أفرجت سلطات سجن كوبر عن المعتقلين السياسيين على خلفية ميثاق الفجر الجديد الموقع في كمبالا قبل شهرين. وشهدت (الرأي العام) من داخل سجن كوبر مساء أمس، إطلاق المعتقلين ال (6) وهم: عبد العزيز خالد رئيس حزب التحالف السوداني، ود. يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي، ود. عبد الرحيم عبد الله وبروفيسور محمد زين العابدين عن الحركة الاتحادية، وهشام المفتي عن الإتحادي الموحد، وحاتم علي عن التغيير الآن، بالإضافة إلى إطلاق سراح الناشطة انتصار العقلي. وقال عبد العزيز خالد فور إطلاق سراحه، إن الاعتقال لا سبب له، وأضاف: ما عندنا شعور تجاه الاعتقال ولا إطلاق سراحنا، وأوضح أن المجموعة ستعقد مؤتمراً صحفياً خلال اليومين المقبلين. من جهته، أكد د. يوسف الكودة، أن المعاملة داخل السجن كانت حسنة وطيبة رغم أنّ الاعتقال كان (حبساً انفرادياً) كل منا في زنزانة، وأضاف: ما زلت أنا يوسف الكودة بعد قضاء (48) يوماً في الاعتقال، ما زلت على المبدأ بأنه لابد من العلاج لهذه المشاكل. وقال إنه أجرى تعديلات مهمة على وثيقة الفجر الجديد التي اعتقل بسببها، وأضاف: كنت أظن أني سأجد إشادة على تعديل تلك البنود.. فُوجئت باعتقالي.. وقضيت وقتاً طيباً في المعتقل.. ورحب الكودة فور إطلاق سراحه بمبادرة الرئيس عمر البشير للحوار، وقال: نحن مع الحوار إذا كان جدياً. وكان الرئيس عمر البشير أعلن من داخل قبة البرلمان أمس، إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وجدّد البشير الالتزام بتهيئة المناخ للقوى السياسية كافة، ودعاها لإعلان استعدادها للحوار الجاد والتفاهم حول الآليات التي تنتظم الحوار. وقال البشير في فاتحة أعمال الدورة السابعة للهيئة التشريعية أمس، إنّ الشعب السوداني كله يتطلع للمرحلة القادمة التي ابتدرناها بالدعوة إلى حوارٍ جامع يؤكد القواسم المشتركة الرابطة بين أبناء الوطن، وتقديم المصلحة الوطنية على أية اعتبارات أخرى، ويمهد الطريق للتوافق والتراضي حول دستور جديد. وتابع: نؤكد أننا سنمضي في الاتصالات مع القوى السياسية والاجتماعية كافة دون عزلٍ أو استثناءٍ لأحدٍ، بما في ذلك المجموعات التي تحمل السلاح، وقد كفلنا مناخ الحريات وتأمين حرية التعبير للأفراد والجماعات. وشكر البشير القوى التي سارعت نحو الحوار الذي قال: نريده حواراً للجميع، فالسودان وطن يسع الجميع، بثقافته وتنوعه وتاريخه ومستقبله . وأكد البشير أن الإعلام شريكٌ حيوي، وأنه لم يتم الحجر على أي من الأقلام الناقدة إلا من استغل الحرية للهدم والفوضوية وتجاوز الخطوط الحمراء .وأشار للإجراءات التي تمت في المجال المالي والنقدي والقطاع الخارجي والإنتاجي لامتصاص الأثر السالب للصعوبات الاقتصادية التي مرت بالبلاد، ونوه لتشكيل لجنة فحص إقرارات الذمّة للدستوريين في سبيل تحقيق الشفافية. وشدد البشير على أهمية الحدود الآمنة مع الجنوب والالتزام بالاتفاق الأخير، ونوه لدخول حركة العدل والمساواة في السلام، وعقد مؤتمر للمانحين بالدوحة، وأشاد بجهود قطر في إحلال السلام بدارفور، ونبّه إلى سعي الحكومة لاستئناف الحوار حول جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال البشير إنّ القوات المسلحة مستمرة في مهامها الدفاعية، وفي تطوير وتحديث قدراتها ومضاعفة أعداد المنسوبين لها، وأشار لإنشاء عدد من القواعد الجوية والمهابط في مختلف الاتجاهات الإستراتيجية بأنحاء السودان، وأبان أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني حافظ على حماية الثغور وتوفير المعلومات وتحليلها، ونجح في كشف ومتابعة المُخَطّطات التي هدفت لتقويض الأمن والسلام الاجتماعي، ونوه إلى أن البلاد شهدت خلال العام الماضي استقراراً ملحوظاً في الوضع الأمني، وانخفاضاً في مُعدّلات الجريمة.