرعايته الكريمة لمشروعات الجمعية. وإن أردتم ان تستمعوا وتنهلوا من فيض البركات ومتعة الاحتفالات، فأنتم مدعوون للأسبوع القرآني الأول القادم بالحاج يوسف وسط في الفترة من 30/3 4/4/2013م الذي تتخلله محاضرات وجلسات استماع ومسابقات وتحفيز وجوائز ومخيم ليوم علاجي بالتعاون مع منظمة العشم الخيرية وبالتنسيق مع لجنة مربع «8» امتداد الحاج يوسف.