لجبل بوما قصة مرتبطة بباقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية يكره أن يقرأها أو يستمع إليها، ففي بداية التمرد الذي قاده جون قرنق مرَّ على باقان يوم عصيب، فبينما كانت طائرة الجيش السوداني تحلِّق فوق سماء منطقة جبل بوما تطارد المتمردين الذين كان من بينهم باقان، خلع الرجل ملابسه وأصبح كما ولدته أمه وهرب مع المدنيين ليجد النجاة.. وهذه القصة التي حكاها اللواء صديق البنا الذي كان قائدًا عسكريًا أيام نميري بالجنوب تثبت لباقان وشعب الجنوب وأصحاب المشروعات التآمرية الأجنبية أن الجيش السوداني كان يحمي الجنوبيين، ولم يمسهم بسوء كما يفعل الآن جيش بشار الأسد الطائفي مع الشعب السوري. فإن يندس باقان وسط المدنيين هذا يدل على انضباط الجيش السوداني في مناطق الحرب وإلا كان مَسَّه السوء وهو وسط المدنيين الأبرياء.. فقد تركته القوات يهرب عاريًا من الملابس والمقدامية حتى لا يصل الجنوبيين الأبرياء الأذى بسلاح الدفاع عن البلاد، فالدفاع كان أصلاً عنهم هم باعتبارهم مواطنين وللجيش السوداني واجب تجاههم فهو بالاسم الكامل «قوات الشعب المسلَّحة». لكن إذا كان باقان أموم قد نجا من نيران سلاح الدفاع الوطني في منطقة جبل بوما، فإن هذه المنطقة وفي تمرد آخر (عكسي) لم ينج قائد قوات الكوماندوز بالجيش الشعبي ومسؤول نزع السلاح بولاية جونقلي الفريق بيتر قديت. فقد اصطادته قوات من الثوار الجنوبيين لها وضعية خاصة وتسمّى (الفرقة القناصة) تتبع لقائد الثوار الجنوبيين الفريق ديفيد ياو ياو اصطادته في كمين بمنطقة بجبل بوما اسمها «لابرب». هذا الكمين الذي كان واسع النطاق قُتل فيه مع قديت أكثر من ثلاثمائة جندي تابع له، وتعرض خمسة وعشرون من جنوده للأسر. وبالطبع يبقى هذا مؤشرًا مقلقًا جدًا للحكومة في جوبا. ويعني أن التغيير ستكون منطلقاته في الريف والمناطق البعيدة من العاصمة على طريقة الثورة الصينية التي قادها ماوتسي. وإذا كانت جوبا تجد الحماية المخابراتية الأمريكية والإسرائيلية يمكن أن يجد الثوار الدعم السري الفرنسي في إطار التنافس الغربي حول النفوذ في القارة الإفريقية. مهما كان ذكاء واشنطن وتل أبيب خارقًا.. ففي «الجنوب» أوضاع معينة يمكن أن تستفيد منها فرنسا. فذلك الذكاء الخارق قد يكون بلا جدوى مع تلك الأوضاع. وإذا كانت قوات «الكوماندوز» تتعرض للإبادة من قوات الثوار فماذا سيكون مستقبل النظام في جوبا؟!. هل سيلاقي مصير نظام فرانسو بوزازي الذي أطاحته واستأصلته في با نغي عاصمة إفريقيا الوسطى قوات متمردة؟! «إشراقة» ترميم «اتحادي» للإنقاذ { إذا كنا نريد أن نتحدث عن الأداء التنفيذي الجيد والمشرف الذي قامت به وزيرة العمل وتنمية الموارد البشرية السيدة إشراقة سيد محمود القيادية بالحزب الاتحادي الديمقراطي الذي لا نحب أن نقول عليه الفرع إذا كان هناك ما يحمل نفس الاسم ويتميز بأنه (الأصل).. ولا نقول المسجل لأن ذلك أصلاً مسجل، وإنما يمكن أن نقول (السابق في العودة والتسجيل) إذا كنا نريد الحديث عن أداء هذه الوزيرة وهي تشن حربًا على الفساد لم يشنها البرلمان الجهاز التشريعي والرقابي فإنه حق علينا أن نقول إن الوزيرة تقوم بترميم وإصلاح للحكومة الإسلامية هي تحارب بعض الفساد الذي يعتري بعض مؤسساتها. فهو ترميم اتحادي نسبة إلى الحزب الاتحادي، وإصلاح اتحادي نسبة إلى الوزارة الاتحادية، فهو تعويض للإنقاذ وعن البرلمان.