نجا «45» شخصاً من كارثة جوية بسبب عطل فني أصاب الإطار الأيسر لطائرة ركاب سودانير فوكر «50» مما أدى لعدم أخذ وضعه الطبيعي في مرحلة الهبوط. واحتشد عدد كبير من المواطنين شرق المطار وغربه بعد سماع نبأ العطب الذي أصاب الطائرة، واستجلت شرطة المرور الحركة في شارعي المطار وعبيد ختم سلامة لأرواح الموطنين. حينما لاحت الطائرة في الأفق وبدأت في الهبوط بالمدرج الذي امتلأ بقوات الدفاع المدني متخذين كافة إجراءات الطوارئ والسلامة، تضرّع كافة من شاهدوا عملية الهبوط بالدعاء للطائرة بالهبوط بسلام. وكانت الطائرة في رحلة من الخرطوم إلى مدينة ملكال بدولة جنوب السودان، أمس بعد انطلاقها الساعة الثامنة صباحاً، وعلى متنها 39 راكباً من بينهم عدد من الأطفال، و«6» من طاقم الطائرة، وحينما وصلت إلى ملكال فقدت توازنها أثناء عملية إنزال الإطارات مما اضطر كابتن الطائرة لإبلاغ برج المراقبة في ملكال، الذي وجهه بالعودة لمطار الخرطوم التي تكتمل به كافة التجهيزات، وبدوره أبلغ كابتن الطائرة برج المراقبة بالخرطوم بالأزمة، وحينما لم تحل المشكلة، تم إخطاره الكابتن بضرورة تفريغ الوقود البالغ وزنه «3» أطنان، والاستعداد للهبوط الاضطراري بمطار الخرطوم. وتمكن طاقم الطائرة بقيادة ياسر الصفي، وسامر السيد بمهارة فائقة من إنزال الطائرة بسلام، دون حدوث أي إصابات وسط الركاب. وكان الكابتن قد طاف حول عدد من المدن «الأبيض ودنقلا وشندي» قرابة ثلاث الساعات بغية إفراغ الوقود، فيما باشرت شرطة الدفاع المدني أعمالها على الفور بعملية تبريد شاملة ودلق رغوة مضادة للحريق على مدرج الطائرة تم إعداده لهبوط الطائرة، فضلاً عن تدعيم جوانب المدرج بالرمال منعاً لاشتعال الطائرة. وأكد ركاب بالطائرة ل«الإنتباهة» عدم وجود أي إصابات تذكر للركاب. من جهته أكد وزير النقل فيصل حماد سلامة جميع الركاب وعدم حدوث أي خسائر بشرية ومادية تذكر، وأشار إلى أن الطائرة خضعت للصيانة وإجراء بعض التعديلات حسب الموجهات الجديدة للشركة المصنعة، مبيناً أن صيانة الطائرة تمت بصعوبة كبيرة نتيجة للحصار على قطع الغيار المفروض على شركة سودانير. وأكد أن هبوط الطائرة رغم عطل العجلات تأكيد على كفاءة الطيارين السودانيين وشهادة بفاعلية إجراءات السلامة والطوارئ بالمطار، وأصدر وزير النقل قرارًا بترقية كابتن الطائرة.