منذ أن قتل هابيل أخاه قابيل بدأ تاريخ جرائم الأقارب وذوي القربي وباختلاف الأسباب والطرق، في لحظة تهزم فيها صلة الدم وتكون السطوة للقسوة والأخذ بالثأر تقع جريمة القتل بين أصحاب الدم الواحد بدوافع مختلفة كالسرقة أو الاختلاف في ورثة أو جرائم تتعلق بالشرف أو الخيانة الزوجية وربما لأسباب أقل ما يقال عنها إنها «تافهة»، جرائم عديدة تناولتها الصحف تحكي قصصًا ووقائع أقرب للخيال «أب يقتل ابنه، ابن يتعدى على أبيه، شاب يقتل عمته، شاب يقتل زوجة خاله.. الخ».. «الملف الاجتماعي» وضع هذه القضايا على طاولة الاختصاصي الاجتماعي للوقوف على أسباب ودوافع هذه الجرائم.. كتبت: سحر بشير سالم الجريمة الأولى يقتل زوجة خاله نشرت هذه الجريمة بصحيفة الرياض السعودية حيث جاء فيها أنه تمّ الحكم بالقصاص والصلب بتاريخ 28/5/1433ه على المدعو «ع،أ،ع،ز» سوداني الجنسية بعد أن أدين بقتل زوجة خاله خنقًا حتى الموت... وبالعودة الى تفاصيل الجريمة كما سردها زوج المجني عليها للصحيفة السعودية قائلاً: «كان بحوزتي مبلغ من المال »165ألف ريال سعودي» يخص الشركة التي أعمل بها وكان ابن أختي على علم بهذا المبلغ وفي أثناء وجوده معنا بالمنزل طلبت مني زوجتي الإذن للذهاب لأداء واجب العزاء في أحد المعارف وفي ذات الوقت كنت في طريقي لإيصال جدي للمطار فخرجنا جميعًا من المنزل ولكن شاءت الأقدار أن تعود زوجتي مسرعة للمنزل بعد أن وجدت زحامًا شديدًا في مكان العزاء، وبعد خروجنا بفترة وجيزة تسلل ابن أختي للمنزل بغرض سرقة الأموال والمجوهرات خاصة زوجتي وعندما تفاجأ بوجودها بالمنزل قام بخنقها حتى فارقت الحياة واستولى على الأموال والمصوغات وقبل خروجه قام بفتح أنبوب الغاز حتى يوهمنا بأن سبب الوفاة هو الاختناق أو ربما كان يريد حرق المنزل ولكن الشرطة السعودية تمكنت من القاء القبض عليه وأصدرت حكمًا بالقصاص والصلب». الجريمة الثانية يقتل عمته.. كانت جريمة شهيرة هزت أركان شرق النيل، قصة ذلك الشاب الذي قام بقتل عمته طعنًا بالسكين في أماكن مختلفة من جسدها بعد اختلافها مع أبيه حول ملكية قطعة أرض. الجريمة الثالثة يقتل زوجته.. قصتها تحكي عن رجل قام بقتل زوجته بحجة أنها ثرثارة و«نقناقة» وكثيرة الخروج من المنزل «سبب بلا سبب» فقام بخنقها لإسكاتها للأبد.. الجريمة الرابعة يقتلون ابن عمهم .. حدثت وقائعها منذ سنوات خلت بإحدى الولايات حينما سافر المجني عليه لتلك الولاية مطالبًا بنصيب والده في تركة جده، فما كان من ابناء عمه الذي استولى على جميع الأطيان ما كان منهم إلا أن قتلوه وألقوا به في طريق القطار في قضبان السكة حديد حتى يوهموا الناس جميعًا بأنه مات عندما سقط من سطح القطار في طريق عودته لبلدته رغم أنه لم يمض على مجيئة لتلك الولاية سوى سويعات. الجريمة الخامسة يقتلان جدهما .. مسرح الجريمة كان بأم درمان الثورة عندما قام شقيقان بقتل جدهما ضربًا وطعنًا بالسكين وذلك عندما حضر الى منزلهم لحل إشكالية بين والدتهم ووالدهم اي ابنه تتعلق برغبة والدهم في الزواج من أخرى وكان موقف الجد مؤيدًا لابنه في قراره فما كان من الأبناء الا أن أوسعوه ضربًا وطعنًا حتى سلّم الروح لبارئها. الجريمة السادسة قتل والده.. شاب قام بقتل والده بعد أن سيطرت عليه الوساوس والأوهام بأن والده يعتدي عليهم بالاغتصاب هو وأخته وكان هذا الشاب دائم الاعتداء على ابيه بالضرب، ومع تطور الوساوس والأوهام استل الابن سكينًا وقام بذبح أبيه كالشاة. الجريمة السابعة يقتل ابنه.. الأب قتل ابنه الذي اختلف مع شقيقه الأصغر، فقام الأب بضرب ابنه بحجة أنه يخلق له الكثير من المشكلات وبعدها ذهب الى قسم الشرطة وسجل اعترافًا قضائيًا بذلك. رأي علم الاجتماع حملنا تلك الجرائم وعرضناها على الاختصاصي الاجتماعي هدى الصادق والتي أفادتنا بقولها: في الآونة الأخيرة ظهرت مثل تلك الجرائم وانتشرت في المجتمع السوداني أنتشارًا مريعًا داخل أفراد العائلة أو الأسرة الواحدة، وهذه الجرائم مخلة جدًا بالمنظومة الاجتماعية وتستحق الدراسة للوقوف على أسبابها ودوافعها والتي تختلف باختلاف الاوضاع الاجتماعية فقد تكون الاسباب بسبب الخيانة الزوجية أو الاختلاف حول مصروفات الأسرة أو الزوجة التي تقتل زوجها بسبب رغبته في الزواج من أخرى. وهنالك صحيفة بعينها تأتي من دولة مجاورة هذه الصحيفة متخصصة في الجريمة وتقوم بنشرها بتفاصيلها كاملة مما يحدو ببعض الأفراد في المجتمع السوداني بتقليدها بتفاصيلها الدقيقة. أما عن قتل الابن لوالده أو والدته أو العكس فغالبًا ما يكون الجاني في حالة لا وعي. وبعض الجرائم يكون الاستفزاز أو الشك أو الاختلاف ربما في وجهات النظر أو على تقسيم تركة أو رثة وهذه الأخيرة غالبًا ما تكون في الأرياف والقرى والأحياء الطرفية. وعمومًا انتشار هذه الجرائم يحتاج منا لوقفة اجتماعية تربوية.