حملت نفيسة اوراقها واتجهت نحو لجنة الاختيار بعد سماعها للاعلان المتكرر على فضائية بعينها.. نفضت الغبار عن الملف الذي وضعته باكية اخر مرة منذ ان ذهبت هناك للتقديم قبل ستة اشهر وسقطت ارضًا بسبب الزحام والاختناق والغضب، وقفت في زحام المركبات العامة حتى جلست الشمس في كبد السماء فحنت لحالها حافلة متهالكة حملتها على متنها الى حيث نزلت امام اللجنة، ودلفت من امام المدخل فاوقفها مسؤول الامن بالباب اخبرته عن وجهتها فطلب اوراقها وتفحصها كأنه رئيس لجنة المعاينة قبل ان يحاول اثناءها عن الدخول بشتى السبل! دخلت ويحدوها امل ان تجد نفسها امام ورقة بها اسمها ضمن مجموعة من اصحاب الوجوه المرهقة حولها معظمهم سئم من اخذ اجرة الحافلة من والده او شقيقته الصغرى، وقفت في الشباك وجدت الرجل منشغلاً بحديث جانبي مع آخر جواره دون ان يرد على سؤالها المتكرر عن اين تقدم اوراقها فجأة نظر اليها بشراسة وهو يقول امشي قدمي عبر موقع اللجنة الإلكتروني جاوبته باندهاش التقديم عبر الاصول من الشهادات فكيف يكون عبر الموقع جاء مسؤول الأمن يلحق بها متحفزًا وهو يقول: اسمعي يابت اطلعي برة فوجئت للاجابة واعترضت، وجدت نفسها خارج اللجنة تحمل ملف شهاداتها ومعه دمعة سائلة وغصة حزينة منعتها من الأكل طوال اليوم. *ملحوظة: قصة واقعية «100%» فمن يحاسب من؟