** لو كان عمنا وشاعرنا الكبير ورائد التعليق الرياضي في بلادنا الأستاذ الراحل طه حمدتو حياً لوافقني على استعارة عنوان ومطلع قصيدته الخالدة التي أبدع في أدائها وتلحينها الفنان الخالد الراحل أحمد المصطفى لتكون اليتيم القلبو رادو بدلاً من الوسيم القلب رادو .. وسيُقبل الأستاذان على هذه الاستعارة رغم أن العمر لم يصل بهما ليريا منتخب السودان يتيماً لا يجد من يهتم به ولا يجد من يمسح رأسه حتى ينال الأجر من الله. ** يتيمنا يتيم الأب وهو الاتحاد العام ويتيم الأم وهي الوزارة المعنية ولم يكتفِ الأب والأم بتجاهل وليدهما وتركه بل لم يحاولا حتى مجرد محاولة أن يجداً وصياً على هذا اليتيم ولم يخجلا وهما يقدمان جوازات سفرهما لمرافقة اليتيم وهل يعلمان أن سفر الجفا في كل مرة هو سفر الخسارة والخذلان ولكن لا أحد يهتم ويسألان عن الرحلة القادمة حتى يستعد صاحب الحظ للمرافقة خسر اليتيم بالأربعة النظيفة في غانا والتي كانت في زمن مضى نكسبها ونفوز بكأس البطولة وفي زمن آخر أغرب نفشل في الفوز علينا وتخرج في أرضها بتعادل أسعدهم أكثر مما أسعدنا ولكن اليوم تبدل الحال فقد صار السودان يقدم للبشرية تجارب جديدة وهي أن تسافر لتلاقي منتخباً مثل النجوم السوداء بدون إعداد أو تدريب أو معسكر وطبعاً بدون مباريات تجريبية ونعود ونحن سعداء لأننا خسرنا بالأربعة فقط ولم تكن هناك خسارة أو فضيحة أكبر. ** كتبت قبل أيام في هذه المساحة تحت عنوان «الله يستر» خوفاً وهلعاً مما قد تأتي به مباراة غانا الأخيرة وحمدت الله أن الشوط الأول انتهى بهدفين فقط وتوقعت المضاعفة الأكبر لعلمي أن الشوط الثاني هو شوط اللياقة البدنية ونحن يا حسرة صفر كبير في هذا الجانب ولكن مع مضي دقائق المباراة تنفسنا الصعداء ولا أظن أن أحداً قال «الأربعة كثيرة خلاص». ** نحزن مع يتيمنا ولكن بعد ساعات وربما أيام ننسى الحزن ونخدع أنفسنا ونهتف لصقور الجديان وكأنما دخلت مفاهيم جديدة على كرة القدم وكأنما انعكست الآية وصار الفوز يمكن أن يتحقق بدون إعداد وصار الفريق الذي يتجمع في يوم السفر أو في المطار هو أمل وأغنية ونشيد وانتظار للفرح.. سبحان الله. نقطة .. نقطة .. ثم ماذا بعد؟! ** سؤال مشروع ويتردد دائمًا وقد تكون هناك إجابة عن هذا السؤال السهل لا الصعب ولكن من يسمع ويعي ويصدق الحل في الحل لا أقصد حل الاتحاد العام ولا أقصد حل الوزارة ولكن الحل في إزاحة التراب على كل هذا الشيء الحاصل والبحث عن واقع جديد لأن المرض العضال لا يمكن الشفاء منه بالأدوية والمسكِّنات والحلول الفردية. ** ننظر للعالم من حولنا وننظر إلى أنفسنا حتى نفيق من الوهم فكل شيء في الكرة السودانية متخلف وبعيد عن العالم فاللوائح من أجل تصفية الحسابات والانتخابات والاتحادات المحلية والعام لا ينظر إلا إلى تحت أقدامه والنظام الكروي كله منهار فلا نظام يسمح بتربية وإعداد الناشئة ولا منافسات له ولا وجود لهم في عقول الإداريين. ** الدولة هي المسؤول رقم واحد لأنها توافق على هذا الهرج والمرج والضحك على العقول ويأتي رموز الدولة ويجلسون في المقاعد الوثيرة في مقصورات الإستادات ويوزعون الابتسامات وأحياناً الضحكات ولا يعلمون أن العالم شبع من الضحك علينا.. وبرضو ثم ماذا بعد؟!