الشاعر يقول: تموت الاسد في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب.. اليوم لحم الضان أصبح عزيزاً.. حتى الكلاب ما عادت تحلم به، وزي ما قال أخي صلاح التوم إن كلبهم أصبح كلباً نباتياً!! والحلم الذي كان يمنينا به الدكتور المتعافي والي الخرطوم سابقاً أن يجعل الدجاج وجبة للفقراء تبخر.. وانقلب الأمر فأصبح الفقراء يعافون الدجاج لما سمعوا عنه من جشع المنتجين وحقنه بالمهرمونات، وقديماً كان يقال أن القط لما وجد أن اللحم بعيد المنال لا يستطيع الوصول إليه لأنه محصن ب «المشلعيب» أقنع نفسه ووصفه بأنه «عفِن»، فحق علينا نحن المكبلين بغلال الأسعار أن نقول إن الدجاج «مسرطن».. والحمد لله أن ابناءنا لم يسألونا يوماً عن هذا الذي هو معلق في الجزارات.. ولونه أبيض ويحيط به بعض كبار «العمامات»!! إن فنون المرأة زوجة الرجل الفقير تكمن في انها تصنع من الفسيخ شربات، فملحات: العدس واللوبيا والفاصوليا والقرع والرجلة والبامية والبطاطس والبامبي يكفيها فخراً أنها جميعاً تضامنت معنا في مقاطعة اللحمة. وكنت اسائل نفسي في اصرار وأقول هل أراد بنا الفقر خيراً بمجافاة اللحوم لما يشوبها من أمراض، ولكن أرجع وأقول: بكره يا نفيستي القرمانة تلقي السعادة وبطني تشبع لحوم بعد ما طال سهادا.