الانتظار تمرين ذهنى مربوط بالزمن الحاضر القريب غالباً، ويتجاوزه أحياناً الى الزمن البعيد قليلاً، حيث يبقى أملاً وترقباً، وما أصعب الانتظار وما أقسى لحظاته عندما تكون بين نعم ولا انتظاراً للسعادة وانتظاراً للأمان، وبالتالى يعتبر رياضة روحيّة لا بدّ من ممارستها، ويختلف الانتظار كفعل سلوكى يقوم به الانسان لتحقيق معلوم عن التوقع والتكهن والتخمين الذى قد لا يتحقق «أحوال الطقس». قد يكون الانتظار مملاً وقد يكون ممتعاً لانه مربوط بالاشواق والتوق لمعانقة المنتظر، وقد يكون قصيراً جداً.. انتظر ثواني لتلقي رد مهم او انتظر دقائق لمقابلة شخصية او استلام رسالة او طرد او هدية. وقد يكون الانتظار لساعات فى انتظار الطائرة التى تأخر اقلاعها او صولها، وقد يكون الانتظار لايام معدودات حتى يتحقق المنتظر أياً كان. وقد يكون الانتظار طويلاً يستغرق شهوراً او سنوات ولكنه سيتحقق «الدراسة والتعليم». للانتظار شكلان انتظار فردى شخصى يقوم به الانسان حسب اتجاهات الانتظار على شاكلة انتظار عودة الاب من العمل او انتظار اعداد وجبة العشاء، وهناك انتظار جماعى يقوم به الناس فى لحظة واحدة مثل انتظار عودة التيار الكهربائى. الانتظار تضيق وتتوسع فترته الزمنية حسب موضوعه، فهناك انتظار قصير لثوانٍ حينما تنتظر رقما هاتفيا على الجوال، وهناك انتظار متوسط يستغرق دقائق ريثما يصل الترحيل او وسيلة المواصلات، وهنالك انتظار طويل يستغرق أياماً واسابيع وشهوراً.. الخ. ويقوم بتنفيذ الانتظار ثلاث طوائف من المنتظرين، مجموعة تقوم بمهن ووظائف وحرف بالقطاعين العام الحكومى والخاص الاهلى، ومجموعة مازالت تدرس «طلبة وتلاميذ»، ومجموعة تخرجت وتنتظر التوظيف. ومحتوى اى انتظار لا بد ان يكون فى انتظار نتائج او شخصيات او مواعيد أو فى انتظار فكرة وردود افعال «مكالمات» او انتظار مواسم «زواج حصاد خريف صيف» او فى انتظار بدايات «حفل، مباراة، مسرحية، فيلم، اجتماع مؤتمر ومسلسل»، او انتظار التغيير والانفراج فى العلاقات «انتظار سياسى» «في انتظار غودو كتبها الكاتب الآيرلندي صمويل بيكيت». وتدور حول رجلين يدعيان «فلاديمير» و «استراغون» ينتظران شخصا يدعى «غودو». وأثارت هذه الشخصية مع الحبكة القصصية الكثير من التحليل والجدل حول المعنى المبطن لأحداثها. وحازت على تقييم أهم عمل مسرحي في القرن العشرين باللغة الإنجليزية. وهناك مسرحية سودانية «فى انتظار البترول» عرضت فى مطلع الثمانينيات من القرن الماضى تعبر عن انتظار جماعى لانتاج البترول وما سيحدثه من نقلة اقتصادية واجتماعية . وأخيراً الانتظار حالة نفسية تترقب وتتطلع وتتشوق لموضوع الانتظار أياً كان، وهو بالتالى فعل سلوكى نفسى يتصف به معظم السودانيين لأنهم دائماً فى انتظار، ويضعون انفسهم فى هذه الحالة الانتظارية، مما يعنى بعبارة اخرى هدراً للوقت باستمرار، ولذلك يحسون بأن الزمن يجرى بسرعة. وكما قال الفنان حمد الريح: «فى انتظار عينيك كملت الصبر كلو».