تحث الشريعة الاسلامية على المحافظة على صحة وسلامة البدن فإن أي مريض لكي يقوم بأي تكاليف شرعية يجب ان يراعي صحة بدنه في المقام الأول وذلك باستشارة الطبيب لتقييم حالته الصحية.. العلاقة بين الصيام والجهاز الهضمي هي أن الصيام ليس له تأثير ضار على الجهاز الهضمي السليم بل مفيد جدًا حيث ان الجسم له القدرة على التكيف والتأقلم حسب الظروف الصحية- أثناء الصيام يحدث بطء في حركة الأمعاء مع نقص العصارة المعدية والمعوية وافرازات البنكرياس وهذا يؤدي لزيادة فترة الراحة في الجهاز الهضمي، لذلك عند الصيام تقل الافرازات، وتتحسن الأعراض ويتم عمل الأعضاء الداخلية في الجهاز الهضمي بصورة جيدة إلا ان هناك بعض الحالات التي يمكن ان يتسبب الصيام في سوء حالة المريض الصحية علاقة بعض أمراض الجهاز الهضمي بالصيام قرحة المعدة والأمعاء أو القرحة الهضمية القرحة الهضمية هي حدوث تآكل موضعي في الغشاء المخاطي لجدار المعدة والأمعاء، وقد تكون هذه القرحة في المعدة فقط، أو الجزء الأول من الأمعاء والمسمى بالاثني عشر، أو الاثنين معاً ونادرًا ما تكون في أجزاء الجهاز الهضمي الأخرى كأسفل المريء مثلاً. قرحة الاثني عشر اكثر شيوعاً فهي تصيب المريض ما بين سن 30-50 عاماً وأكثر شيوعاً عند الرجال قرحة المعدة هي غالباً بعد سن 60 عاماً وتصيب النساء أكثر من الرجال هناك عدة مسببات للقرحة الهضمية وفي السابق كانت تعزى لأسباب الضغوط النفسية والقلق والتوتر العصبي ولكن الآن وجد أن هناك عاملان أساسيان: الاصابة ببكتريا المعدة الحلزونية: يعتبر وجود وتكاثر هذه البكتريا في الطبقة المخاطية من بطانة المعدة السبب الرئيس للقرحة فهي تستطيع التعايش مع حمض المعدة عن طريق إفرازات إنزيمية خاصة تحميها من الحمض وتعتبر السبب الرئيسي في تكرار الاصابة بالقرحة ما لم تعالج بالمضادات الحيوية المناسبة. -الاستعمال المفرط للأدوية المضادة لالتهابات المفاصل الروماتيزم مثل البروفين والفولترين ومسكنات الألم مثل الاسبرين حيث انه يضعف من قدرة نسيج الأمعاء على الالتئام ويمكن إستبدالها ب(البراستامول) أو البندول كمسكن وخافض للحرارة وتغيير الدواء على حسب ما يرى الطبيب المعالج -هناك أسباب أخرى للقرحة الهضمية منها: التدخين الذي يزيد من إفراز وتركيز حمض المعدة فيضاعف خطر الإصابة بالقرحة، وكذلك يؤخر الشفاء أثناء العلاج . -المشروبات الكحولية، والتي قد تسبب التهيج والتآكل في جدارالمعدة مسببة التقرح- وجود خلل وظيفي في تفريغ الطعام أو تكوين السائل المخاطي والاصابة ببعض الأمراض- وجود تاريخ عائلي بمرض القرحة ما هي أعراض القرحة الهضمية؟ ان الأعراض الأكثر حدوثاً هي: آلام متكررة أو حرقان في منطقة البطن العلوية بين السرة وأسفل القفص الصدري- غالباً ما يشعر المريض بالآلام بين الوجبات حيث ان المعدة خالية من الطعام- غالباً ما تخف حدة الألم بعد الأكل أو تناول الأدوية الخافضة للحموضة !! قد يشعر المريض أحياناً بالغثيان (استفراغ أو فقدان الشهية مما يؤدي لفقدان الوزن- بالنسبة لقرحة المعدة فان الألم يزداد بتناول الأكل والشرب وليس العكس كما هو في قرحة الاثني عشر ! في بعض الحالات ونتيجة لنزيف دموي بسيط في القرحة قد يكون هناك نزول دم عبر الفم أو البراز (أسود أو داكن اللون) بصورة عامة تطور الطب في تشخيص وعلاج القرحة فيتراوح التشخيص من الفحص الاكلينيكي ولتاريخ المرض والأعراض إلى الفحص بواسطة أشعة الهاريوم للمعدة والاثني عشر والأدق من الناحية التشخيصية هو منظار المريء والمعدة والاثني عشر حيث يمكن اكتشاف القروح والسرطانات وأخذ عينات في نفس الوقت. أثر الصيام على القرحة لقد تطور الطب بصورة عامة في علاج القرحة ويستطيع مريض القرحة الصوم اذا كان لا يشتكي من أي أعراض وتم تقييم حالته الصحية بواسطة طبيب الجهاز الهضمي قبل الصوم ولكن يشترط استعمال علاج القرحة واستشارة الطبيب مهمة حتى يشعر المريض باستقرار حالته لأن الصوم يعمل على زيادة الحامض المعدي كما أن تأثير