البشير يدعو القوى السياسية لحوار جادٍّ وتفاهمات حول آليات لتنظيمه أمدرمان: هيثم عثمان وجه الرئيس عمر البشير بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، ودعا في الوقت نفسه القوى السياسية إلى إعلان استعدادها للحوار الجاد والتفاهم حول الآليات التي تنظم الحوار. وبثَّ البشير تأكيدات مطلقة باتجاه الحكومة في إجراء الاتصالات مع القوى السياسية والاجتماعية كافة دون عزل أو استثناء لأحد بما فيها المجموعات التي تحمل السلاح، وتعهَّد بتوفير المناخ لكل القوى السياسية والأفراد والجماعات للتعبير، ودعا إلى حوار جامع يؤكد القواسم الرابطة بين أبناء الوطن، ويقدِّم المصلحة الوطنية علي أي اعتبارات أخرى لتحقيق ومعالجة كلية للقضايا تمهِّد الطريق للتوافق والتراضي حول دستور جديد للبلاد. وأكد البشير في خطاب أمام الهيئة التشريعية القومية في فاتحة أعمالها في دورة الانعقاد السابعة أمس، استمرار القوات المسلحة في مهامها الدفاعية، وكشف عن إنشاء عدد من القواعد الجوية والمهابط في مختلف الاتجاهات الإستراتيجية بأنحاء السودان. وأوضح أن جهاز الأمن نجح في كشف ومتابعة المخططات التي هدفت إلى تقويض الأمن والسلام الاجتماعي، جازماً بانتهاج علاقات خارجية بسياسة معتدلة ومتوازنة قوامها الحوار والعدل، مع مدافعة الضغوط ومحاولات التدخل في شؤون البلاد الداخلية، وباهى البشير بنجاح الدبلوماسية في تجاوز مساعي تدويل القضايا العالقة مع دولة الجنوب، ونبًّه إلى وجود اختراقات ملموسة في علاقات الخرطوم بالدول الأوربية.ولفت البشير إلى الالتزام بإعادة ولاية غرب كردفان بنهاية يونيو المقبل حال فراغ أعمال اللجان المختصة. وأضاف أن الاقتصاد السوداني حقَّق معدل نمو موجب في الناتج المحلي الإجمالي بنهاية العام 2011 م بلغ «1,4%»، متوقعاً ارتفاعه إلى «3,6%» بنسبة زيادة «157%»، وقال البشير إن عائد السُّودان من التّعدين التقليدي للذهب في العام «2012» حوالى «2,2» مليار دولار بينما تباشر «91» شركة عملها حالياً، وأردف أن الاحتياطي المتوقَّع من الذهب يُقدَّر ب«940» طناً. وجدَّد البشير ضرورة التزام دولتي السودان وجنوب السودان بما تم الاتفاق عليه حتى تتحقق علاقات طبيعية يستفيد منها الشعبان في البلدين. وتفيد متابعات «الإنتباهة» إلى انه لن يتم الافراج عن المعتقلين السياسيين حتى مثول الصحيفة للطبع، وفي سياق متصل، وصف رئيس كتلة المعارضة بالبرلمان د. إسماعيل حسين الخطاب بالعادي والنَّمطي في ظل ظروف وصفها بغير العادية والاستثنائية. وقال للصحافيين إنهم كانوا يتوقعون غير ذلك على حد قوله دامغاً الحالة التي يمر بها المؤتمر الوطني بالتكلس، وأضاف أن الحزب فقد زمام المبادرة، ورأى إسماعيل أن خطوة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين أساس طيِّب، بيد أنه غير كافٍ باعتبار أن وجود معتقلين لا ينبغي أن يكون موجوداً من الأساس، معبراً عن عدم اطمئنانهم لخطوة إطلاق المعتقلين قائلاً: «لا نطمئن إلى أن تتبع الحكومة القول بالفعل ودعوات الحكومة للحوار وجمع الصف الوطني لا تبعث على الاطمئنان، لأنها كلما استشعرت حالة من التأزم تطلق مثل هذه المبادرات حتى تحدث انفراجاً وتعبر الأزمة». وأكد أنه «إذا التقى البشير والترابي لن يكون حول صفقة بين المؤتمر الشعبي والوطني، وإنما لمصلحة وإنقاذ الوطن، وأي حوار مع الحكومة سيكون في إطار قوى الإجماع الوطني لن يكون حواراً خاصاً، وليست هنالك صفقات تحت الطاولة ولا يوجد احتمال لصفقات على حساب الوطن إطلاقاً».