اتصالات عديدة وردت للعيادة تتضمن موضوعاً واحداً، وكان آخرها من س.م.ب يقول إنه يعانى من اضطرابات شديدة فى المعدة تم تشخيصها طبياً على أنها التهاب معدة مزمن ومازال يتناول العلاج الدوائى، و يقول إن الطبيب نصحه بمراجعة الاختصاصي النفسى ويسأل ماهي علاقة مرضه بالصحة النفسية؟ أولاً خلال الأسبوع الماضى تم تحويل أكثر من ثلاث حالات من الطبيب لعيادة الصحة النفسية يشكون من أعراض عضوية مختلفة، ومايعانى منه هؤلاء جميعاً هو ما يُعرف بالأمراض النفسية الجسمية وهي اضطرابات جسمية ذات أساس وأصل نفسى وسببها الاضطرابات الانفعالية، والحالة الجسمية تتأثر بالحالة النفسية والعكس صحيح، والجسم يعتبر وسيطاً بين البيئة الخارجية وبين الذات ككيان نفسى، والضغوط الشديدة المزمنة تؤدى لإضطراب هذا التوازن، واتضح أن كل هؤلاء يعانون من ضغوط مختلفة ومشكلات مزمنة ويعانون من الانفعالات الزائدة والتى تؤثر على العمليات الفسيولوجية فضربات القلب تزداد عند الغضب، وانفعال الحزن يؤدى لانسكاب الدموع والخجل يؤدى لاحمرار الوجه والخوف يؤدى لشحوب الوجه، والقلق يؤدى لفقدان الشهية، وباستمرار الضغوط الشديدة وعدم القدرة على حل المشكلات، يتأثر الجسم وتظهر الأمراض النفسية الجسمية المختلفة، فمن الناس من يستجيب على نطاق الجهاز الهضمى كما فى حالة المتصل الذى يعانى من التهاب المعدة المزمن، ومن الأمراض على نطاق الجهاز الهضمى القولون والقرحة والإمساك وكل ذلك نتيجةً للتوترات والانفعالات فتتأثر الغدد والناتج هذه الأمراض، وهناك استجابات على نطاق الجهاز البولى والجهاز التناسلى والجهاز العصبى وكمثال لذلك الصداع النصفى حيث يؤدى الانفعال الزائد لارتفاع ضغط الدم فى المخ، وعلى نطاق الجلد والعيون والجهاز الدورى والجهاز التنفسى والعضلى، ومن أسباب الأمراض النفسية الجسمية اضطراب العلاقات بين الطفل ووالديه «فقدان الحب والخوف من الانفصال والحرمان»، و من الأسباب الصراع الانفعالى الطويل والكبت والشعور الطويل بالظلم والإحباطات المتراكمة فى الأسرة والعمل والقلق المستمر والحزن العميق والضغوط الاجتماعية، أما العلاج النفسى فيتلخص فى معرفة سبب المرض بتناول النواحى الانفعالية وحل المشكلات الشخصية وإزالة العقبات، وتعديل نمط حياة المريض من خلال العلاج النفسى التدعيمى ونُصح المريض بتجنب مواقف الانفعال الشديد وتعلم مهارات الاسترخاء النفسى وقد تم شرحها لكل المتصلين وهناك الإرشاد النفسى للمريض وأسرته والعلاج البيئى والعلاج الطبى حيث أن السبب نفسى ولكن أضحى المرض عضوياً يحتاج لتدخل الطبيب.