الحامض في حالة عدم وجود الطعام يكون شديدًا، وبذلك يؤدي لتآكل الغشاء المخاطي وبذلك يتجنب حدوث المضاعفات التي سيرد ذكرها لاحقاً إن شاء الله. يمنع الصيام عن المرضى الذين يصابون بقرحة حادة، أو نشطة (ألم حاد + قيء) حديثة الحدوث مع العلم أن الآلام أعلى البطن لا تدل على أنها قرحة نشطة فقد وجد ان 70% من الذين يعانون من الآلام في البطن ليست لديهم علامات لقرحة نشطة يجب مراجعة الطبيب. كما يمنع الصيام عن المرضى المصابين بقرحة لا تستجيب للعلاج أو المصابين بنزيف في القرحة في فترة وجيزة أقل من ثلاثة أشهر مثلاً وأيضاً المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية حديثة ومن لهم مضاعفات القرحة من التهابات ونزيف دموي في المعدة أو الاثني عشر أو إنسداد أو ثقب في القرحة وأيضاً المرضى المسنين المصابين بالقرحة. أما المرضى الذين كانوا يعانون من قرحة في فترة سابقة وتم علاجهم والآن لا يشتكون من أي أعرا ض وتم تقييم حالتهم الصحية فيمكنهم الصوم. نصائح رمضانية لمريض القرحة تجنب العوامل التي تزيد من حدة المرض مثل الأسبرين استعمال المضادات الحيوية المناسبة للبكتيريا الحلزونية إن وجدت- إستعمال الأدوية الخافضة للحموضة على حسب ارشاد الطبيب !الاعتدال في الأكل وتنظيم الوجبات وتنوع الغذاء في كل وجبة- عدم الاكثار من تناول الأكل بين الوجبات حتى لا يحدث الافراط في افراز حمض المعدة- الاعتدال في شرب الشاي والقهوة والمشروبات الغازية الحرص على تناول الفاكهة والخضروات القليلة الحموضة.- عدم الأكل والشرب قبل ساعتين على الأقل قبل النوم حتى لا يؤدي الى الارتجاع أثناء النوم- تجنب المشروبات الكحولية والتدخين والانفعالات العصبية- تفادي الدهون والفلفل الحار والتوابل في الطعام ،، تجنب تناول الطعام الساخن أو البارد والتقليل من البقوليات. صيام مريض الكبد و المرارة يعتبر الكبد عضواً مهماً في جسم الانسان وتكمن أهميته في انه من أكبر الأعضاء من ناحية الحجم ويتكون من خلايا عديدة تقوم بعدد أكبر من العمليات المعقدة من الناحية الحيوية والكيميائية ويتخلص الجسم من المواد السامة والضارة ،، لذا نجد أن أمراض الكبد متعددة على حسب مكان الاصابة بالمرض سواء كانت قنوات صفراوية أو الخلايا الكبدية أو النسيج الكبدي والأوعية الدمويةأو المرارة كما تختلف في علاجها الذي يتراوح من تغيير في النمط الغذائي الى الدوائي الى الجراحي. بخصوص صيام مريض الكبد والمرارة كما أسلفنا يجب على كل مريض أن يستشير طبيبه قبل الصوم في تقييم حالته الصحية وفي أغلب الأحيان يمكن لمريض الكبد الصوم!! اذا كان المرض غير مزمن وفي مراحله الأولى، ومن غير مضاعفات، أو مصحوباً بأمراض أخرى تمنع الصوم مثل السكري وغيرها- واليكم هنا بعض الحالات التي تمنع الصوم بالنسبة لمريض الكبد: المرضى المصابون بأمراض مزمنة ومراحل متأخرة ومضاعفات مثل مرض تليف الكبد والفشل الكلوي والغيبوبة الكبدية والتهاب الغشاء البروتوني في البطن والإعياء الشديد، يجب مراعاة الأدوية العلاجية وخاصةً إذا كانت تؤخذ على فترات متقاربة وأيضاً المرضى الذين يستعملون مدررات البول لأن هذه الأدوية تجعل المريض يفقد كمية كبيرة من السوائل والأملاح فيجب على المريض أن يعوضها مباشرةً وهذه المدررات تستخدم في علاج الاستسقاء المصاحب لبعض أمراض الكبد لذا عليهم الافطار. -المرضى الذِّين يعانون من نزيف دوالي المريء وتم علاجهم عن طريق الحقن بالمنظار يكونون عرضة للاصابة بالقروح سواء في المريء أو المعدة وهنا عدم الصيام أفضل . -فيما عدا الحالات السابقة الذكر يمكن لمريض الكبد أن يصوم بأمان فقط بالتنسيق مع طبيبه قبل الصوم. كبسولة لمرضى الكبد: الابتعاد عن الأكل المضاف له الملح وخاصة مرضى الاستسقاء (سوائل البطن، وتورم القدمين) -تقليل الدهون بصورة عامة وخاصة الحيوانية- عدم الافراط في تناول السوائل لمرضى الاستسقاء وتورم القدمين ، تجنب الكحول- تقليل كمية البروتينات لبعض الحالات. (تصوموا وتفطروا على خير)